الكاتبة المصرية مروة طلعت بلغة الحدوتة المصرية: “عدسة التاريخ” كتابي في 2025 م.
حوار | هيثم الطيب
مدخل:
تحدثت الكاتبة مروة طلعت عن مسيرتها الإبداعية قائلة:
“أنا مروة طلعت، عاشقة الكتب والحكايات القديمة، خريجة كلية التربية قسم اللغة الإنجليزية، من مواليد 1984. منذ صغري وأنا شغوفة بفتح كتب التاريخ والغوص في تفاصيلها، ليس فقط لمعرفة ما حدث، بل لفهم الأسباب وكيف أثرت الأحداث على حياتنا.
بدأت رحلتي مع الكتابة لتحويل هذه الحكايات إلى قصص مشوقة، تُروى بأسلوب بسيط كحدوتة ما قبل النوم. كتبت على صفحتي *عايمة في بحر الكتب* عن الحكايات المنسية، وأصدرت كتابين: *أساطير حية* و*حدوتة مصرية*. وفي معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025، سيصدر كتابي الثالث *عدسة التاريخ*.
إلى جانب ذلك، كتبت مقالات تاريخية ونقدية في صحف ومجلات إلكترونية، ولدي قناة على يوتيوب أقدم فيها محتوى عن الآثار والمعالم التاريخية في القاهرة والجيزة. مشروعي الكتابي يهدف إلى إحياء الهوية المصرية والإسلامية والثقافية من خلال تقديم قصص ملهمة وشخصيات وأحداث تستحق التذكر.”
—
ما هي رؤية المشروع الثقافي التعريفي الذي تقومين بتنفيذه؟
“أشكركم على دعوتكم الكريمة لهذا الحوار. أنا مروة طلعت، كاتبة متخصصة في الحكايات التاريخية الحقيقية، أستخدم فيها أسلوبًا مبسطًا بالعامية المصرية.
بدأت مشروعي منذ أربع سنوات، وأصدرت كتابين: *أساطير حية* و*حدوتة مصرية*. أكتب بشكل مستمر على صفحتي *عايمة في بحر الكتب*، وأقدم سلسلة فيديوهات على يوتيوب عن الأماكن الأثرية في القاهرة والجيزة. كما بدأت مؤخرًا العمل على سلسلة فيديوهات عن سيرة البطل صلاح الدين الأيوبي. مشروعي يسعى لجعل التاريخ قريبًا من الناس، بطريقة مشوقة وبسيطة، ليصبح نافذة لفهم الحاضر.”
—
. ما هي قيمة الفعل الإيجابي في هذا المشروع؟
“اخترت الكتابة بالعامية لجذب الفئة التي لا تقرأ عادة، خاصة الجيل الجديد الذي تغمره المعلومات المزيفة والشائعات. هدفي أن أحبب الناس في القراءة عبر تقديم محتوى مبسط ومعلومات موثقة.
الكتابة بالعامية كانت جسرًا يصلني بهؤلاء، ومع الوقت، يمكنهم الانتقال إلى المصادر الأصلية. أرى أن الفعل الإيجابي في مشروعي يتمثل في تقديم المعلومة بطريقة مشوقة، مما يعزز حب القراءة والبحث.”
—
. التأريخ كما يجب أن يكون، ما رأيك؟
“التأريخ الحقيقي يعكس الوقائع بموضوعية ودون تحيز، مع وضع الأحداث في سياقها التاريخي لفهم أعمق. لا ينبغي مدح الشخصيات أو الطعن فيها بناءً على انحيازات شخصية، بل التركيز على عرض الحقيقة كاملة. التأريخ ليس مجرد حكايات، بل أداة لفهم الماضي واستخلاص العبر.”
—
. على أرض مصر فليكتب التأريخ ما يشاء.. كيف ترين هذه المقولة؟
“مصر هي المحور والأساس في كل قصصي التاريخية. أسعى دائمًا لإبراز دورها الحضاري من خلال تسليط الضوء على شخصيات وأحداث تعكس عظمتها. التأريخ يمكن أن يسجل ما يشاء، لكن مصر تبقى الأعظم، بتاريخها وروحها التي لا تموت. في مشروعي، أحاول دائمًا التركيز على الحكايات التي تظهر مصر كرمز دائم للحضارة والإنسانية.”
—
. إلى ماذا تحتاج الكتابة الإبداعية في التأريخ؟
“تحتاج الكتابة الإبداعية في التأريخ إلى الموازنة بين الدقة التاريخية وسرد مشوق يجعل القارئ يشعر بارتباطه بالأحداث. يجب أن تكون اللغة بسيطة ولكن عميقة، بحيث تصل بسهولة دون السطحية. الأهم أن تكون الكتابة نابضة بالشغف، لأن القارئ يشعر بمصداقية الكاتب وحبه لموضوعه.”
—
6. كيف ترين الرواية التاريخية؟
“الرواية التاريخية تستند إلى أحداث حقيقية، لكنها تضيف لمسة خيالية تجعل السرد أكثر جاذبية. ومع ذلك، لا يمكن اعتبارها مرجعًا تاريخيًا دقيقًا. دورها الأساسي هو تقريب القارئ من الزمن الذي تحكي عنه، وتحبيبه في التاريخ، لكنها ليست بديلًا عن المصادر الموثوقة.”
—
. ما هي مرتكزات مشروعك التعريفي الثقافي؟
“الشغف بالهوية المصرية والتاريخ الإنساني هما الركيزتان الأساسيتان لكتاباتي. أركز على تقديم قصص منسية أو زوايا جديدة لشخصيات معروفة، مع إبراز الجوانب الإنسانية فيها. أسعى من خلال مشروعي لجعل التاريخ أداة لإعادة بناء الهوية الوطنية والثقافية.”
—
. هل يعيد التأريخ نفسه؟
“التاريخ يعيد نفسه في أنماط وأحداث متشابهة، لكنه لا يتكرر بالحرف. الطبيعة البشرية ثابتة في طموحها وصراعاتها، مما يؤدي إلى تكرار بعض المواقف. المهم أن نستفيد من دروس الماضي لتجنب الأخطاء وتحقيق التقدم.”
—
. ما هي المواضيع التأريخية التي تناولتها في كتاباتك؟
“تناولت في كتاباتي شخصيات مثل الظاهر بيبرس، وصلاح الدين الأيوبي، وشجر الدر، وسقنن رع، وتحتمس الثالث، وغيرهم. ركزت على الجوانب الإنسانية في حياتهم، وليس فقط إنجازاتهم السياسية أو العسكرية. أسعى دائمًا لإظهار البعد الإنساني الذي يجعل القارئ يشعر بالقرب من هذه الشخصيات.”
—
. كيف يساهم التأريخ في ترسيخ القيم الوطنية؟
“التأريخ يعزز القيم الوطنية من خلال تسليط الضوء على بطولات الأجداد ودروس الماضي، مما يُرسّخ الهوية الوطنية ويحفز الأجيال الجديدة على الفخر والانتماء. عندما نعرف كيف واجه أجدادنا التحديات، نتعلم أهمية الوحدة والعمل الجماعي، ونستمد الإلهام لبناء المستقبل.”