الموت يغيب الشاعر السر العمدة الحسن
ودعت البلاد فجر يوم الجمعة السادس من عيد الاضحي المبارك. 1445للهجرة ..الموافق 21 يونيو 2024 م بالقاهرة ، احد فرسان الكلمة … و ربان القوافي…ومموثق الالحان الشجية ، الشاعر الموهوب السر العمدة الحسن ، وذلك بعد عمر ناهز السبعين عاما قضاها في تاليف الكلمات
وغرض الشعر الرصين …وتقديم السهل الممتنع …فكان انتاجه الادبي الشفيف وحروفه الزاخرة بالجمال المفعمة بالمعاني العذبة كلوحات سريالية تضج بقيم الفرحة والالفة والحبور ، وتدل علي مكنون النفس المبدعة لهذا الشاعر
المتمكن من معالجة جميع ضروب الشعر حديثه وقديمه …فكان وصفه للطبيعة الساحرة التي تميزت بها منطقة الوفاق الحقنة وسلاسل جبالها وشلالاتها العذبة في منطقة السبلوقة حيث كانت مراتع الصبا لهذا الرجل الانسان الذي
لم يقتصر تناوله لشعر الطبيعة في هذه المنطقة فقط بل تعداها لتصوير جميع مراتع الجمال والطبيعة في كافة ارجاء السودان الوطن الواحد ، وتعدي تصوير السر العمدة للطبيعة الي مشاهد التاريخ الباذخ ، ودعوته للمشاركة في
تجمعات مشاريع النفير للتنمية والاعمار ، وللحفاظ علي مكارم الاخلاق ، وتصويره البديع للجمال بضروبه المختلفة ، وتاليفه المتواصل للمرثيات التي تعظم اخلاق ، وخلق الرجال وتحفظ لهم مكانتهم السامقة في اوساط المجتمع .
رحل السر العمدة الحسن / مخلفا إرثا كبيرا ..وانتاجا غزيرا و باقات مترعة بقيم الجمال والنفس الوثابة لفضائل الاعمال ، و الكلمات العذاب التي اضحت تمثل مشاعلا من النور في وجه الظلام ..وما اغنيته ذائعة الصيت (يا نجيمات ) الا غيضا من فيض هذه القريحة الوثابة والتي
احسن الفنان المبدع /عصام محمد نور في الإفصاح عن مكنونها حتي جاءت تمثل تحفة في سماء الاغنية السودانية المعبرة التي ساحت بنا في فضاءات الكلمة الغنائية الشجية . كما ان له العديد من الاشعار الغنائية التي اداها له لفيف من الفنانيين والملحنييين .
وفي جانب المهنة والعمل فقد كان للحبيب السر العمد الحسن (ابو السرور ) ابداعه الاخر المتميز من خلال وكالته (افنان للانتاج الاعلامي) حيث رسم بريشته الفنانة ، وافكاره النيرة العديد من اللوحات والمعارض والشعارات التي شاركت بها العديد من المؤسسات ، والشركات داخل السودان وخارجه .
رحم الله شاعرنا الراحل/ السر العمدة الحسن وجعل الجنة مثواه ومتقلبه …والعزاء والبركة في زملائه في هذا الدرب .
ولاسرته الكريمة في كل مكان ..والجنة والخلود للمرحوم ابنه الاصغر ( احمد ) الذي سبق والده بثلاثة ايام بدبي .
(انا لله وانا اليه راجعون )ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم .