بعد مقتل الظواهري.. هل ترحل قيادة “القاعدة” إلى هذه المنطقة؟
بعد مقتل الظواهري.. هل ترحل قيادة “القاعدة” إلى هذه المنطقة؟
لا يعد مقتل أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة، حدثا عاديا يمر به أي تنظيم بفقد زعيمه، لكن قد ينهي مصير التنظيم بأفغانستان، ويدفعه لملاذ خارجي، بعد تراجع عوامل الأمان التي ارتكز عليها في إقامته هناك منذ 30 عاما.
ويرجح خبراء في حديثهم لموقع “سكاي نيوز عربية” انتقال القيادة المركزية للقاعدة للخارج، والأقرب أن تحط في إفريقيا، استغلالا لهشاشة الوضع الأمني في بعض دولها، وتمركز فروع للتنظيم في الساحل الإفريقي الغربي والصحراء الكبرى والصومال.
ومنطقة الساحل والصحراء تضم موريتانيا ومالي والنيجر وتشاد وبوركينا فاسو، وتمتد على مساحة 3 ملايين كم، وصولا لنيجيريا، وكثافتها السكانية منخفضة، وحراسة الحدود فيها بائسة.
ومن أشهر فروع القاعدة في إفريقيا، “جماعة أنصار الإسلام والمسلمين”، والقاعدة في المغرب الإسلامي، وجماعة “الأنصار”، و”بوكو حرام”، وحركة الشباب الإرهابية.
صدام داعش والقاعدة
وسبق أن قال منسق مكافحة الإرهاب السابق في وزارة الخارجية الأميركية، ناثان سيلز، إن القاعدة وداعش نقلا مركز ثقلهما إلى إفريقيا، متوقعا أن تكون القارة ساحة المعركة الأساسية القادمة مع الإرهاب.
ووفقا لدراسة نشرها مركز مكافحة الإرهاب في الأكاديمية العسكرية الأميركية في “وست بوينت” بنيويورك، فإن منطقة الساحل والصحراء أصبحت مسرحا لصراع النفوذ بين القاعدة وداعش.
وحسب نشرة “مؤشر الإرهاب العالمي” سبق وأن نقل داعش “مركز ثقله” من الشرق الأوسط لإفريقيا، إضافة لجنوب آسيا.
وعززت جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين”، قبضتها على مناطق في شمال مالي، وتتوسع عبر الحدود؛ ما يؤشر لقدرتها على شن عمليات نوعية، وفقا لتقرير “Defense One” الأميركي.
كما نجحت في استغلال الصراع العرقي، بأن مدت روابطها مع قبائل تسهل حركتها عبر الحدود.
وفي الصومال، تستغل حركة الشباب موقعها وطول سواحلها البالغة 3700 كم، في التهريب، مع افتقار الصومال لقوات بحرية تضبط الحدود البحرية.
وتبسط الحركة نفوذها في مساحات بوسط وجنوب الصومال، وتستعرض قوتها بعمليات في العاصمة مقديشو، وتمد أقدامها للخارج باستهداف إثيوبيا وكينيا، مستغلة وجود عرقية صومالية هناك.
فقدان الثقة
وتلفت الباحثة الأفغانية فاطمة حكمت، إلى أن مقتل الظواهري في العاصمة كابل الخاضعة لطالبان، وفي بیت مقرب من وزير الداخلية سراج الدين حقاني، يكشف قوة علاقة الجانبين، وإن كان في نفس الوقت قد يؤشر لصفقة بين واشنطن وطالبان مقابل حصول الأخيرة على اعتراف دولي.
ولا تستبعد الباحثة أن يتكرر قتل قيادات أخرى، ما دامت لم توفر طالبان الحماية اللازمة لزعيم التنظيم في العاصمة ذاتها، وسيُجبر قادة القاعدة على البحث عن ملاذات آمنة بعد فقد الثقة، وتحول ملاذهم التاريخي لمصدر تهديد.
تجربة قديمة مع إفريقيا
ويتوقع الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية، منير أديب، أنه حال توجه قيادة القاعدة لإفريقيا، فالمرجح أن تنتقل لجماعة “أنصار الإسلام والمسلمين”، أو “القاعدة في المغرب الإسلامي”، أو حركة الشباب.
وذكر أديب بأن إفريقيا ليست جديدة على قيادة القاعدة، فمؤسس التنظيم أسامة بن لادن اتخذ من السودان مقرا له منذ عام 1991 حتى 1996، ويضاف لذلك أن الدول الإفريقية المستهدفة الآن تعاني هشاشة كبيرة، وتحيط بها مناطق صحراوية يسهل التخفي والتهريب فيها.
سبب آخر يدفع القاعدة لترك أفغانستان، يواصل أديب، وهو ما أشار له تقرير وزارة الدفاع الأميركية بشأن عمليات مكافحة الإرهاب في أفغانستان، وهو أن طالبان تقيد حركة التنظيم.
ولا تدعم طالبان العمليات الإرهابية العابرة للحدود الشهيرة بها القاعدة، خاصة أنها ستجلب عليها مزيدا من العقوبات الدولية.