الأخبارالسودان

الناطق بإسم الشرطة في حوار يرد على السؤال الأصعب.. من قتل المتظاهرين؟

كشف الناطق الرسمي للشرطة العميد: حسن التجاني عن دور الشرطة فى فك  طلاسم جرائم شائكة شغلت المجتمع، وفتحت صحيفة (السوداني الدولية) في حوار أجرته مع الناطق الرسمي بإسم الشرطة ملفات مسكوت عنها ، وقابل الاسئلة التي ألقت على طاولته بكل شفافية وصدر رحب، فإلى مضابط الحوار.

حوار– معاذ جوهر

*يلاحظ أن دور الشرطة تقلص بعد الثورة وهنالك فئة كبيرة  ترجح فقدان الشرطة لهيبتها ما هي الأسباب ؟

في الحقيقة دور الشرطة لم يتقلص ولا يمكن له أن يتقلص طالما أن هنالك مجرمين تلاحقهم الشرطة وتقدمهم للعدالة ، لان مهمة الشرطة وهدفها الأول والأخير والمناط به هو آمن وحماية المواطن وممتلكاته ، والشرطة موجودة في جميع الأماكن، وهذه هي مهمتها الأساسية ، حتى أن في الاماكن الطرفية النائية تجد فيها دوريات وارتكاز سيارات  الشرطة تحرسها  ليلاً ونهاراً ، إذن كيف تكون  قد تقلصت .. اضافة إلى ذلك أن الشرطة هي الجسم الوحيد الأقرب للمواطن وإذا لاحظت تجد سيارات الشرطة  في جميع  المواقع السيادية وفي الخدمة المدنية  وهي تنتشر بزيها الرسمي  في كل مكان و لم يثنيهم ذلك عن اغلاق اقسام الشرطة ، ولدينا اكثر من 100 قسم شرطة في الولاية تعمل على مدار 24ساعة بصورة منتظمة  ونعمل وفقًا لمعايير عالية جدًا ، تتلقى البلاغات باستمرار وتتابع عملها حتى تصل إلى الجاني في أسرع وقت.

*يري البعض أن  دور الشرطة اقتصر في تأمين المواكب فهل دخلت الشرطة في صيام عن حماية الشعب ؟

كما أسلفت لك أن الشرطة تقوم بكامل واجبها بكل إحترافية عالية ودورها  لم يقتصر على المواكب فقط، فنحن نعمل بصورة ممتازة رغم الوتيرة المتسارعة للمظاهرات والتي أحيانا تخرج فى مسيرات غير معلنة عنها ونكون على قدر المسؤولية التي تقع على عاتقنا ،لذلك أقول لك نحن موجودين  لم نتقاعس عن واجبنا تجاه شعبنا  ، بل الشرطة رفعت من مستواها لكادر الشرطة  بصورة عالية وفقا لتطور الجريمة  لان مجتمع اليوم ليس مثل الأمس فحصلت عوامل كثيرة وعادات دخيلة على مجتمعنا لذلك تطورنا ورفعنا من كفاءة فرد الشرطة ، فواجبنا يحتم علينا حماية المتظاهرين وتأمينهم  واحيانا اذا حدث نقص من القوات المناط بها التامين ، لدينا قوات سند واسناد يمكن الاستعانة بها من بقية الإدارات  الاخرى التابعة للشرطة  لتأمين المواكب.

*من قتل المتظاهرين ؟

أولاً نحن مهمتنا هي تأمين المتظاهرين فى مسيرتهم السلمية اما الكشف عن جريمة من قتل المتظاهرين هذا يتطلب الدخول إلى صندوق المتظاهرين ونحن لا ندخل وسط المتظاهرين  دورنا ينحصر ويقتصر على تأمين المواكب من الاطراف حتى تصل المسيرة إلى هدفها وغايتها المنشودة بدون أي احتكاك  مع أي جهة كي لا يحدث  تخريب للممتلكات العامة والخاصة من المجموعات المتفلتة وهذا هو واجب الشرطة بكل امانة، ولا يخفى على أحد أن لدينا عمل ومتابعات وتقصي، فالشرطة هي مسؤولة من حماية المواطن وممتلكاته فهذا التأمين يتم حسب ضوابط ولوائح الشرطة المعروفة لديها، فبالتالي المظاهرات السلمية يحصل فيها انفلات أمني … من رمى الشرطة بالحجارة وهي في نفس الوقت هي من تقوم بحراستهم،  وهنا يبدأ دور الشرطة  بمنع  الاشخاص المتفلتين من التخريب لذلك ظللنا ندعو للتنسيق والتعاون والترابط بيننا وبين قيادات الحراك الثوري دعينا له اكثر من مرة لنتجنب مثل هذه الاشياء حتى لا تخرج  عن السلمية.

