مقالات

بقلم/د مصطفى محمد محمد صالح دور الصناعه فى تحقيق مفهوم الأمن القومى

خواطر فكريه رقم(١٢٤)

بقلم/د مصطفى محمد محمد صالح دور الصناعه فى تحقيق مفهوم الأمن القومى

أولا تمهيد : تمثل الصناعه أحد أهم الركائز الأساسية للأنشطة الاقتصادية الأستراتيجيه، وحجر الزاوية فى تأسيس و بناء اى قوى سياسية أو اقتصادية أو عسكرية للدول ،بل هى أحد المؤشرات لقياس تقدم الأمم أو تخلفها، ولم يعد دورها قاصر على الأهداف النمطية التى كانت سائدة في القرن الماضي ،بل تطورت لتواكب التغيرات التى طرأت على المنظومه الهيكلية للبيئة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للدول، وأصبحت تساهم بفاعلية وكفاءة فى تعزيز وتدعيم مفاهيم وأهداف الأمن القومى للبلاد، باعتباره ظاهرة مجتمعية ،تسعى الدول والمجتمعات البشرية إلى تحقيقها منذ القدم. عليه فإن الأسئلة محل الفكر والبحث و الدراسة هى: مامفهوم وأهداف الأمن القومى للبلاد؟ ومادور الصناعه فى تحقيق أهداف الأمن القومى؟ . ثانيا المفاهيم الأساسية: ١)الأمن فى اللغه العربيه:هو نقيض الخوف والجذع، اصطلاحا: هو مظهر من مظاهر غريزه البقاء عند الإنسان ،ويعمل على السيطرة واحتواء الشعور الداخلى بالخوف وابداله بشعور الطمأنينة والأمان ببعديه النفسى والجسدي. ٢) مفهوم القومى:فى اللغه العربيه آتية من القوم:وهم جماعه من الناس ترتبط بمكان ما وتقيم فيه وترتبط مع بعضها البعض بعادات وتقاليد وثقافه واحده وتوجد بينها علاقات ومصالح مشتركه. اصطلاحا جماعه من الناس تنتمى لهوية وانتماء فكرى وثقافه واحده. ٣) مفهوم الأمن القومى: تتعدد تعريفات الأمن القومى بين الكتاب والمفكرين السياسين ويعزى ذلك لاختلاف زوايا وصف الواقع المراد تعريفه وبالرغم من ذلك يمكننا تعريفه إجمالا “بانه يتكون من مجموعة متكاملة من القواعد الأساسيه،والعناصر الجوهرية، ذات الأبعاد السياسيه والاقتصادية والاجتماعيةوالأمنية والبيئية،والتى تتمييز فيما بينها بخاصية الترابط والتداخل والتفاعل ،لتشكل منظومة واحدة لإبناء مناخ عام من الأستقرار والامان المجتمعى، وتسعى السلطه العامه فى الدوله المسؤوله عن رعايه وشؤون البلاد والعباد، إلى بذل كل جهودها من خلال منهج البحث والفكر والدراسة المستمرة لتلك القواعد والعناصر لوضع الضوابط والآليات الفاعلة التى تتحكم فيها والسيطرة على اى مهددات حقيقه أو إخطار محتمله سواء أكانت داخليه أو خارجيه، قد تؤثر سالبا على القيم الحيوية للمجتمع وبقاء تماسكه. ثالثا أهداف الأمن القومى: يشكل الهدف العام للأمن القومى لأى بلد من البلدان العالم الركيزة الأساسية لاستقرار وازدهار ذلك البلاد، أثناء سيره فى طريق النمو والارتقاء ،وتتمثل اهم ألاهداف التفصيلية للأمن القومى فى الاتى: ١) يعمل على توظيف كل امكانيات ومقدرات الدوله،للحفاظ على أمنها واستقرارها . ٢) يلقى الضوء من وقت مبكر على أبرز التحديات والمهددات المحتمله لاتخاذ القرارات المناسبة لمواجهتها . ٣) الحفاظ علي القيم الحيوية والثقافية للمجتمع لبقاؤه متماسكا ضد الأخطار والمهددات الداخلية والخارجية. ٤) تدعيم وتعزيز ثقة المواطنين لنظامهم السياسي. رابعا تلعب الصناعه دورا كبيرا ومتعاظما فى تحقيق مفهوم وأهداف الأمن القومى للبلاد وتنبع أهميتها باعتبارها أحد أهم العناصر المكونة للمنظومه الاقتصادية،وتتمثل تلك الاهميه من خلال عده محاور هى: ١) المحور الاقتصادي: أ) تحقيق ورفع القيمه المضافة للموارد الاقتصادية وخاصه الزراعية بشقيها النباتى والحيوانى والمعدنية التى تزخر بها البلاد. ب) يعمل على توسيع قاعدة العرض وتغطيه جزء مقدر من احتياجات الطلب المحلى، تمشيا مع سياسه احلال الواردات. ج) المساهمه في دعم الحزينه العامه للدوله من خلال الرسوم والضرائب المحصلة من المنشآت الصناعيه. د) زياده الناتج المحلي الإجمالي. ه)تساهم فى تصدير العديد من المنتجات الصناعيه ذات الميزه النسبيه، مما يساعد فى استجلاب العملات الاجنبية والتى تستخدم فى المشروعات التنموية بالبلاد، علاوه عل تحسين موقف الميزان التجاري. ٢)المحور الاجتماعى: أ)إيجاد فرص عمل لعدد مقدر من المواطنين، مما يساهم فى معالجة قضايا البطالة. ب)تساعد على تحقيق الأستقرار الاسرى. ج)تعزيز وتقويه الترابط العائلى والمجتمعى . ٣)المحور الأمنى: أ)تساعد على توفير وتلبية احتياجات المنظومة الأمنية من المعدات والأجهزة الدفاعية والقتاليه. ب)توفير قاعدة بيانات ومعلومات إحصائية تساعد في وبناء الخطط والأستراتيجيه للمنظومه الأمنية . ٤)المحور السياسي: أ)تساعد فى تعزيز مفاهيم وأهداف الأمن السياسي . ب) تقوى وتدعم مفهوم الاستقرار السياسي. ٥)المحور البيئي: أ)تساهم في تعزيز مفهوم وأهداف الأمن البيئ . ب )تعمل على معالجة المخلفات والنفايات عن طريق مشروعات أعاده التدوير. خامسا الخلاصة، : تمثل الصناعه العمود الفقري لأى نهضه اقتصادية يراد تحقيقها باعتبارها أحد أهم العناصر الجوهرية التى تساهم فى تحقيق أهداف الأمن القومى للبلاد . وفى الختام نسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يحفظ بلادنا من شر الفتن ما ظهر منها وما بطن.

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى