الأخبارالسودان

اللواء الدكتور محمد عجيب يكتب :معطيات موضوعية اغضبت قيادة الجيش ومناصريه

اللواء الدكتور محمد عجيب يكتب :
معطيات موضوعية اغضبت قيادة الجيش ومناصريه


غضبة برهان الاخيرة والعسكريون من خلفه لم تكن وليدة حدث عابر ارتبط بالمحاولة الانقلابية التي جرت قبل ايام وما تبعها من تصريحات متباينة واحداث ..
بل كانت نتيجة لتراكمات احداث ومساجلات كثيرة جرت في صمت واحيانا في العلن بين المكونين المدني والعسكري داخل المجلس السيادي ..
ويبدو ان التناغم والتفاهم كان دون الحد الادني بما يسمح لرؤية ضوء في آخر النفق ناهيك عن العبور الي الجانب الآخر ..
فالعلاقة بين الطرفين لم تبنَ علي ثوابت حقيفية متفق عليها من صحيح المنقول وصريح المعقول من مقتضيات السياسة والكياسة ولزوميات العبور الي الجانب الآخر من الطريق ..
رغم ان المحاولة الانقلابية الاخيرة بدت وكأنها القشة التي قصمت ظهر البعير ورغم ان البرهان وجد فيها سانحة لاخراج (بعض) الهواء الساخن من صدره الا ان هناك جملة اسباب واحداث واقوال وافعال تنبعث من الشق المدني داخل المجلس السيادي تثير الكثير من تحفظات العسكر وحفيظتهم وتحرك فيهم مكامن الغضب وتقدح السخائم ..
من المشهود من اقوال وافعال مدنيي السيادي مما لا يقبله عسكريوه جملة تصريحات اعقبت تلك المحاولة الانقلابية اهمها :
استبق المدنيون في السيادي التحقيقات العسكرية حول الانقلاب واطلقوا تصريحات مدهشة عن من يقف خلف المحاولة وانه فلول النظام البائد ..!
جاء ذلك حتي قبل ترحيل الضباط الانقلابيين من سلاح المدرعات الي هيئة الاستخبارات للتحقيق معهم
الام الثاني ان برهان وعسكريو السيادي يرون ان التحقيق في المحاولة الانقلابية شأن عسكري بحت لا دخل للمدنيين فيه وان تصريحات المدنيين المتعجلة تؤثر علي سير التحقيق وتفسده ..
زاد الطين بله تصريحات تلت ذلك من مدنيي السيادي تشير من طرف خفي الي مخاوف من العسكر بالانقلاب علي الفترة الانتقالية ومناشدة للثورا ان (هبوا لحماية ثورتكم) حتي تساءل البرهان حماية الثورة مِن مَن ؟ منا نحن ؟؟
اعقب ذلك تصريحات من مدنيي السيادي تتهم العسكر فيه بالتغول علي الثورة وادعاء الوصاية علي الشعب ..
سبق هذه التصريحات فشل سياسي عريض في كل مناحي الاداء الحكومي لا ينكره الا مكابر .. فشل تمثل في عجز مطبق عن ايجاد حلول ومعالجات لازمة الاقتصاد المزمنة والمستمرة والمتفاقمة والتي يري برهان والعسكر من خلفه ان حكومة حمدوك والساسة المدنيين من خلفها هم من يجسد هذا العجز المقعد عن المعالجة وانها ليست شانا عسكريا ..
يضاف لهذا العجز البين في معالجة ازمة الاقتصاد جملة ملفات شهدت فشلا ذريعا وهي مما يحسب علي حكومة حمدوك والمدنيين فيها من تلك الملفات :
العجز والفشل في تكوين المجلس التشريعي حتي الان ..
الفشل في تكوين المحكمة الدستورية ..
الفشل في تعيين رئيس القضاء واستكمال بناء الاجهزة العدلية
جمع سلطات النيابة والشرطة والقضاء (القبض والتفتيش والاعتقال والسجن ومصادرة الممتلكات) جمع كل هذا في يد لجنة واحدة هي لجنة ازالة التمكين وهي تعمل بلا رقيب ولا عتيد ..
التهديد المستمر لاعضاء المكون العسكري بأن المدنيين قادرين علي تحريك الشارع والاطاحة بالعسكر مثل ايضا فعلا وقولا مستفزا للعسكر في الوقت الذي كان فيه العسكر علي ثقة ان الشارع خارج سيطرة قوي الحرية والتغيير ..
جملة هذه الاحداث والتراكمات وحرب التصريحات المتبادلة هي ما حركت كوامن الغضب في نفس برهان وعسكره و مآزريه ومناصريه من قوات الدعم السريع وغيرت تفاعلات الكيمياء النفسية في دواخل العسكر وما زلت تنمو وتربو وتبرق وترعد حتي امطرت هواء ساخنا نفثه برهان من صدره عبر الميديا ووسائل الاعلام فثارت له وسارت به الركبان حتي ما بقي بيتٌ من شعر او وبر الا ودخله منه صخرة او حجر ..

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى