الكاتبة والمترجمة السورية فاطِما خضر : باختصار، كتاباتي هي فاطِما. وفاطِما أنثى تُجيد الرّفض..!!
مدخل:-
تقول حركتها الإبداعية أنها،فاطِما خضر _كاتبة ومترجمة سورية،
– أكتب المقال والقصة القصيرة في موقع رصيف_22.
– نُشر لي قصص قصيرة في مواقع أخرى.
– أكتب الشّعر، لي عدة مشاركات في فعاليات شعرية عربية ودولية (مصر- العراق- ألمانيا).
نُشر لي في مواقع عديدة (الأيقونات السّورية- نخيل عراقي- العربي اليوم- وغيرها).
لي ديوان مطبوع وآخر قيد العمل.
– لي ترجمات للعديد من المقالات،حاورناها لنكتشف جزءا من قلمها وقولها ورؤيتها..
ونبدأ:-
– الشّعر وعي ضد الخوف، المحاصرة، الهزيمة، الاضطهاد….
هل إنتاجك الشّعري يحاول صناعة الوعي المفتقد لدينا؟
الكلمة مسؤولية، وآمُل بالفعل -وأعمل على هذا حتماً- أن أكون على قَدر هذه المسؤولية، في زمن أصبحَ فيه الجميع يكتب، ومعظمهم متطفلين على الكتابة ومنتهكين لحُرمتها وقداستها.
– هل الحركة النّقدية العربية تضع مفاهيمها على الأفق التّطويرية اللازمة بنائياً ومعرفياً لصياغة المفترض الأجمل لها؟
لستُ على يقين تام أنّنا نعيش في زمن المفاهيم والنّقد والمعرفة، على الأقل في منطقتنا.
– الذي يقترب من قراءتك ككاتبة يلمح خطاب رمزي رافض لكل التّعقيدات المركبة مذهبياً، عرقياً، ثقافياً، وكأنّك في مسارات نقل للشّعر من كونه حكاية متخيلة إلى مناظرات واقعية بتمثيل حرفي لعوالم حقيقية كاشفة لكل الإتجاهات.
هل تجدين هذه القراءة صحيحة؟
الخيال الدّائم مُتعب، لا بدّ من الواقعية أحياناً.
بالفعل أرفض التّعقيدات سواء المذهبية أم العرقية أم الدّينية أم الجندرية أم الثّقافية؛ ويبدو ذلكَ جَلياً في المقالات والقصص القصيرة التي أكتبها، قبل الشّعر. فأنا لستُ فقط شاعرة، بل كاتبة مقال وقصة.
– كتاباتك ليست مظاهرات تجريب تجعل من الشّخصية فيها (ضمير)،لكنّها تصنع له (هُوية)،هل تمارسين عبر ذلك صياغة تأويلات للقرّاء تنقل الشّخصية من فضاء افتراضي لفضاء حقيقي،أو كما نقول تماثل كتاباتك صراع هويات؟
أنا فقط أكتب، والقارئ حرّ أن ينتقل بين الافتراض والحقيقة.
كلّ قارئ يقرأ من زاويته، حتى الأخبار السّياسية والمقالات العلمية.
– وطننا العربي لم يعرف بعد بشكلٍ كاملٍ الاستقرار الرّوحي الثّقافي، والشّعر يبحث عن ذلك في مجتمع يخطىء طريق الحريات، فأين أنت من ذلك؟
الثّقافة لا تتعلق فقط بالشّعر والكتابة والأدب والفنون.
الثّقافة هي قبل كلّ شيء، سلوك النّاس في الشّارع والأماكن العامة ومع بعضهم البعض. لذلك بنظرة سريعة على أغلب مناطق الوطن العربي التي تُعاني الاقتتال والحروب والنّزعات الطّائفية، لا زلنا بعيدين كلّ البعد عن الاستقرار بشكلّ عام، فما بالك بالاستقرار الرّوحي!
– كتاباتك كلّها نعرف فيها الدّيمقراطية كعلاقة بينك وبين قارىء، بعيداً عن روح السّيطرة والامتثال، وكأنّها صناعة يقين يرفض مجتمع القهر الحقيقي. هل هذا دقيق؟
باختصار، كتاباتي هي فاطِما. وفاطِما أنثى تُجيد الرّفض.
– في عالمنا العربي نبحث عن بديل أكثر جدارة من الأسطورة، ليصنع لنا قوى مركزية في داخلنا ويمارس فعل إيجابي في بناء
ذهني ونفسي ثم وجداني، فهل الشّعر غيمة الحلم هنا؟
الشّعر هو المطر الذي يسقي الأرض -نحن الأرض- ؛ لكن لا ينفع المطر من غير زَرع.
– هنالك فرضية بأنّنا نحتاج إلى لغة في الشّعر تخاصم الإنشائية والثّرثرة اللغوية إلى لغة تداول أدبي يتجلى فيها الثّراء النّفسي للشّخصيات لننتج قيمة كتابية مختلفة وجديدة. ما رأيك؟
البشرية مولعة بالفرضيات والمدارس.
عموماً أحد الفروق بين لغة الشّعر ولغة النّثر، أنّ لغة الشّعر مجازية ولا يمكن أن يتفق المجاز مع الإنشاء والثّرثرة اللغوية. وحتى اللغة النّثرية القائمة على الإنشاء والمباشرة لا تتفق مع الثّرثرة اللغوية.
الثّرثرة لأصحاب الحسابات الشّخصية على وسائل التّواصل الاجتماعي، المسبوقة أسمائهم بعبارات مثل:
الشّاعر المبدع(…)، الأديب المرموق(…)، وما إلى ذلك.
– ماذا يقلق القلم أكثر في وطننا العربي؟
السّياط.
سياط الدّين، سياط العُرف، سياط التّقاليد، سياط العشائر، وسياط الاستبداد حتماً، وألف سياط آخر.
كم مساكين نحن في هذه البقعة الجغرافية!
– هل فشلنا في صناعة الشّخصية الثّقافية العربية على مدى تأريخنا؟
على مدى تأريخنا! عبارة فضفاضة جداً.
أظن أنّنا في الوقت الحالي فاشلين جداً، لأنّ كل من الحروب العسكرية والحرب النّفسية قد أنهكنا.
– الأرض الصّامتة داخلها بركان الهزيمة، كيف لها بصوت المنتصرين، أم أنّهم حتى اللحظة غائبين؟
على الأرجح هم أموات.
– قليلاً يتأرجح حلم الشّعر فينا، وكثيراً كثيراً يقلق حلم الحرف فينا، إلى أين نمضي؟
قد أبدو متشائمة، لكن هذا واقع وحقيقة، نحن في الهاوية.
ومن كان في الهاوية، أين يمضي؟
– الغضب العربي كلّه يخرج في حروف، الحزن يفعل ذلك أيضاً، فهل من طريق ثالث؟
الوعي أفضل طريق.
– ما الصّوت المكتوم في وجدانك ويحاول الصّراخ؟
كلّ شيء هنا – يا صديقي – يدعو للصّراخ.
كتبتُ مرةً:
هكذا أبدو
أنثى هادئةً
بابتسامةٍ هادئةٍ
بصوتٍ ذي طبقةٍ هادئةٍ
حركاتُ يدي إنْ تحدّثتُ هادئةٌ
مشيتي ثابتةٌ وهادئةٌ، أتناولُ طعامي
ببطءٍ وهدوءٍ، حتى أنّي أنامُ بهدوءٍ
لكنّي في داخلي
أصرخ..