الأخبارتقارير

بعد تقدم القــــــوات المسلحــــــة.. وتعيين رئيـــــس الــــــــوزراء..

الســـــــودان".. جيش ينتصر ومواقف تتحول ..

بعد تقدم القــــــوات المسلحــــــة.. وتعيين رئيـــــس الــــــــوزراء..

“الســـــــودان”.. جيش ينتصر ومواقف تتحول ..

تقرير | محمــد جمال قنــدول

ثمّة تحولات إقليمية بدأت تلوح في الأفق إثر ملف السودان. وفيما يبدو أن تقدم الجيش الكبير، وتعيين رئيس وزراء، قد تيغير من واقع التعاطي الإقليمي والدولي حيال تطورات الأوضاع في البلاد.
ويلتمس المراقب هذه التحولات منذ أسبوعين، حيث شهدت بورتسودان زيارات لمديري مخابرات “أفريقيـــــا الوســـــطى وإثيوبيـــــا”، بجانب المعايدة التي بعثها الرئيس التشادي محمد إدريس دبي للرئيس البرهــــان.

المتغير الثالث
ويُرجع مراقبون ذلك لعدة أسبابٍ وفي مقدمتها تحرير ولاية الخرطوم عاصمة البلاد، وتعيين رئيس الوزراء. والمتابع لهذه المتغيرات يلتمس بوضوح زيارات البعثات الدبلوماسية المعتمدة ومراجعة مقراتها بالخرطوم بهدف العودة ومن ضمنهم السعودية وقطر.

ويُتوقع أن يستمر الانفراج الإقليمي في ملف السودان خاصةً بعد تشكيل الحكومة المرتقب إعلانها قريبـــًا، ووضوح معالم الانتقال.

وقال رئيس تحرير صحيفة “الانتباهة” بخاري بشير إنّ علاقات السودان الأفريقية شهدت خلال الشهرين الماضيين تطوراتٍ مهمة، كان أهمها الانتصارات الكبيرة للجيش السوداني خلال شهر مايو المنصرم وطرد ميليشيات الدعم السريع من كل محليات ولاية الخرطوم، حيث كان آخر منطقة في الولاية تم تحريرها هي مدينة

“صالحـــــــة” جنوبي أم درمان، في التاسع عشر من مايو الماضي وبذلك استطاع الجيش السوداني طرد ميليشيا الدعم السريع من كل ولاية الخرطوم، وحصرها في شريط ضيق بولايات شمال وغرب وجنوب كردفان، إضافة لمناطق دارفور التي تشهد أيضــــًا معارك شرسة بين الجيش والقوات المشتركة من جانب، والميليشيا المتمردة من جانب آخر.

وتابع بشير قائلًا: إنّ انتصارات الجيش وتحقيقه لتقدم كبير على الأرض، كان لها أثرها في تبديل مواقف عدد من الدول تجاه السودان، ما جعل السودان ينجح في تحقيق علاقات يمكن وصفها بالجيدة مع بعض العواصم الأفريقية، التي كانت حتى وقتٍ قريبٍ تصنف في خانة الضد.

ويشير بخاري إلى أنّ الحكومة السودانية استطاعت تغيير هذه المعادلات عن طريق الانتصارات أولًا، وثانيــــًا عن طريق تنشيط الدبلوماسية الأمنية التي بذل فيها جهاز المخابرات السوداني جهودًا متعاظمة وهي الدبلوماسية التي تتعامل مع حقائق الواقع المجردة دون التعويل على التعابير الدبلوماسية المغلفة والجافة، حيث نجحت

الدبلوماسية الأمنية في تحقيق اختراقيْن مهميْن، حيث زار مديري المخابرات في كل من “أفريقيــــا الوســــــطى وإثيوبيـــــا” السودان على التوالي، وعقدا لقاءاتٍ مع القيادة السودانية، بلا شك، أنها ستحقق المزيد من التقارب.
وبحسب بخاري أيضًـــا، فإنّ المتغير الثالث الذي سيكون له إسهامٌ في تشكيل علاقات السودان الأفريقية هو تعيين الدكتور كامــــــل إدريــــــــس رئيســــــًا للـــــــوزراء، وهي الخطوة التي كان ينتظرها المجتمع الدولي على المستويين الإقليمي والعالمي، وما يمكن أن تعود به هذه الخطوة في سبيل استعادة السودان لنشاطه من جديد في الاتحاد الأفريقي.

وحسب بخاري، يمكننا ربط ذلك بالترحيب الكبير الذي قابل به السيد رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي محمود علي يوسف تعيين د. كامـــــل إدريــــــس لهذا الموقع، وتأكيداته في تصريحاتٍ مختلفة لدعم خيارات السودان في استقراره ووحدته وشرعية مؤسساته.

زياراتٌ استراتيجية

بدوره، ذكر الخبير الاستراتيجي والمتخصص في إدارة المخاطر د. عبد العزيز الزبير باشا أن التحولات الإقليمية التي شهدها السودان من زيارات استراتيجية ذات طابع مؤسسي تعود إلى الحداثة التي بها يمتلك السودان اليوم فرصةً تاريخيةً لإعادة تموضعه كقوة إقليمية مؤثرة، مستفيدًا من أزمـات الشرق الأوسط وتراجع بعض القوى التقليدية.

ويرى عزيز أن الموقع الجغرافي الفريد للبلاد، ودور جيشه الوطني، وعمقه الأفريقي والعربي، كلها عوامل تمنحه أفضليةً استراتيجية.

غير أن محدّثي ذهب إلى أن النجاح يتطلب تخطيطًا بعيد المدى، وتفعيل مؤسسات الدولة، وبناء تحالفات ذكية تقوم على المصالح والسيادة، مشيرًا إلى أن المطلوب مشروع وطني شجاع يحوّل التحديات إلى نفوذ، والصمود الشعبي إلى مستقبل واعد.

المصدر:صحيفة الكرامة

إشتياق الكناني

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى