
“الهلال الأحمر السوداني” يحذر: التمويل يغطي خُمس الاحتياجات.. و31 متطوعاً ضحية الحرب.
الأمين العام للهلال الأحمر: حرب السودان “منسية” وتحذير من تفشي الكوليرا والضنك.
بورتسودان: محمد مصطفى
أقرت جمعية الهلال الأحمر السوداني بضعف حجم التمويل لمشروعاتها الإنسانية، مشيرة إلى أن حجم الإغاثة المقدم للسودان “ضعيف” وأن الحرب الدائرة في البلاد باتت تُوصف بأنها “حرب منسية”.
وفي مؤتمر صحفي عقدته الجمعية بمدينة بورتسودان اليوم، أكدت الأستاذة عائدة السيد عبد الله، الأمين العام للجمعية، أن مسيرة الهلال الأحمر حافلة بالعطاء والمواقف المشرفة، رغم تأثير الحرب الدائرة في البلاد بشكل كبير على أداء الجمعية، إلا أنها واصلت جهودها الإنسانية في مختلف الولايات.
ضعف التمويل وتغطية خُمس الاحتياجات
وأوضحت الأمين العام أن الشراكات الخارجية والدعم المقدم من المنظمات الإنسانية والمانحين لا يغطي سوى خُمس الاحتياجات الفعلية للعمل الإنساني، وفقاً لتقارير الجمعية، داعية إلى تعزيز التعاون الدولي لدعم العمل الإنساني في السودان.
وأكدت عبد الله أن الجمعية بذلت جهوداً كبيرة منذ اندلاع الحرب في مجالات الإغاثة، وإعادة توفيق أوضاع النازحين، بجانب تقديم الدعم النفسي للمتأثرين، مشيرة إلى أن الجمعية استطاعت تنظيم صفوفها داخلياً من بورتسودان لمواصلة عملها بالشراكة مع المتطوعين وشركاء العمل الإنساني.
تحديات العمل الإنساني والأوبئة
وسلطت الأمين العام الضوء على أبرز التحديات التي تواجه العمل الإنساني، ومنها ارتفاع تكلفة الإغاثات القادمة من الخارج بما يعادل عشرة أضعاف مقارنة بالشراء من السوق المحلي، الأمر الذي دفع الجمعية إلى اعتماد نظام الحوالات المالية بالتنسيق مع بنك الخرطوم، ومعالجة مشكلة شح السيولة عبر استخدام تطبيق “بنكك”.
وحذرت عبد الله من تفشي حمى الكوليرا والضنك في عدد من المناطق، مؤكدة أن هذه الأوبئة تمثل خطراً مضاعفاً مع حركة النزوح من مناطق الصراع إلى المناطق الآمنة. وأكدت أن الجمعية ستسخر كافة إمكانياتها وشراكاتها الاستراتيجية مع برنامج الغذاء العالمي والمنظمات الأممية لمكافحة الأوبئة ونواقل الأمراض وتوفير الغذاء.
استهداف ممنهج وضحايا الواجب
وفي سياق متصل، نعت عبد الله 31 متطوعاً فقدوا حياتهم أثناء تأدية واجبهم الإنساني منذ بداية الحرب، مشيدة بتضحياتهم الكبيرة. وأكدت أن الجمعية ستواصل تقديم خدماتها في جميع ولايات السودان رغم حجم التحديات والاستهداف الممنهج الذي يتعرض له السودان، مشددة على أن “ما حدث من جرائم مروعة في السودان لم يشهده التاريخ الحديث”.





