بقلم د. مصطفى محمد محمد صالح يكتب : هادم اللذات
خواطر فكريه (19)
بقلم د. مصطفى محمد محمد صالح يكتب : هادم اللذات
اولا تمهيد : تمضي إيقاع الأيام والسنين بصوره مضطربة والإنسان في غفلة وانشعال، وآمال، وأحلام ، وعجله العمر تمضي سريعا ،سريعا في نقصان ،ولايدرك الإنسان أنه يقترب أكثر فأكثر من الحقيقه الثابته إلا وهي : هادم اللذات ومعمر القبور، و باعتبارها أنها الحقيقة المره والتي لا مفر منها أنه هو الموت، أمر حتمي لكل الخلائق . ثانيا نظرت الإسلام للموت : خلق الله سبحانه وتعالى الموت والحياه من أجل الابتلاء والاختبار حيث قال تعالى في محكم التنزيل في سوره الملك الآية (2)”الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور “. وقال تعالى في سوره آل عمران الايه (185)”كل نفس ذائقة الموت “صدق الله العظيم. وقال أيضا في سوره الرحمن الايه رقم (26 )”كل من عليها فان ويبقي وجه ربك ذو الجلال والإكرام “صدق الله العظيم . إنها الحقيقه بكل ما فيها من مفهوم المرره ،طال الزمن أو قصر لا مهرب والامفر من الموت ،لأنه أعظم المصائب، وأشد النواءب . ويحاول الإنسان جاهدا أن ينسي، أو يتناسى هذه الحقيقه، أنه يقترب بعجلة منتظمة من المحطه الاخيره لرحلته القصيره، إلا ان كل محاولاته للبعد أو الفرار عن نهاية رحلته، او تأخيرها، مكتوب عليها بالفشل الذريع. قال تعالى في محكم التنزيل في سوره الجمعه الايه (8)”قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم ثم تدرون إلى عالم الغيب والشهادة فينبءكم بما كنتم تعملون ” صدق الله العظيم . ثالثا الفوائد المحققة من ذكر الموت : ولعل من أهم فوائد ذكر الموت لدي الإنسان الواعي : 1 / تدفعه للتحضير والاستعداد التام للرحيل من هذه الدنيا الفانية . 2 /تشحذ همته للإكثار من الطاعات و فعل الخيرات والأعمال صالحات والصدقات . 3 / تحثه علي الإكثار من التوبه والاستغفار . 4 /تساعده بصوره إيجابية علي تحسين تعامله مع الآخرين . 5/ تساعده بشكل فعال على النظر للكون والحياه من منطلق إيماني . 6 / تدفعه للاعتماد على منهج المحاسبه اليوميه . 7 / تزيد من درجه إحساسه بيوم القيامه. رابعا حسن الختام : ومن المعلوم ان خاتمه كل الإنسان، تكون حسب ما عاش عليه في الحياه الدنيا روي الأستاذ /عمرو خالد في احدي محاضرته قصه حقيقية عن رجل عاشر في الغرب؛ لفتره طويلة، وقرار أن يعود إلى وطنه، وهو في الطائرة عان، من الآلم الحادة والشديدة في صدره، وكان يجلس بجواره شاب فلاحظ ذلك وقام الشاب من فورة بمحاولة تلقينه الشهاده وقال له: قال أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأخذ الشاب يكرره له والرجل يقول: الشنطه الشنطه فقام الشاب بفتح الخزنه بالطائرة وأخرج منها شنطة سوداء مسكها الرجل وضماها لصدره والشاب يحاول تلقينه الشهاده والرجل يقول: لا استطيع ان أقول ماتقول حتي لفظ أنفاسه الاخيره وهذه القصه تترجم، أن هذا الرجل لم يستطيع أن ينطق بالشهادتين، لأنه لم يعيش على أساسها . خامسا سبب الموت : ولقد أعتاد بعض الناس أن يقولوا :” تتعدد الاسباب وسبب الموت واحد “. وهذه العبارة غير دقيقة لأن كما يقول علماء الأصول : أن السبب: هو وصف ظاهر منضبط، يترتب على وجوده، وجود وعلي عدمه عدم. وبالتالي فإن الذي يتعدد هو الحالات مثال ذلك الطعن بسكين، الضرب بالرصاص، حريق بالنار…وغير ذلك. وهذه الحالات قد ينتج عنها الموت أو قد لايتنج. والحقيقة المهمة هي: أن الموت واحد، وأن سببه واحد أيضا وهو انتهاء الآجل ليس غير. قال تعالى في محكم التنزيل “وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا “صدق الله العظيم. وقال أيضا “اذا جاء أجلهم لا يستاخرون ساعه و لا يستقدمون ” هذه الآيات الكريمات وغيرها قطعية الثبوت قطعية الدلالة بأن الله هو الذي يمت، وأن سبب الموت هو انتهاء الآجل، وليس الحاله التي حصل فيها الموت . وفي الختام نسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان يرحمنا ووالدينا ويرحم امواتنا وأموات المسلمين .
