النيل يتجاوز مناسيب الفيضان
الخرطوم: العهد أونلاين
تجاوزت مناسيب نهر النيل في العاصمة الخرطوم وعطبرة، شمالي السودان، مرحلة الفيضانات وسط ارتفاع إعداد المتضررين من السيول والأمطار لـ 266 ألف شخص.
واجتاحت سيول مُدمرة مناطق عديدة في 16 من أصل 18 ولاية، ما أدى إلى وفاة 89 شخصًا وانهيار عشرات الآلاف من المنازل التي بات معظم قاطنيها في حالة نزوح داخلي.
وقالت وزارة الري، في بيان تلقته “سودان تربيون”، الأحد؛ إن “منسوب نهر النيل في محطة الخرطوم بلغ 16.70 مترا، متجاوزًا مرحلة الفيضان البالغة 16.50 مترا بـ 20 سنتا”.
وأشارت إلى أن منسوب النهر في محطة عطبرة وصل إلى 15.89 مترا والتي يبلغ منسوب الفيضانات عندها في 15.78 مترا؛ أما مناسيب محطات الديم وود العيس وود مدني والشجرة وشندي ودنقلا فاقتربت من مرحلة الفيضانات.
وأفاد البيان أن تصريف خزان الروصيرص ــ المشيد على النيل الأزرق قرب الحدود السودانية الإثيوبية ــ لا يتجاوز الـ 500 متر مكعب من المياه لتخفيف حدة الفيضان.
وأكد على أن جميع قطاعات أنهر البلاد تشهد ارتفاعا في مناسيب المياه، داعيًا القاطنين على ضفافها اتخاذ الحيطة والحذر حفاظًا على أرواحهم وممتلكاتهم
وتزداد المخاوف من كارثة صحية وشيكة مع ارتفاع مناسيب الأنهر في ظل ضعف البنية التحتية وصعوبة إجلاء آلاف المتضررين، خاصة في قرى ومدينة المناقل بولاية الجزيرة
وأعلن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في السودان، عن تأثر أكثر من 226 ألف شخص من الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات في 16 ولاية
وأشار إلى أن الفيضانات ألحقت إضرارا بـ 500 مرفق صحي وتضرر وتدمير ألف مصدر للمياه و2500 مرحاض، إضافة إلى نفوق 740 ألف رأس من الماشية وغمر المياه لـ 12 ألف فدان من الأراضي الزراعية؛ مما يرفع مستوى القلق من انعدام الأمن الغذائي.
وتُرجح منظمة الزراعة (الفاو) وبرنامج الأغذية العالمي التابعان للأمم المتحدة، أن يُعاني 18 ألف سوداني من الجوع الشديد بحلول سبتمبر المقبل.
بدوره، أرجع وزير البني التحتية بولاية الجزيرة أبو بكر عبد الله، اجتياح السيول لقرى ومدينة المناقل؛ إلى وصول أكثر من ثلاث مليار متر مكعب من المياه من هضبة المناقل وجبل موية فيما تبلغ سعة مصارف الولاية 33 مليون متر مكعب.
وقال إن السيول دمرت 313 قرية بالكامل في الولاية، منها 120 قرية بمحلية المناقل و90 بجنوب الجزيرة فيما البقية موزعة على مناطق الولاية الأخرى؛ معلنًا غمر المياه لـ 90 ألف فدان زراعي.
وقدمت قطر 600 خيمة للمتضررين في ولايتي الجزيرة ونهر النيل، علاوة على 98 طنا من المواد الغذائية كما قدمت السعودية والإمارات إغاثات للمنكوبين.
وأعلن سفير الصين في الخرطوم ماشين مينغ خلال اجتماع بوزير الخارجية المكلف الأحد تقديم بلاده دعم مالي بقيمة 300 ألف دولار لمواجهة كارثة السيول والفيضانات، إضافة إلى مساعدات تتضمن خياما ومعدات إيواء، فضلا عن أدوية ومواد طبية قدمتها شركة صينية تعمل في السودان.
ويعمل ناشطون وأعضاء في لجان المقاومة على استقطاب الدعم العيني والمالي في الأحياء السكنية لتقديم الدعم للمتضررين من السيول والفيضانات.
ويقول مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في السودان “أوتشا” إن 460 ألف شخصا سيتأثرون بالسيول والفيضانات، وهو أعلى رقم متأثرين بكارثة طبيعية في البلاد؛ مقارنة بـ 314 ألف فرد تأثروا في العام 2021.