*في آخر بيان للشرطة أعلنت فيه عن إيقافها لشرطيين ولكن في ذات الوقت برأ البيان القوات من قتل المتظاهرين، الا ترى تناقض في ذلك ؟

أولآ هؤلاء الشرطيين الذين تم ايقافهم واحالتهم لمسأءلة ليست لجرائم قتل المتظاهرين أو غيرها  انما تم إيقافهم  لتقصي الحقائق في سلوك متعلق بالضبط والربط عسكريا  وهذه حسب رؤية الموجودين المراقبين للميدان. وهذا بدوره يتطلب  تحقيق  ومتى ما اتضح انه حسب ضوابط عملهم يتم رفع الايقاف عنهم ، وهذه هي  قوانين الشرطة الداخلية ، الايقاف “للضابط” والحبس “للعساكر” ويحاسب الشرطي وهو في الخدمة بقانون الشرطة ولوائحها، إنما الإيقاف والحبس لتقصي الحقائق فقط  وهذا هو قانون ولوائح  وضوابط  الشرطة للذين يعرفونها.

فى الحقيقة هناك متظاهرين سلميين  جداً جداً وهؤلاء أصحاب الرسالة الحقيقية  لكن يوجد بداخلهم أشخاص متفلتين خارجين عن القانون وهؤلاء هم المزعجين وهم الذين يتم التعامل معهم  بحسم ويكونون خصما على السلميين  بحيث يقومون  بأعمال تخريبية مثل ما حصل فى ام درمان بالقرب من البرلمان و بمباني وزارة الشباب والرياضة من تكسير وتخريب ، الممتلكات ونهب المواطنين فلابد من استخدام القوة المطلوبة قانونا لردعهم وبالقانون .

*كيف يتم استخدام البمبان؟

غالبًا يتم استخدام البمبان عندما تخرج  المسيرة عن السلمية ويبدا المتفلتين برمي الحجارة على افراد الشرطة التي تحرس الممتلكات وهذا يستوجب على الشرطي أن يحمي  المواطن ، فلا يوجد متظاهر سلمي وطني يقوم بتخريب بلده، وهؤلاء ليست لهم علاقة بالمتظاهرين السلميين فالشرطة لا يهمها البعد السياسي لانها  ليست لديها علاقة بالسياسة هي تنفذ  واجبها  وهو تامين المواطن ومنع الدمار والخراب لممتلكات الدولة ، فمتى ما خرجت السلمية عن مسارها تواجهها  الشرطة وهذا كله يتم وفق قراءات جيدة لمنع إراقة الدماء وعدم تعريض المواطنين للموت، لذلك الشرطة تستخدم أضعف قوة مع ضبط النفس مما آدى إلى ضرب الشرطة نفسها ، وحقيقة الشرطة تتعرض لمواجهة من قبل المتفلتين الذين يقومون بتحطيم وتكسير اقسام الشرطة فهل هذا يعد متظاهر ؟

*ما هو ردكم لمنظمة حقوق الإنسان الذي أوردت في بيانها أنكم استخدمتم القوة المفرطة ضد المتظاهرين ؟

في احدى المليونيات نحن “قبضنا” بمبان ليس لنا صلة به ،وممنوع أستخدامه لان عبوته حارقة وناسفة اما البمبان الذي يخصنا مصدق به ومعترف به عالميا تستخدمه معظم الدول

*من أين أتي اذن ؟

أنا لا أعرف من أين أتي ومازال التحري جاريًا  ،لان البلد لديها حدود مفتوحة مع بلدان أخرى لذلك يسهل  التهريب، ونحن فى الشرطة لدينا كراتين بمبان تمت سرقتها “دفار” كامل بالقرب من المجلس الوطني بواسطة المتفلتين وسط المتظاهرين  والفيديو موجود ” شالوا” وتم استخدامه ضد الشرطة  اضافة إلى أن الشرطة مدربة لاستخدام البمبان ولا يمكنها ان تستخدمه في الراس على المتظاهرين ،والدليل على ذلك وجدنا بمبان فارغ لا يتبع لنا ،فنحن نستخدم الحد الأدنى من القوة  من البمبان وخراطيم المياه والهراوات المعروفة لدى الشرطة.

