المهندس رحمة الإمام مدير مياه الشرب بالنيل الأبيض يكشف التحديات والخطط المستقبلية

المهندس رحمة الإمام مدير مياه الشرب بالنيل الأبيض يكشف التحديات والخطط المستقبلية
حوار | خليل فتحي خليل
في حوار خاص مع صحيفة العهد أونلاين، استعرض المهندس رحمة الإمام، المدير العام لإدارة مياه الشرب بولاية النيل الأبيض، أبرز التحديات التي تواجه قطاع المياه، وخطط الإدارة لتحسين الخدمة، بالإضافة إلى المشاريع المستقبلية التي تهدف لتغطية العجز المائي. كما تحدث عن أهمية الطاقة الشمسية، ودور الشراكات المجتمعية والدولية في دعم البنية التحتية للمياه.
أزمات الكهرباء تهدد استقرار الإمداد المائي
أوضح المهندس الإمام أن انقطاعات الكهرباء تمثل التحدي الأكبر أمام استمرار خدمات المياه، على الرغم من الاعتماد جزئيًا على الوقود والطاقة الشمسية. وأشار إلى أن التكلفة العالية لتشغيل المحطات، خاصة محطة كوستي الجديدة ومحطات ربك، الدويم، الجبلين، تندلتي، والقطينة، تشكل عبئًا ماليًا كبيرًا، في ظل توجيه ميزانية هذا العام نحو المجهود الحربي.
وأضاف: “نسعى لتوفير الطاقة الشمسية لجميع المحطات النيلية الكبيرة، كما نخطط لإدخال الطاقة الشمسية في مائة بئر موزعة على محليات الولاية”.
تحسين الخدمة: المياه النقية أولوية
أكد المدير العام أن شعار الإدارة هو “إنتاج مياه صحية، نقية، صالحة للشرب، ومستدامة”، رغم التكاليف العالية للتشغيل والصيانة. وقال إن هناك دعمًا من حكومة الولاية وبعض المنظمات مما يسهم في تحسين الخدمة وتخفيف العبء.
مشاريع طموحة لتغطية العجز
كشف المهندس الإمام عن مشاريع مستقبلية مهمة، منها إنشاء محطات نيلية ومدمجة، وحفر آبار وسدود، خصوصًا في مدينة ربك. كما يجري العمل على إكمال محطة “أبو طليح المدمجة”، وتشمل الخطة أيضًا المحطة الإيرانية في الدويم المدرجة في ميزانية 2025، إضافة إلى مشاريع في منطقتي “مثلثي العطش” بمحليتي قلي وتندلتي.
التمويل: شراكات وطنية ودولية
أشار إلى أن أغلب المشاريع تمول من الحكومة الاتحادية، إلى جانب دعم من حكومة الولاية والمنظمات الأجنبية في إطار الشراكة المستمرة.
رهان على الطاقة الشمسية لتقليل الفاتورة
أشاد المهندس بجهود والي الولاية اللواء قمر الدولة في السعي لإيجاد ممولين لمشاريع الطاقة الشمسية. وأكد أن مشروع إدخال الطاقة الشمسية لـ100 بئر من شأنه تقليل فاتورة الكهرباء والوقود بشكل كبير.
الريف في صلب الاهتمام
قال إن الإدارة قامت بحصر شامل لكل المناطق الصالحة لحفر الآبار، مشيرًا إلى منحة سعودية وقرض صيني لحفر 25 بئرًا. وأضاف: “إذا اكتملت هذه المشاريع، سنغطي 75% من العجز المائي في الريف”.
دعم المواطن مطلب أساسي
دعا المدير العام المواطنين إلى سداد متأخراتهم، موضحًا أن ميزانية المياه تعتمد على مساهمات المشتركين لضمان تقديم خدمة مستمرة وصالحة للشرب.
التحول الرقمي وبناء القدرات
أكد الإمام على أهمية مواكبة التكنولوجيا، مشيرًا إلى وجود مركز تدريب لتأهيل الكوادر، وابتعاث بعض المهندسين إلى اليابان للاستفادة من التجارب العالمية المتقدمة.
ابتكارات محلية وجهود استثنائية
ثمّن جهود العاملين في قطاع المياه رغم ضعف الحوافز وتأخر المستحقات، مشيدًا بإسهاماتهم في تشغيل شبكة مياه كوستي واستمرارية الإمداد المائي في ظل التحديات.
علاقات دولية داعمة
أوضح أن العلاقة مع منظمة جايكا اليابانية ما تزال قوية، لافتًا إلى أن محطة كوستي الجديدة لا تزال تحت إشراف المنظمة، مع استمرار دعمها الفني والمادي.
محطات جديدة في الطريق
قال المهندس الإمام إن الكثافة السكانية المتزايدة في ربك تفرض ضرورة إنشاء محطة مياه جديدة، كما سيتم إكمال محطة الدويم، وإنشاء محطات في “أم غنيم” و”أم رمته”.
أثر الحرب وإعادة التأهيل
أشار إلى تضرر محطة القطينة جراء الحرب، إلا أن الخدمة أعيدت بسرعة بفضل إدخال الطاقة الشمسية. كما تم حصر جميع المحطات المتضررة للعمل على إعادة تأهيلها.
مشاريع السلام والتنمية في محلية السلام
كشف الإمام عن مذكرة تفاهم مع منظمة كبيرة لحفر آبار في محلية السلام، إضافة إلى طرح عطاء لتأهيل محطة “النعيم المدمجة”، وخطط لتوصيل خطوط مياه جديدة.
توسعة شبكة كوستي: بين التحديات والطموح
قال: “لدينا اتفاق مع شركة الوسام لتنفيذ 35% من الشبكة، ولكن توقف العمل بسبب الحرب. الآن تم الاتفاق مع منظمة RNC لتنفيذ ثلاثة كيلومترات، ونعمل أيضًا على إحلال وإبدال خطوط قديمة”.
خطط مواجهة الكوارث
ثمّن تعاون وزارة البنى التحتية والتنمية العمرانية في تأمين محطات المياه، خاصة القريبة من النيل، مشيرًا إلى أن الوزارة لا تزال تنفذ خطة طوارئ الخريف والفيضانات.
شراكات مجتمعية فعالة
أشاد بمبادرات المجتمع، مثل “أرض الشفاء” التي قامت بتركيب الطاقة الشمسية بمحطة الجزيرة أبا، بالإضافة إلى مبادرات أخرى في تندلتي والدويم ساهمت في إنجاز مشاريع مهمة مثل مشروع “أم كتيرات”.
ختامًا…
وجه المهندس رحمة الإمام شكره لكل شركاء النجاح من المواطنين، والحكومة، والعاملين في قطاع المياه، مؤكدًا أن الهدف واحد: توفير مياه شرب نقية ومستدامة لكل مواطن في ولاية النيل الأبيض.