“الوعد الصادق 3”: إيران ترد بعنف على إسرائيل وسط تحذيرات دولية من حرب إقليمية واسعة

“الوعد الصادق 3”: إيران ترد بعنف على إسرائيل وسط تحذيرات دولية من حرب إقليمية واسعة
في تصعيد غير مسبوق بين إيران وإسرائيل، أطلقت طهران مساء الخميس ما أسمته عملية “الوعد الصادق 3”، مستهدفة العمق الإسرائيلي بمئات الصواريخ والطائرات المسيّرة، وذلك ردًا على الضربات الإسرائيلية التي طالت منشآت نووية وعسكرية داخل إيران.
وأسفرت الهجمات الإيرانية عن سقوط 3 قتلى وقرابة 90 جريحًا في إسرائيل، إضافة إلى أضرار جسيمة في عدة مناطق من تل أبيب وضواحيها، رغم تصدي أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية لمعظم المقذوفات. وكانت إسرائيل قد أطلقت فجر الخميس عملية “Rising Lion” الجوية، مستهدفة مواقع حيوية، من بينها مراكز أبحاث نووية ومقار للحرس الثوري، مما أدى إلى مقتل العشرات من المسؤولين العسكريين والعلماء الإيرانيين.
ردود فعل دولية: تحذير من الانفجار الإقليمي
سارع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى دعوة الطرفين لـ”وقف فوري للتصعيد”، محذرًا من أن المنطقة “على شفا هاوية”. كما حذّرت فرنسا وبريطانيا من “كارثة محتملة” إذا استمر التصعيد خارج الأطر التقليدية.
من جهته، أكد المستشار الألماني فريدريش ميرتس أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أطلعه مسبقًا على نية تنفيذ الضربات، معبرًا عن تفهّم بلاده لـ”حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”، لكنه حثّ على تجنّب مواجهة شاملة في الشرق الأوسط.
وفي الولايات المتحدة، تباينت المواقف؛ ففي حين أعلن البيت الأبيض “دعمه الكامل لإسرائيل”، عبّرت دوائر داخل الكونغرس الأميركي عن قلق متزايد، وبرزت انقسامات حادة داخل قاعدة الحزب الجمهوري، حيث استُخدمت عبارة “Drop Israel” للدعوة للابتعاد عن أي دعم عسكري مباشر في حال توسع الصراع.
المشهد الإقليمي: هل تندلع حرب متعددة الجبهات؟
المخاوف تتزايد من دخول أطراف أخرى إلى ساحة المواجهة، أبرزها حزب الله في لبنان، وميليشيات موالية لإيران في العراق وسوريا، إضافة إلى التهديدات التي تلوّح بها الحوثيون في اليمن. وفي هذا السياق، حذّر مراقبون من احتمالية استهداف المصالح الأميركية أو الإسرائيلية في الخليج، خاصة مع تحرّك حاملات طائرات أميركية نحو شرق المتوسط.
التحليلات العسكرية تشير إلى أن إيران، رغم الضربات التي تلقتها، تحتفظ بقدرات صاروخية ومسيّرة كافية لشن موجات إضافية من الهجمات، فيما تستعد إسرائيل لسيناريوهات تشمل تفعيل “الضربة الثانية” إذا استهدفت مراكزها الاستراتيجية مجددًا.
هل تتوسع المواجهة؟
يُجمع الخبراء على أن الحرب لم تصل بعد إلى ذروتها، وأن الأيام القادمة ستكون حاسمة في تحديد ما إذا كانت المواجهة ستظل محصورة بين طهران وتل أبيب، أو ستتحول إلى نزاع إقليمي واسع.
ويقول المحلل السياسي الإيراني فرزاد نيكباخت إن “الوعد الصادق 3 ليست النهاية، بل بداية سلسلة ردود مُنسّقة ستطال كل من يدعم العدوان”، بينما يؤكد الجنرال الإسرائيلي المتقاعد عاموس يادلين أن “إسرائيل جاهزة لمعركة طويلة، لكننا لا نبحث عن حرب موسعة… ما لم تُفرض علينا”.
خاتمة
وسط هذا التصعيد الحاد، يقف العالم على حافة مواجهة غير مسبوقة بين قوتين إقليميتين، يحمل كل منهما رسائل نار لا تُقرأ فقط في لغة الصواريخ، بل في خرائط الجبهات المحتملة التي تمتد من لبنان إلى اليمن، ومن الخليج إلى المتوسط.
الأسئلة الكبرى الآن:
هل يمكن احتواء التصعيد قبل أن يخرج عن السيطرة؟
وهل نشهد قريبًا حربًا متعددة الجبهات تُعيد تشكيل التوازنات الإقليمية لعقود قادمة؟
طهران – تل أبيب – (وكالات)