الأخبارالعالمية

بدويات لكن رقميات.. كيف تختلف تجاربهن في الحياة والعمل؟

بدويات لكن رقميات.. كيف تختلف تجاربهن في الحياة والعمل؟

في عصر رقمي بامتياز، ولدت قبيلة عالمية جديدة خلال السنوات القليلة الماضية -وبالذات بعد جائحة كورونا وانتشار نمط “العمل عن بعد” في مختلف أرجاء العالم – وهي قبيلة “البدو الرقميين” (Digital Nomads) العابرة للحدود والأجناس والقارات.

و”البدو الرقميون” أشخاص يعملون عن بعد عبر شبكة الإنترنت، وغير مرتبطين بمكان معين، ويعمل الكثير منهم من غير الالتزام بوقت محدد، ويعيشون حالة تنقل وسفر شبه دائم من مكان إلى مكان نظرا لطبيعة عملهم عن بعد، ويتمتع الرحل الرقميون بالحرية والمرونة للسفر إلى أي مكان أثناء عملهم، طالما أن هناك اتصالا قويا بشبكة “واي فاي” (Wi-Fi) وذلك وفق ما ذكره موقع “إكسبرت فاغابوند” (Expert Vagabond) مؤخرا.

النساء يشكلن 70% من “البدو الرقميين”

ويبلغ عدد أفراد هذه القبيلة حاليا نحو 35 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، وهو رقم يُتوقع أن يصل إلى أكثر من مليار شخص بحلول العام 2035. ويوجد بالولايات المتحدة وحدها أكثر من 15 مليون رحالة رقمي، ويبلغ متوسط أعمار هذه المجموعة نحو 32 عاما، والصدمة تكمن في أن 70% من هؤلاء البدو نساء، بحسب استطلاع نشره موقع “فليكس جوبز” (Flex Jobs) مؤخرا.

في هذا التقرير، نستكشف حياة “البدويات الرقميات” وكيف يعشن حياتهن، وكيف تختلف تجربتهن عن غيرهن، وما الدور الذي تلعبه التكنولوجيا في حياتهن، وقبل الدخول لعالمهن نتعرف على المهن التي يعمل بها هؤلاء الرحالة من الجنسين.

هناك العديد من المهن يعمل بها الرحالة “الرقميون” من الجنسين ومنها كتابة المحتوى والتحرير الصحفي (شترستوك)

الوظائف الشائعة للرحالة الرقميين

هناك الكثير من الوظائف المتاحة للرحالة الرقميين، وتشمل بحسب موقع “ترافيلينغ لايف ستايل” (Traveling Lifestyle):

  1. كتابة المحتوى والتحرير الصحفي
  2. هندسة البرمجيات
  3. إجراء الاستطلاعات عبر الإنترنت
  4. التمثيل الصوتي (التعليق الصوتي، الإعلانات الصوتية، مذيع الفيديو)
  5. التعليم عبر الإنترنت، تدريس اللغات عبر الشبكة
  6. التسويق الإلكتروني عبر الإنترنت وإدارة منصات التواصل الاجتماعي
  7. التصميم الغرافيكي
  8. تحرير الفيديو
  9. تصميم ألعاب فيديو
  10. مصمم ومنشئ مواقع وتطبيقات

بدويات لكن شرسات!

وتعتبر طريقة الحياة الرقمية للرحالة اتجاها متزايدا ترحب به معظم الصناعات والشركات في العالم. وحتى لا تظن أن طريقة حياة هؤلاء سهلة، عليك أن تعرف أنهن يعملن بجد من أجل تأمين لقمة العيش، فالأمر لا يشبه العمل التقليدي السابق في المكاتب من التاسعة صباحا إلى الخامسة مساء، إذا تعمل هؤلاء النساء في أحيان كثيرة وقتا أطول بكثير، وبالذات في الطلبات المستعجلة من العملاء أو الشركات التي توظفهن.

تقترح مارتا آر مؤسسة منصة “إيه غيرل هو ترافيلز” (A Girl Who Travels) على المهتمين بأن ينضموا إلى “البدو الرقميين” وأن يؤمنوا وظيفة قبل البدء في رحلتهم “ابدأ اتصالاتك سواء عبر الإنترنت أو خارجها لتأمين الوظيفة التي تناسب مؤهلاتك وقدراتك”.

من جهتها قالت مدوّنة السفر كاتي ديديريتشز “إذا كنت ترغب في بدء رحلتك كبدوي رقمي قريبا، وليس لديك وقت لتعلم مهنة جديدة فابدأ بالعمل الحر حتى تعرف ما تريد حقا. العمل الحر أمر رائع ويمكن أن يساعدك في اختبار فرص العمل عن بعد التي تناسب مؤهلاتك دون إحداث قفزة هائلة أو مفاجئة في حياتك” وذلك حسب ما ذكر موقع “زد نت” (ZD Net) التي قامت بالالتقاء بعدد من “البدويات” لاستكشاف نمط حياتهن، وسرد قصصهن.

بيليغراث والبحث عن الحرية

كارولين بيليغراث، بدوية رقمية وكاتبة رحلات وخبيرة تسويق ومؤسسة شركة “بريثنغ ترافيل أند بريثنغ ريتريت” (Breathing Travel and Breathing Retreats) سافرت حول العالم منذ العام 2014، ووصفت جلوسها في شقتها في مدينة فرانكفورت بألمانيا قبل أن تقرر التحول إلى بدوية رقمية بعدما أدركت أن الحياة خارج الروتين أجمل “لم أكره وظيفتي أبدا، ما لم أحبه هو أسلوب الحياة المتمثل في الاستيقاظ بالصباح الباكر قبل بزوغ الشمس، والعودة إلى المنزل من العمل في الظلام، وهو ما كان يعني أنني لم أكن أشاهد النهار معظم الوقت، ثم هناك الشتاء والبرد القارس وهو شيء لم أحبه على الإطلاق”.

وعندما سُئلت كارولين عما يعنيه لها أن تكون بدوية رقمية أجابت “الحرية المطلقة، الاستيقاظ متى أريد والعمل متى أريد، وأخذ إجازة متى أريد، والسباحة في المحيط والتوجه إلى هذا البلد أو ذاك عندما أريد، وليس عندما يسمح لي العمل بالذهاب. ينبغي ألا تكون الحياة كلها حول العمل وبناء حلم شخص آخر، أريد أن أبني أحلامي بنفسي ولنفسي”.

قرار المرأة بأن تصبح بدوية يأتي من رغبتها في السفر الكثير (شترستوك)

سيربل والهرب من المنزل مع زوجها

وصفت جايمي وهي مؤسس مشارك لشركة “غونوماد هوم” (Gnomad Home) قصتها بطريقة مؤثرة “كان زوجي يعمل في 3 وظائف معا لتأمين مستوى لائق من الحياة، وقد استطعنا شراء بيت لنا، وملأه زوجي بأشياء كثيرة لم نكن بحاجة لمعظمها” وفجأة أدركت وزوجها جون أنهما يريدان المزيد من الحياة.

اشتريا سيارة تشيفي إكسبريس 1500 موديل عام 1996، والتي أطلقوا عليها “قونومي” (Gnomie) وقاموا بتجديدها بالكامل، ثم تركوا المنزل الكبير، وبدؤوا طريقهم تاركين وراءهم معظم ممتلكاتهم. وصفت جايمي رحلتها حتى الآن بأنها شيء “جدد من نحن ومن نريد أن نكون”.

جيني لاكس.. العالمة التي تحولت لبدوية

بخلفية أكاديمية كعالمة كيمياء، بدأت الدكتورة جيني لاكس مشروعها “ديجتال نوماد غيرلز” (Digital Nomad Girls) كمجموعة على “فيسبوك” (Facebook) بهدف طرح الأسئلة والاستماع إلى تجارب النساء الأخريات حول السفر كرحالة رقميين. ومنذ ذلك الحين، ازدهرت الصفحة ونمت في مجتمع البدويات الرقميات عبر الإنترنت في العالم.

قالت جيني إن قرارها بأن تصبح بدوية جاء من رغبتها في السفر والسفر كثيرًا. في البداية، اختارت أيا من الأعمال الحرة التي يمكن أن تجدها، من الكتابة إلى إدارة وسائل التواصل إلى الترجمة عن الألمانية، والآن تدير بنجاح شركتها “ديجتال نوماد غيرلز” وتقدم مجتمعا مزدهرا، وتجربة مختلفة لأولئك الذين يعيشون كبدو أو يرغبون في أن يصبحوا كذلك.

البدويةالرقمية تستطيع أن تسافر وتعيش في أي بلد تريده لأن مكتبها هو حاسوبها المحمول (شترستوك)

كاتي ديديريتش و”نعلان يتجولان”

أصلها من مينيسوتا في الولايات المتحدة، وبدأت رحلتها في السفر والعيش في الخارج على مدى 3 سنوات شملت تدريس الإنجليزية في كوريا الجنوبية، وعندما بدأ المال ينفد منها، لم تقل رغبتها في السفر حيث بدأت تعمل عن بُعد عبر الإنترنت منذ ما يقرب من 4 سنوات، وذلك ككاتبة رحلات ومدونة ثم بدأت برنامج “تو واندرينغ سولز” (Two Wandering Soles) مع زوجها.

قالت ديديريتش عن تجربتها “كوني بدوية رقمية منحني الحرية في بناء نمط حياة أحبه، وجدول عمل كيفما أريد، وأستطيع أن أسافر وأعيش في أي بلد أريده لأن مكتبي هو جهازي المحمول (لابتوب) ولكن هذه الحرية لها ثمن أيضا، حيث أعمل أحيانا لساعات طويلة جدا، ونادرا ما يتوقف عقلي عن العمل أو التفكير بالعمل، وأبذل جهدي للحفاظ على التوازن ما بين العمل والحياة، وهو أمر يحتاج إلى بذل المزيد من الجهد مني”.

هل تريدين تحقيق حلمك؟

فإذا كنت تحلمين بالسفر بحرية بين الشواطئ الرملية البيضاء الساحرة والجبال المغطاة بالثلوج، أو الجزر الآسيوية الفاتنة، وأن تنتقلي كل شهر أو شهرين للعيش في بلد آخر مختلف لتتعرفي على ثقافات وحضارات شعوب العالم، فالنساء الرقميات اللواتي ذكرن قصصهن أعلاه جعلن هذه الحلم حقيقة واقعة.

المصدر : مواقع إلكترونية

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى