بروفايل: الشاعر محجوب كبلو
بمهارته الحازقة، يطوِّع محجوب كبلو روعة المجازات الجمالية داخل نصه الابداعي، جاعلا بذلك آصرة تفاوضية متينة ما بين النص وقارئه، لا تنتهي إلا لتتخلق من جديد، ككائنات جمالية تشغل حيزاً واسعاً في وجدان متلقيها، وتشعل دوائر الإمتاع والتحفيز الابداعي، لدى محاورتها قرائياً.
محجوب كبلو هو (سكرتير الحقول)، و (حامل غرابيل المطر)، الذي يتجه صوب نصه الابداعي بدأب القديسين الذي لا يضاهى، أو كما يقول:كنت في الطريق إليك
وكأن سيد الماء في كامل اناقته ..
السترة السماوية
المنديل الأحمر
عصا الطحلب
وقيعة النعاس
في ركنٍ قصي
الحدَّاد الخفي يصلح غرابيل المطر.
نصوص بَنَـاتُ الجَّـنُوب
يا بَنَاتِ الجَّنُوب
أُحَلِّفُكُنَّ بِغَرَابِيلِ المَطَرِ
وحَدَّادِهَا الخَفِيّ
وبِطُيُورِ أَنْزَارَا
وكُوْرَالِهَا الأُنْثَوِيّ؛
بالرُّمْحِ
وبالنَّبْعِ
وبالظِّبَاءِ
وبِنَوافِذِ المُسْلِمِينَ المُفْضِيَةِ إلى السَّمَاء،
لا تَدَعْنَنِي أَنَام؛
كَيْفَ وقَدْ زَأَرَ الزَّهْرُ وكَفَّتْ عَنِ الفَحِيحِ المُدَام.
اللهُ لِي،
ولَبَشَرَةِ الحَبِيبِ مَلْمَسُ الظَّلام
ولِقَلْبِ العَاشِقِ حَبْلٌ مِنْ مَسَد
يَشُدُّهُ إلَيْكُنَّ
وقَمَرٌ يُشِعُّ لَدَى الابْتِسَام
ويَسْقُطُ الشُّعَاعُ على مَوْجَتَيْنِ
أو على كَرْمَتَيْنِ
مِنْ هَديلِ الحَمَام.
اللهُ لِي،
يا بَنَاتِ الجَّنُ
وبهل سِوَى مَرْكِبٍ مِنَ الشَّهْدِ
جَسَدُ الحَبِيب؟،
الآنَ أُدْرِكُ
كَيْفَ تَضِلُّ صُفُوفُ الرَّهَوِ أوْكَارَهَا
بَعْدَ صَلاةِ الغُرُوبِ،
وكَيْفَ اْجْتَرَحْتُمْ مَعَاً
على قَوَارِبِ القَهْوَةِ
سِيمْيَاءَ هذا الإهَابِ العَجِيبِ،
وكيفَ اقْتَرَحْتُم
مَشَاعِيَّةَ الوَرْدِ والبُرْتُقَالِ لَنَا؛
في بَرْلَمَانِ الغُيُوب.