*كيف تؤمن الشرطة المواكب في ظل الجداول المطروحة؟

لدينا خطط وسيناريو لاي مسيرة على حسب الموقف وعلى حسب العددية وعلى حسب السلوك المتبع في المظاهرة . فالشرطة تعمل وفق خطط مهنية ومدروسة نحن نعرف عدد المتظاهرين وعلى أساسها يتم التعامل معهم، واؤكد لك مرة اخرى أن  الشرطة لم تقم  بقتل المتظاهرين لآن الشرطة تعمل  بالمؤسسية.

*ظهرت فيديوهات تثبت تورط بعض عناصر الشرطة بسرقة بعض ممتلكات المواطنين ؟

منو القال ليك ديل شرطة ؟ الزي الرسمي للعسكر عموما موجود فى الاسواق  وأي شخص يمكنه ارتدائه ويوجد من يبيعون الزي العسكري.وهذا الزي  موجود وممكن يكون مسروق ،  وقد تم القبض على عدد من الحالات بزي الشرطة وتم كشف لشخصيات بانتحالهم صفة ضباط من منسوبيها وهذا لا يمنع أن الناس فيهم الصالح والطالح.

*هل الشرطة الآن تعمل وفق قانون الطؤارئ  الذي أعلنه القائد العام في 25 أكتوبر؟

نحن ناس تنفيذيين ملزمين بان نتبع  سياسات الدولة ونعمل بقوانين الدولة التي تحكم وهذه ملزمة وقانون الشرطة والقانون الجنائي وهي تعمل وفق تلك القوانين .

*هل لديكم تنسيق مع لجان المقاومة في تأمين المواكب ؟

نحن دعونا قيادات الحراك عدة مرة لتنسيق المواكب في الولاية والحمد لله الاصابات إلى حد ما ومنذ اخر مسيرتين  شهدنا هدوء نسبي إلى حد كبير وهذا هو الدور المطلوب والمنشود .

*هل تم القبض على مرتكب جريمة داخلية حجار وهل هو منسوب إلى الشرطة ؟

نعم تم القبض عليه وهي ظاهرة  غير محترمة والمتهم لا علاقة له بالشرطة نهائيا وسيقدم للمحاكمة  قريبا.

*ما هي خطط واستراتيجية الشرطة لاعادة مجدها وهيبتها وسط المجمتع ؟

نحن جاهزين لتقديم  الغالي والنفيس لايصال رسالة الشرطة وهي تكمن فى حفظ المواطن وممتلكاته وأن يشعر  بالامن والامان وان نجد منه الاحترام المتبادل لأننا نحن ننتمي لهذا الشعب الكريم وسعادتنا ان يكون فى مأمن وان ينعم بحقوقه الكاملة.

*يوجد فراغ إعلامي عريض لجميع الجهات النظامية والشرطة إحدى تلك الجهات ؟

أولآ هذا الكلام غير صحيح  أرفض هذا الحديث جملة و تفصيلاً، و الاعلام يعمل بصورة جيدة والآن في تطور أكثر لان الشرطة تتعامل مع الصحافة والاعلام بصورة جيدة رغم أن العلاقة بين الشرطة والاعلام خطين متوازين لأن الشرطة حريصة على تحقيق العدالة ،ثانيا التأني والتوخي والحذر لان الاستفسارات والاسئلة عن الجريمة تتطلب وقت اما الصحافة حريصة على السبق الصحفي والمنافسة فيما بينها..لكن أصبحنا قريبين من الاعلام ونملكه المعلومات اولا باول لاجل الالتقاء من أجل مصلحة المواطن والوطن.

 

محمد البشاري

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى