مقالات

ايمان عبود تكتب: ..( زاوية حادة ) ..( يازمن وقف شوية ! )

ايمان عبود تكتب: ..( زاوية حادة ) ..( يازمن وقف شوية ! )

 

من منا اليوم لا يبكي على السنين التي مرت على بلادنا من قبل ربيع الحرب الدامي ؟! من الذي لا
تخالجه نفسه بان ليت السودان يعود يوما ؟!

ترى ان عاد بنا الزمن الى الوراء قليلا الى ما قبل الحرب هل كان ليكون موقفنا من السودان هو نفسه موقفنا منه اليوم ؟! كان الكثير منا قبل الحرب

( وانا اولهم ) يتطلع الى الخروج من الوطن وان يغدوا طيرا مهاجرا الى اي دولة متمتعا بلقب ( المغترب ) الذي قد يوازي لدى الشعب السوداني انذاك لقب ( السفير ) او ( الوزير ) ولكن اليوم جميعنا ( وانا اولكم برضو ! ) نقف

على اطلال سوداننا القديم نبكيه بحرقة وشوق نتطرق ولو للحظة صفاء واحدة تتيح لنا ان نعود لنعانق جداران منازلنا وذكرياتنا الحبيبة ومن كان لايزال في منزله فهو بالتاكيد يتمنى ان يشعر بذلك الامن والاطمئنان وهو يعود اخر النهار من عمله او دارسته يحتضن منزله ويتوسد

وسادته لايفكر كما يفكر اليوم كل ليلة ترى الى اي دول الجوار سينزح ان طالته الحرب ! كل من كان يرفض ان يعمل اي عمل في وطنه ويفضل ان يعمل اي عمل في الخارج بحجة جلب العملة الصعبة ربما يعاني اليوم

مزاولة اعمال تات في احيان كثيرة على كرامته او يتلقى منها الذل والهوان اكثر من مما يتلقى الاجر وهل تساوي كرامة الانسان والتي هي اليوم محور قضية الشعب والحكومة والتي تدور الحرب بسببها ثمنا بخسا دراهم معدودة ؟! ” ياليت قومي يعلمون ” ولكن المواطن النازح

المغلوب على امره مضطر اليوم للخضوع لهذا الوضع حفاظا على مصدر رزقه الذي قد يكون الوحيد او لانه لايوجد مكان اخر يمكنه الذهاب اليه بعد ان انفق ما امامه وخلفه ليصل الى هذا المكان او لانه لا تتوفر فرص

عمل اخرى افضل في تلك الدول الااجنبية فبلا شك انه في هذه الحال سيعض النواجذ ندما وقهرا بسبب هذا الاستعباد والاستغلال الذي يلاقيه بسبب كونه نازحا بعد ان كان مكرما ومعززا في وطنه وان لم ياكل او يشرب ولكنه مكتفٍ وراضٍ ومرفوع الرأس ولابد ان التراب يملأ

الان عين كل من كان السودان لايعجبه ويراه اسوء دولة في العالم ! فمرارة الفقد تلك التي تشعرك ان عُشَتك التي فقدتها لا تضاهي في قيمتها اكبر وافخم قصور العالم علمتنا اليوم ان لا ارض تضاهي سوداننا ، ان البكاء على

لبن الزمن المسكوب ليست ظاهرة حديثة نحن نعايشها اليوم ايضا ننظر للامس باعين متسعة ونغمض اعيننا تماما عن الحاضر بالرغم ان الغد لاياتي فجأة ! ان المستقبل ما هو الا صناعة الحاضر والغد ماهو الا مرآة تعكس اليوم ونخشى مستقبلا الا نجد حتى ماضيا نبكي

عليه ! كما ان الحروب ايضا لا تنشأ فجأة فهي ثمرة عمل طويل وطويل جدا يحاك في الخفاء ويستمر مادامت الشعوب فمتى تستفيق القلوب ؟! مع ذلك إن الحروب رغم ويلاتها الا انها سلاح ذو حدين ! فمنذ سنوات قليلة جدا مضت او لنقل قبل الحرب على الاقل كانت هناك

الفجوة الكبيرة التي سعى اعداء الوطن الى خلقها بين الشعب وكيانه الحكومي العسكري الرسمي المتمثل في القوات المسلحة السودانية وهاهي تلك الفجوة اليوم وفي غمضة عين تغلق بمجرد نشوب الحرب ويقرر

الشعب فورا ودون تفكير الالتفاف حول قواته المسلحة ! هكذا هي الحروب معلمة ومؤّلمة ..هي الداء والدواء معا تعطينا دروسا ولكن بمقابل باهظ وليتنا فهمنا تلك الدروس قبل دفع هذا المقابل ولكننا اليوم ونحن نراقب

نهاية هذه المعركة في شغف متحمس مليء بالايمان أن النصر ان شاء الله لنا وفليعش سوداننا علما بين الامم ، لا يجب ان ننسى غدا ان هناك مهمات اخرى لا تنتهي

بتحرير السودان فحسب بل هي ثقيلة وثقيلة جدا تتطلب منا تضحيات طوعية دائمة على مر الزمان واستنفارا شاملا في اعادة اعمار هذا الوطن بحب واقبال ذاتي هذه المرة والا فليس كل مرة تسلم الجرة !

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى