
انعقاد أول اجتماع لمجلس الوزراء في العاصمة بقيادة إدريس..الحكومة في الخرطوم .. “البيان بالعمل”..!!
اكتمال عقد الحكومة الجديدة حدث انتظره السودانيون كثيرا..
المجلس نجح فى تجاوز تعقيدات سياسية واجتماعية وأمنية وعسكرية
المعركة انتقلت لإعادة بناء مؤسسات الدولة وتفعيل دورها فى الخدمات..
اجتماع مجلس الوزراء قوبل باهتمامٍ إعلاميٍ وشعبي إقليميًا ودوليًا…
تقرير : محمد جمال قندول
أن يكتمل عقد حكومة جديدة في عاصمة البلاد التي خرجت قبل أشهر من حرب طاحنة انتهت بدحر ميليشيات آل دقلو الإرهابية على يد الجيش والقوات المساندة قطعًا قصة تستحق أن تُدرس في قادم الأزمان وتروى عن حكاية دولة واجهت أكبر مؤامرة في تاريخها واستطاعت إفشالها بعزيمة حيرت العالم أجمع، ومثل الاجتماع الاول لحكومة د. كامل بالعاصمة حدثا انتظره السودانيون كثيرا..
وأمس (الثلاثاء)، شهدت الخرطوم حدثًا كبيرًا، حيث التأم أول اجتماع للجهاز التنفيذي برئاسة د. كامل إدريس في تطور قوبل باهتمامٍ إعلاميٍ وشعبي إقليميًا ودوليًا.
معاش الناس
احتضان العاصمة لأول اجتماع لمجلس الوزراء تحمل دلالات كبيرة، حيث إنّها بعثت رسائل تطمين للمواطنين بالداخل وإشارة مهمة لتطبيع الحياة في ولاية الخرطوم، وتشجيع كبير على التفكير الجاد في العودة الطوعية وبدء عمليات الإعمار.
وخارجيًا، كان للحدث رسائل مهمة. إذ أنها أثبتت للعالم بأن الحكومة قادرة على إدارة شؤونها من داخل العاصمة، بما يعزز من صورتها كسلطة شرعية أمام المجتمعين الإقليمي والدولي.
وقال رئيس الوزراء كامل إدريس في تصريحات صحفية عقب الاجتماع: إنّهم استعرضوا أنشطة وخطط الوزارات من اليوم وحتى نهاية هذا العام، بالتركز على خدمات المواطن ومعاش الناس، بجانب خطط إعادة الإعمار.
إدريس أشار كذلك إلى أن المجلس أولى اهتمامًا بالحوار “السوداني – السوداني” الشامل الذي لا يستثني أحدًا، ضمن برنامج الحكومة لتعزيز الاستشفاء الوطني، وتطوير العلاقات الخارجية عبر الدبلوماسية الرسمية والشعبية، والعمل على تحقيق السلام في مختلف أنحاء السودان.
الحكومة الاتحادية عقدت أولى جلساتها بمقر أمانة ولاية الخرطوم. كما ترأس رئيس مجلس الوزراء اجتماع لجنة ضبط الأمن وفرض هيبة الدولة بولاية الخرطوم بحضور حكومة الأمل.
نفرة قومية
اجتماع مجلس الوزراء استعرض الأولويات وإعادة الإعمار. كما استعرض سبل تقوية الاقتصاد، فيما كان ملف أمن المواطن حاضرًا بقوة. وكان رئيس الوزراء قد أعلن أمس عن انطلاق نفرة قومية برئاسته تستهدف نظافة العاصمة القومية وتهيئتها لعودة المواطنين إلى مناطقهم.
وعلّق رئيس تحرير صحيفة “براون لاند” محمد سعد كامل على الانعقاد، حيث ، وقال إنّ النظر بعينٍ فاحصة لهذا النشاط الخاص بمجلس الوزراء سيُري أنه نجح في تجاوز عقد سياسية، واجتماعية، وأمنية، وعسكرية، كانت تُكبل السودان بحبال الانهيار التام المزعوم من آلة الأعداء الإعلامية، وللأسف أيضًا آلة الأصدقاء الإعلامية بدون قصد، وكأنك ترمي صديقك بالرصاص في خضم المعركة.
وزاد محدّثي: هذه الزيارة قالت ما لم يقله إدريس في خطابه المبثوث على الوسائط والإعلام، قالت الزيارة بأن هلموا لتعمير الأرض. وقالت إنّ السودان آمن وصامد بأبنائه، وإنّ الحكومة تعمل، وإنّ جراح الوطن بدأت في الشفاء.
ويرى مراقبون أن انعقاد أول اجتماع لمجلس الوزراء في الخرطوم منذ اندلاع الحرب لا يعد مجرد خطوة إجرائية، بل يمثل تحولاً سياسياً وأمنياً لافتاً يعكس عودة العاصمة إلى واجهة المشهد الوطني. فاختيار الخرطوم، بعد أكثر من عامين من إدارة شؤون الدولة من بورتسودان، يُقرأ كإشارة واضحة على أن الحكومة برئاسة الدكتور كامل إدريس تسعى لترسيخ وجودها في قلب المركز السيادي والإداري.
كما يشير المراقبون إلى أن انعقاد الاجتماع في ظل إجراءات أمنية محكمة يؤكد أن المعركة لم تعد محصورة في بعدها العسكري فقط، بل انتقلت إلى مستوى إعادة بناء مؤسسات الدولة وتفعيل دورها في خدمة المواطنين. وبذلك يصبح اجتماع الخرطوم ليس مجرد جلسة وزارية عادية، بل خطوة رمزية على طريق إعادة الاعتبار للدولة السودانية ومؤسساتها بعد عامين من الحرب.
المصدر: صحيفة الكرامة