بابكر يحيى يكتب: ..صفوة القول..مبادرة أردوغان ؛ فرصة الإمارات للتنازل عن تابوت تقدم والمليشيا ؟!
بابكر يحيى يكتب: ..صفوة القول..مبادرة أردوغان ؛ فرصة الإمارات للتنازل عن تابوت تقدم والمليشيا ؟!
مبدئيا أرى أن مبادرة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للمصالحة بين السودان والإمارات ستسهم إيجاباً في التأثير على مجريات الحرب حتى وإن لم تصل لخلاصات نهائية ..!!
النقاش بين السودان والإمارات هو المدخل المناسب لحل الأزمة السودانية ؛ لأنها هي الفاعل الرئيسي في الأحداث بينما تأت المليشيا وتقدم كأدوات خراب لا تملكان رأيا ولا قرارا ؛ فبالتالي لا ينبغي إضاعة الوقت معهما في التفاوض ..!!
وعلى الرغم من ذلك إلا أن السلام بين السودان والإمارات ليس أمرا سهلا كالذي حدث بين أثيوبيا والإمارات فقد نجح أردوغان في ذلك إلا أن المقارنة قد لا تكون النموذج المناسب لحل المشكل السوداني الإماراتي .. !!
ملامح الصراع بين أثيوبيا والصومال قد تبدو واضحة وليس فيها غموض كالذي بيننا والإمارات ؛ فالأطراف الخارجية هناك ليست كالتي في الملف السوداني الذي تتدخل فيه فرنسا وبريطانيا وأمريكا فهذه الدول فاعلة في المشهد وهي تصدر الإمارات للواجهة كما تصدر الأخيرة قحت والمليشيا فهذه ستضع تعقيدات وعراقيل أمام أردوغان أكبر من التعقيدات التي وجدها بين الصومال وأثيوبيا ..!!
وعلى الرغم من تلك التعقيدات التي أشرت اليها أعلاه إلا أن هناك ما يدعم فرص نجاح مبادرة أردوغان وهو أن وكلاء الامارات في السودان قد فشلا وأصبح من المستحيل أن يحققا لها نجاحا مهما قدمت لهما من رعاية فبالتالي الإصرار عليهما ليس فيه ذكاء ولا يحقق لها هدفا ..!!
وإذا فعلت الإمارات عقلها جيدا فستجد أن أردوغان أتاح لها فرصة هي الأنسب للتنازل عن هذه الحمولة المرهقة طوعا بدلا من أن تتنازل عنها كرها ! فهذه الحمولة الثقيلة المكونة من (تقدم والمليشيا ) قد ماتت وعلى الإمارات أن تعلم أنما تحمله الآن عبارة عن تابوت لن يفيد بشيء.. !!
*صفوة القول*
إذا حاولت الإمارات إعادة إحياء وانتاج أي واحد من شريكيها في السودان فسينهار أي سلام معها ؛ وستفقد فرصة أردوغان الذهبية ؛ ولن تفلح في اعادة إنتاج تقدم أو المليشيا فهما قد انتهيا سياسيا وعسكريا ؛ كما أن تنازلها عنهما سيسعد السودان .. ليأتي الحديث عن التعويضات وإعادة الإعمار في المرتبة الثانية بعد حسم ملف رعاية الخونة والعملاء ، والله المستعان.