
انعقد بمقر القيادة العامة ..البرهان و”هيئة الأركان”.. دلالات الزمان والمكان..!!
اللقاء يأتي فى مرحلة دقيقة يستكمل فيها الجيش ما بدأه من تطهير..
الجيش يستشرف مرحلة جديدة من (إعادة الترتيب) والتموضع
الاجتماع يحمل دلالات سياسية وعسكرية عميقة تتجاوز حدود المعلن..
تقرير : محمد جمال قندول
التقى رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان عبد الرحمن أمس الثلاثاء، رئيس وأعضاء هيئة الأركان.
َويأتي اللقاء للوقوف على سير العمليات العسكرية في جبهات القتال.
اجتماع الأمس له عدة دلالات مهمة نحاول تفكيكها في التقرير التالي.
الاهتمام الشعبي
لقاء رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان برئيس وأعضاء هيئة الأركان له عدة دلالات، اذ يأتي في مرحلة دقيقة تستكمل فيها القوات المسلحة ما بدأته من تطهير لكل إراضي السودان من دنس الميليشيا الإرهابية.
وبلا شك، فإن لقاء الأمس يستكمل اطلاع القائد العام ووقوفه على مجمل الأوضاع في كافة النواحي العسكرية العملياتية الميدانية وغيرها بالإحاطة والمتابعة والتوجيهات والقرارات اللازمة.
وكذلك، اللقاء يأتي في أعقاب انتصارات كبيرة حققتها القوات المسلحة وعلى رأسها: تطهير ولاية الخرطوم ومسار تطبيع الحياة فيها وما يتطلبه الأمر من ترتيبات تلي قيادة القوات المسلحة وهيئة أركانها على خلفية اللجنة السيادية المكلفة بذلك وما يترتب عليه من إجراءات.
وفوق كل ذلك، من الواضح أن القوات المسلحة تستشرف مرحلة جديدة من (إعادة الترتيب) والتموضع لاستكمال معركة الكرامة حتى يكتمل تطهير كل شبر من أرض الوطن ودحر ميليشيا آل دقلو ومرتزقتها تمامًا من كافة ربوعه.
ووصل رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان إلى العاصمة الخرطوم خلال الأيام القليلة الماضية، حيث هبطت طائرته الرئاسية لأول مرة في مطار الخرطوم، وقام البرهان بجولات عديدة جعلت من رحلته الحالية لولاية الخرطوم محط انظار الاهتمام الشعبي والإعلامي.
العمليات النوعية
ويرى الخبير الاستراتيجي والمحلل السياسي د. عمار العركي
أن اجتماع القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان برئيس وأعضاء هيئة الأركان اليوم من داخل العاصمة القومية الخرطوم يحمل دلالات سياسية وعسكرية عميقة تتجاوز حدود ما أُعلن عنه.
ويواصل العركي بالقول إنه على الرغم من غياب التفاصيل الرسمية عن مخرجات الاجتماع، فإن الزمان والمكان وحدهما يشكلان رسالة استراتيجية واضحة.
توقيت اللقاء يأتي في لحظة تتقدم فيها القوات المسلحة بثبات في جبهات كردفان ودارفور، بعد أن أنهت بنجاح مهامها في الخرطوم والجزيرة، ونجحت في تثبيت الأمن في المركز، ما يعكس انتقال الدولة من مرحلة “التحرير” إلى مرحلة “الإدارة والتحكم والتخطيط المركزي” من داخل مؤسساتها.
وتابع: أما المكان – الخرطوم، فله رمزية لا تخطئها العين، فالاجتماع من داخل العاصمة يؤكد أن مركز السيادة والقرار قد عاد إلى موقعه الطبيعي، وأن القيادة السياسية والعسكرية تمارس مهامها من قلب الدولة، لا من مناطق معزولة أو مواقع بديلة، في إشارةٍ صريحة إلى استعادة السيادة على الأرض والمؤسسة معاً.
وبحسب د. عمار، فإن الرسائل التي انطوت عليها هذه الخطوة واضحة إلــى الداخل، وتبرز أن المؤسسة العسكرية موحدة وتدير معركتها بوعي وثقة، كما تحمل رسائل للتمرد بأنه لا تراجع عن استكمال استعادة كل شبر من أرض السودان. وكذلك إشارات للخارج، أن من أراد التعاطي مع السودان فعنوانه هو الخرطوم لا غيرها.
ويضيف محدّثي في معرض الطرح أن اجتماع الأمس قد يكون تمهيداً لمرحلة جديدة من العمليات النوعية غرباً، أو مقدمة لتحركات سياسية تستند إلى الوقائع الميدانية المتغيّرة. لكن في كل الأحوال، فإن الصورة وحدها تكفي: دولة تستعيد عافيتها، وجيش يُدير المعركة بعقل الدولة لا بغريزة الحرب.
المصدر : صحيفة الكرامة