بثينة ابو القاسم تكتب:..اوراق خاصة جدا..وداعا يا سيد الحزن النبيل..

بثينة ابو القاسم تكتب:..اوراق خاصة جدا..وداعا يا سيد الحزن النبيل..
كان الجميع يهمسون همسا بين مصدق ومكذب في حزن عميق .يقولون توفي شاعر. القوات. المسلحة المساعد محمد علي عبد المجيد وهو في طريقه الي نهر النيل وكان آخرون يكذبون ذاك النبأ المفجع قائلين لا لم يمت بل توفي سائقه وما مرت ثواني الا ونعي الناعي خبر
وفاته الذي جاء صعب الوقع علي كل من تربطه به صلة من قريب أو بعيد نعم جاء النبأ قاسي علينا وذلك لأننا عرفناه عن قرب تذوقنا معه طعم الملح والملاح هتفنا معه وهو ينثر اريج أشعاره المدوزنة القوية في شجاعة
ورذانة يقشعر لها البدن وهو يرتدي عباءته التي تجلى في تفصيلها واختيارها بلونها الذي يشبه ذيه الكاكي لون عزتنا وكرامتنا وكبرياءنا المعطعون بلبن العطاء والشجاعة الذي رضعناه من ثدي امهاتنا اللائ كنت وكلما وقفت في أي منبر توصي بهن تذكير للأجيال بأهمية الام ودورها
الفاعل في الحياة تجاه أسرتها اذكر أنني حينما أجريت معك حوارا من داخل إذاعة وتلفزيون شندي ذكرت لي أن والدتك هي التي امدتك بعافية الشجاعة والاقدام ونظم القصيد .
بمختلف نواصيه ولكنك تتمسك بنظم الدرر في اهل قبيلتك الخضراء نعم ياسيد الحزن النبيل لقد كفيت و وفيت والعالم أجمع يشهد أنك كنت تلهم الجيش الحماس بكلماتك القوية المؤثرة فتقوده الي حرب الكرامة وهو
أكثر حماسا وتشوقا للنصر والخلود سلام عليك وانت خلع منك كاكي الشرف العظيم لتلف ببياض الثياب التي تشبه قلبك الكبير ملبيا لنداء الرب سبحانه وتعالي في صمت وأدب حاملا في داخلك هموم الوطن الذي ذبحته ايادي الخونة والمارقين ..
سلام عليك وانت تتمدد جسدا طاهرا نقيا تقيا متدثرا بثياب الرهبة البيض في يقين وثبات الخاشع الراكع الذي ادي صلاته وترا
سلام عليك وانت توصي بأن نصون الوطن ونضعه في خانة الابن ونحن نعاهدك بقولنا وفعلنا ان نم هانئنا مطمئنا فوطنك محروسا بجيشه و بأهله وسوف نعمل ما استطعنا علي طرد العدو من ارضه الطاهرة بلا عودة اخري وكلما قابلتنا وعكة بقسنعالجها بسماع دررك التي
نثرتها علي جراحات الوطن فطاب .. نعم يا قيثارة الحرف الراعف للوطن الذي تتسارع خطواته نحو الانتصار الكلي وجمع شتات اهله الذين نزحوا قسرا دون سابق إنزار ولكن يا مساخة العودة وانت تمثل فينا غيابا كتب علي جباهنا أن نعيشه في حزن سخين. حقا انت الوطن بما
احتوي انت الجرح النازف والحرف الراعش انت الكلمة المدوزنة حين يجد الجد ويئن الوطن. انت الأسد الذي يزأر ليحمي العرين لذا كنا نعتقد أن وقت رحيلك لم يحن بعد ولكنها اقدار الله ومشيئته .. وكل الساحات تضج بك تحتاجك وجودا كاملا لرتق نسيج الوطن من فعال الجبناء الذين يريدون بناء دولة داخل دولة أخري واني اطمئنك
الان بفشل كل مواثيقهم و مساعيهم بعد ان جلسو وعقد العزم فشل مخططهم لتقسيم السودان لأن الله قد خص به أمثالهم فهم نكرة وعديمي معرفة في كل شئ.
أما عن قصائدك فستظل عقدا يزين جيدنا وجيد أجيالنا القادمة علي مر الدهور والأجيال تعبيرا عن مدي عشقك لوطن يسع الجميع .
سلام عليك وانت تعرف جيدا أن الوطن باقي لن يهزم وبين ظهرانينا اسود لا يهابون الموت ابدا أو يخشو المحن
وختاما طيب الله ثراك ووسع مرقدك وثبتك عند السؤال ورحمك رحمة واسعة وجعلك من اهل الفردوس نزلا وصبر اهلك وذويك علي فقدك المر وجعلنا من الصابرين فأنت فقد جلل .
وانا لله وانا اليه راجعون .