بقلم د مصطفى محمد محمد صالح آدب الإختلاف وفن الحوارالفعال
خواطر فكريه رقم(١٢٩)
بقلم د مصطفى محمد محمد صالح آدب الإختلاف وفن الحوارالفعال
أولا تمهيد: الإنسان مخلوق رائع، كرمه الخالق المدبر، وخلقه في أحسن تقويم، وأعطاه من النعم التي لا تعد ولا تحصى، ومن أعظمها وأجل بعد الإسلام، نعمه العقل والذى جعله مناط التكليف،وأصبح بموجبه مؤهل لحمل الأمانة وليؤدى دورة ورسالته في الوجود، حسب مراد ربى العالمين ،بإتباع منهجه ،الذى انزل على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وحيا،لينظم علاقات الإنسان إبتداء علاقته بربه، وعلاقته بنفسه،وعلاقته بأخيه الإنسان، وهو كائن اجتماعى بالفطرة، يحب أن يعيش وسط وبين جماعه من الناس ليتبادل معهم المنافع والمصالح، ويسعى أثناء سيره فى معترك الحياة سعيا داوبا، باستخدام أساليب الحوار لتوصيل أفكاره وشرح حاجته الآخرين، من خلال الفكر و المنطق السليم ، ليكون أساس التواصل، مفاهيم الحب والاحترام وتقبل الاخرين كما هم، ولكن هذه الحوار قد يصطدم فى كثيرمن الاحيان بالصخور و التحديات التى تؤثر بشكل مباشر على بقاء منطق الحوار الفعال واستمراره بالصوره الطبيعية ،والتى من أبرزها التباين في وجهات النظر حول أحد الموضوعات محل نقاش ، واعتقاد كل طرف منهما،بأنه على صواب ،وإن الطرف الآخر مخطئ،وتمسك كل طرف برأيه، بل يتخندق كل منهما فى مواقفه، مما ينعكس ذلك على جوهر وطبيعة الحوار الهادئ والموضوعى بين طرفيها، ومع غياب الحكمه وسيطرت نمط التفكير السطحي الذى يؤدى إلى الأصرار والعناد ليتصاعد معه حدة التوتر والخلاف، والذى يتطور إلى مرحلة متآخرة من الخصومه وتنتهى بقطع العلاقات، ولعل الأسئله المطروحة للبحث والفكر والدراسة مااسباب اختلاف الناس؟وما الفرق بين الإختلاف والخلاف؟ والنتائج المترتبة عليهما؟ . ثانيا معنى الخلاف والاختلاف فى اللغة العربية ضد الإتفاق وهو اعم من الضد . ثالثا أسباب الإختلاف بين الناس يرجع فى الأساس الاتى: ١) لاختلاف الصوره الذهنية لهم وكما يقول علماء البرمجه اللغويه العصبيه:بأن الخريطة ليست هى الواقع . ٢) تفاوت الناس فى المقدرات الإدراكية والعقلية. ٣) الميل وأتباع الهوى والتعصب الاعمى للرأى دون منطق او تفكير. رابعا الإيضاح والتفسير: وبنظرة تحليلية عميقة لطبيعة مفهومى الإختلاف والخلاف ، يتضح جليا أن أصل المشكلة ترجع فى حاله غياب منظومة القيم ومبادئ آدب الإختلاف،ومما يؤدى الى تحول الأمر برمته إلى خلاف غريزى،يضيع معه، منطق العقل و الحق الذى يبعثر الطاقات ويشتت الجهود ويفرق الصف ويزرع العداوه و البغضاء بين إفراد المجتمع و ينسف البناء من أساسه . خامسا الخلاصه: الإختلاف ظاهرة صحيه مفيدة اذا وضعت فى إطارها الصحيح، وشكلت القيم أساسا لها، لانها تعمق الفكر و تكمل فهم الواقع من خلال تلاقح الافكار وهى سنة من السنن الكونية من مظاهرها تتجلى فى إختلاف الليل والنهار والفصول الأربعة واختلاف ألوان البشر قال تعالى فى محكم التنزيل من سورة هود الآيه رقم( ١١٨و١١٩ )” ولو شاء ربك لجعل الناس أمه واحده ولايزالون مختلفين الامن رحم ربك ولذلك خلقهم وتمت كلمة ربك لأملان جهنم من الجنه والناس أجمعين “صدق الله العظيم. وفى الختام نسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يرحم والدينا كما ربياني صغيرا ويجعلهم من أهل الجنة ويحفظ بلادنا من شر الفتن ما ظهر منها وما بطن .
