“الكتيبة التاريخية” في أوكرانيا.. انقسام شيشاني في الأزمة؟
تواصل القوات من الشيشان دعمها للجيش الروسي في المعارك التي يخوضها بأوكرانيا، في حين تظهر مقاطع فيديو أخرى عناصر من ذات البلد وهي تساند الجيش الأوكراني.
وأكملت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا شهرها الأول وسط محاولات دولية لإيقاف الحرب التي لا تزال دائرة على عدة جبهات، حيث أعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية، صباح الجمعة، أن “الانفصاليين وقوات موالية لها نجحوا جزئيا في المحافظة على المناطق التي سيطروا عليها في دونيتسك ولوغانسك”، مضيفة أن “القوات الروسية تستعد لتجديد هجومها على محوري بروفاري وبروسيبل شرقي كييف”.
ووسط تعقد الوضع الميداني على الأرض، نشرت قناة “سي إن إن” الأميركية فيديو لمقاتلين شيشانيين يتبعون كتيبة “الشيخ منصور الشيشاني” يحاربون إلى جانب الجيش الأوكراني ضد القوات الروسية على مشارف العاصمة كييف.
ويظهر الفيديو الذي تم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقاتلين شيشانيين وهم يخوضون اشتباكا ضد قوات روسية، مستخدمين القذائف الصاروخية.
ويرى مراقبون أن ما يحدث في أوكرانيا من تناحر بين المقاتلين الأجانب، وسعي الأطراف لجذبهم، عاملا خطيرا يعقّد مشهد الحرب، وهو ما أشار إليه السفير الروسي لدى الولايات المتحدة أناتولي أنتونوف، الأربعاء الماضي، حيث كشف عن خطة قال إنه تم تنفيذها بالفعل من جانب واشنطن والغرب، لضخ مرتزقة والدفع بأطراف أخرى في أوكرانيا بجانب تزويدهم بالأسلحة، واصفا ما يحدث بأنه: “أمر غير مسؤول وخطير للغاية”.
وأشار أنتونوف إلى أن جزءا كبيرا من الأسلحة الموردة لأوكرانيا ينتهي في أيدي اللصوص والنازيين والإرهابيين والمجرمين، على حد وصفه.
في المقابل، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن 16 ألف أجنبي تطوعوا للقتال مع أوكرانيا، في إطار ما وصفه بـ”فيلق دولي”، وأظهرت صور بثتها كييف مقاتلين من خلفيات شتى، جمعتهم الرغبة في القتال إلى جانب القوات الأوكرانية.
وحول استقطاب الأجانب للحرب الأوكرانية، أكد سولونوف بلافريف، الباحث الروسي في تاريخ العلاقات الدولية، أن ما يحدث من أوكرانيا “محاولة يائسة للمناورة في عملية التفاوض وإظهار أي مكسب على الأرض حتى لو كان مزيفا، بخلاف أن واشنطن والناتو يسعيان بكل قوة لتحويل المعارك إلى حرب شوارع”.
وتعليقا على فيديو الكتيبة الشيشانية، قال بلافريف في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية” إن الهدف هو “تحويل العملية العسكرية المحدودة في أوكرانيا إلى حرب شاملة لتصفية الحسابات”.
وأضاف بلافريف، أن ما يحدث من تلك المجموعات الإرهابية “محاولة إعادة لأحداث القرم وتصفية الحسابات بعد أن تلقوا ضربات موجعة على يد القوات الروسية، ففي عام 2014 شكلت تلك الجماعات فرقا قتالية لمحاربة القوات في إقليم دونباس”.
وأوضح أن تلك المجموعات “تتلقى دعما مباشرا من حكومة كييف، فقبل أسابيع زاد الدعم المادي حيث أعلن أحمد زكاييف، الهارب في النرويج، بتشكيل فرق تطوعية من الشيشانيين الذين يعيشون في الخارج للقتال إلى جانب كييف، ومن بينها تلك المجموعة التي بثت الفيديو”.
كتيبة تاريخية
طرف جديد من النزاع داخل أوكرانيا، ولكن اسمه يعود للقرن الثامن عشر، حيث قاتل منصور الشيشاني، حملة الإمبراطورة الروسية “كاثرين العظيمة” التوسعية في القوقاز، وألحق بهم خسائر فادحة قبل أن يتم أسره وقتله في عام 1794، ليصبح بطلا تاريخيا لدى الشعب الشيشاني ورمزا للتحرر من روسيا.
وتعد الكتيبة واحدة من ثلاث كتائب تطوعت للقتال ضد روسيا والانفصاليين الموالين لهم في شرق أوكرانيا منذ 2014.
واعتبر الباحث في العلاقات الدولية تامر أبو جامع، أن ظهور تلك المجموعة الآن “رد فعل طبيعي بعد تحرك رئيس جمهورية الشيشان رمضان قديروف نحو كييف ومساندة موسكو“.
وبيّن أبو جامع في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية” أن “كتيبة منصور تسعى من خلال توقيت إعلانها التواجد في أرض المعركة إلى تصفية الحساب مع رمضان قديروف، نظرا لما حدث منذ عقد من الزمن”.
وتابع: “في عام 2000 أثناء حرب الشيشان الثانية، انقسم الشيشانيون إلى فريقين، فريق يمثله قديروف وضع السلاح جانبا، وفريق آخر قرر مواصلة الحرب من أجل نيل استقلالهم الكامل عن روسيا، لتعود المعارضة للنفوذ الروسي للواجهة مجددا مع اندلاع الأزمة الأوكرانية التي اعتبرتها فرصة مواتية لظهورها مجددا”.