بريطانيا تستعين بامرأة محجبة لإقناع المهاجرين بالرحيل إلى رواندا
لجأت وزارة الخارجية البريطانية، إلى الاستعانة بمهاجرة محجبة تعيش هي وعائلتها في رواندا، وذلك بهدف إقناع المهاجرين إلى بريطانيا أن ينتقلوا للعيش في جمهورية رواندا الواقعة وسط قارة أفريقيا.
مقطع الفيديو الترويجي الذي نشرته الخارجية البريطانية عبر حسابها على تويتر أمس الأحد، ظهرت به امرأة مُحجبة تدعى سناء وهي تقول: “لقد مرت سنوات على اليوم الأول الذي وصلنا فيه هنا، أتذكر عندما وصلنا إلى المطار شممنا الهواء وقلنا: حسنًا يوجد أكسجين هنا”.
سناء أشادت بمميزات المعيشة في رواندا، قائلة: “هنا دولة نظيفة ولطيفة وآمنة، والحكومة تقدم تسهيلات للمهاجرين بمنتهى الاحترام”.
وأضافت أن “السؤال الذي يخطر في بال أي شخص عندما يفكر بأفريقيا يكون عادة، هل هي آمنة أو لا؟ والإجابة هي نعم، ويمكنك أن تبدأ حياتك بقليل من المال هنا، كل ما عليك هو أن تعمل بجد، لأنه لا يوجد مكان سهل، وهذا ما يجب أن تفعله في أي مكان آخر، حتى ببلدك الأصلية”.
وأقرت المحكمة العليا البريطانية، اليوم الاثنين، بقانونية خطة الحكومة لإرسال طالبي اللجوء إلى رواندا. وقالت في نص قراراها إن ما يؤخذ على الحكومة البريطانية هو أنها “لم تنظر بشكل صحيح في الحالات الفردية”، لكن الخطة بحد ذاتها “قانونية”.
وأشادت وزيرة الداخلية البريطانية سويلا برافرمان بالقرار قائلة، “ستوفر شراكتنا الرائدة في مجال الهجرة مع رواندا الدعم للأفراد الذين تم نقلهم لبناء حياة جديدة هناك، وسنحارب الأعمال الخاصة بعصابات تهريب الأشخاص الذين يعرضون حياتهم للخطر من خلال عمليات عبور القوارب الصغيرة الخطيرة وغير القانونية”.
كانت الحكومة البريطانية قد أبرمت اتفاقا مع نظيرتها الرواندية منتصف أبريل/نيسان 2021 يقضي بنقل المهاجرين غير الشرعيين والساعين للحصول على لجوء من الأراضي البريطانية إلى رواندا، في خطة تجريبية لمدة 5 سنوات، مقابل أن تحصل رواندا على دعم اقتصادي، بقيمة 120 مليون جنيه إسترليني “نحو 146.5 مليون دولار أميركي”.
نشطاء ومدونون عبر منصات التواصل الاجتماعي انتقدوا الفيديو الذي نشرته وزارة الخارجية البريطانية.
وقال أحد المدونين: “هل سترسلون اللاجئين الأوكرانيين إلى رواندا أيضًا؟ أو أن هذه الحفاوة فقط مُتاحة لأصحاب ألوان البشرة المختلفة؟!”.
فيما علقت الناشطة، عائشة بن علي، على أداء السيدة سناء الظاهرة في الفيديو، قائلة: “المرأة تتكلم بخوف شديد، وتردد، وقد تم تحفيظها هذا الفيديو، كي يرى كل من يفكر في الهجرة غير الشرعية، ألا يقدم على هذا الفعل”.
وفي منتصف يونيو/حزيران الماضي أيد القضاء العالي البريطاني خطةَ الحكومة لترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا قبل يوم من تعليق الترحيل بقرار من المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، في حين اعتبرت الأمم المتحدة الخطوة سابقة كارثية.
وسنويا، يعبر الآلاف -معظمهم شبان- المانش لبلوغ السواحل البريطانية على متن زوارق صغيرة.
وترسل بريطانيا عشرات ملايين اليوروهات إلى فرنسا سنويا للمساعدة في وقف عمليات عبور القوارب، بما في ذلك تكثيف الدوريات على الشواطئ وتأمين معدات مثل نظارات الرؤية الليلية.