تقارير

( القمح) ..زيادة فاتورة الاستيراد

( القمح) ..زيادة فاتورة الاستيراد

تقرير: العهد اونلاين

اختلال سلاسل إمدادات الغذاء خاصة القمح، وارتفاع فاتورة الغذاء والاستيراد جراء استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، وتداعياتها لإيقاف عمليات تصدير القمح الروسي والاوكراني، زادت المخاوف من تأمين الغذاء في السودان ، فضلا عن تأخر الحكومة في شراء القمح من المزارعين باسعار التركيز المعلنة مما يضطر الحكومة لاستيراد القمح بالدولار الامريكي، بينما تكبد المزارعين خسائر كبيرة قد تضطرهم للاحجام عن زراعة القمح في الموسم الشتوي المقبل.
وحذر خبراء اقتصاديون من مغبة تأخر الحكومة في شراء القمح من المزارعين باسعار مجزية تشجعهم علي زيادة الإنتاج، بجانب زيادة فاتورة استيراد الغذاء وخاصة القمح.
ودعا الخبراء الحكومة الي الإسراع في شراء القمح من المزارعين باسعار التركيز المعلنة، واستيراد القمح مبكرا لضمان تأمين الغذاء وسد النقص في استهلاك السودان من القمح والذي يبلغ (2,2) مليون طن قمح سنويا، بجانب تنفيذ خ لتحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح.

حجم استهلاك السودان القمح

وقدر الاستاذ اسلام محمد مدير المشروع القومى لتوطين القمح ، استهلاك السودان بنحو ( 2,2) مليون طن من القمح سنوياً ،بينما يمكن زراعة مليون فدان جاهزة الآن بالتروس العليا بالشمالية ونهر النيل لتنتج نحو حوال( 3) ملايين طن قمح، بمتوسط إنتاجية نحو 30 جوال قمح للفدان الواحد، خلافا لإنتاج القمح بمشروع الجزيرة والرهد وحلفا حيث تبلغ إنتاجية الفدان في هذه المشاريع نحو( 10) جوالات للفدان فى المتوسط، وبالتالي يمكن أن نحقق الاكتفاء الذاتي ونصدر الفائض ، خاصة واننا ننتج نوعان من القمح، الاول القمح (الطري) والذي يستخدم في إنتاج الخبز ويمكن أن ننتج منه (3) ملايين طن ونستهلك منه (2,2) مليون طن قمح ونصدر الفائض، أما القمح( القاسي) والذي يستخدم في إنتاج المكرونة والشعيرية أيضا يمكن إنتاجه وتحقيق فائض منه للصادر، ولكن نحتاج فقط لجدية وإرادة سياسية وتوفير التمويل لتأهيل بنيات الري، ومنح اسعار تركيز مجزية للمزارعين للتوسع في زراعة القمح.

تشجيع المزارعين

وفي السياق ذاته دعا دكتور هيثم محمد فتحي الخبير الاقتصادي، الحكومة السودانية الي ضرورة دعم المحاصيل الزراعية والنهوض بالزراعة في السودان من خلال تخفيف العبء علي المزارعين وتوفير السيولة المالية دون تاخير، بجانب الاهتمام بقطاع الحبوب والقمح بصفة خاصة وتامين شرائه وفقا للاسعار العالمية مع الاخذ في الاعتبار تكلفة كل عناصر الانتاج.
واضاف دكتور هيثم : علي الحكومة تخفيف العبء علي المزارعين دعما للاقتصاد الوطني مع ضرورة تشجيع المزارعين ودعم الدولة للقمح
بالإضافة إلى ضرورة التحول تدريجياً من المزارع الخارجي في دول اجنبية للمزارع السوداني فان تشجيع المزارع على زراعة القمح محلياً يسهم في تحقيق الامن الغذائي ويقلل من حجم الواردات والنقد الاجنبي.

جهات مستفيدة من الاستيراد

ونوه هيثم الي أن هناك جهات مستفيدة من استمرار استيراد الحكومة للقمح والدقيق ومتضررة من تقليل فاتورة استيراد القمح وزيادة انتاجه.
وأشار إلى تمويل شراء القمح بواسطة المطاحن يتطلب توفير سيولة مالية لدفع مستحقات المزراعين دون تاخير.

شراء القمح من المزارعين

وفي السياق نفسه طالب الاستاذ محمد نور كركساوي الخبير الاقتصادي وعضو اللجنة الاقتصادية يقوي الحرية والتغيير تيار الوسط، الحكومة بالتدخل العاجل لجدولة ديون المزارعين لموسمين او اكثر وشراء ما تبقى من محصول القمح بالسعر التركيزي ، بجانب مد المزارعين بسلفيات جديدة فى شكل مدخلات للعروة الصيفية خاصة وقد حان وقت الحرث وتحضير الارض والبذور المحسنة.

مستقبل زراعة القمح

واكد كركساوي ، أن عدم تدخل الحكومة لشراء القمح كمخزون استراتيجى خاصة بعد تحديد السعر التأشيرى لجوال القمح (43) الف جنيه كانت مفاجأة للمزارعين سواءا بقصد او بدون قصد، واضاف: الكل يعلم بان القمح مدخل رئيسي هام لصناعة الدقيق كقيمة مضافة يدخل فى صناعة الخبز ومنتجات الباستا من مكرونة ، شعرية ، سكسكانية وجميع المخبوزات، فقد أصبح القمح هو البديل الغذائي الأول لمعظم سكان المدن والأقاليم التى وصلتها الكهرباء خاصة وأن تكلفة إنتاج الذرة والحبوب الأخرى قد تساوت او فاقت تكلفة إنتاج القمح وتحويله.
عدم دخول الحكومة كمشترى من المزارع ادى لانخفاض سعره بأقل كثير من السعر التأشيرى(٣٢) الف جنيه للجوال تقريبا وتسبب فى خسائر فادحة للمزارعين الذين انتجوه بسلفيات ومرابحات من بنك المزارع ومصادر تمويل أخرى.
ونتج عن ذلك تعسر المزارعين فى سداد المديونية وبالتالى سينعكس سلبا على مستقبل زراعة القمح خاصة وأن الدولة تنشد سد فجوة الطلب الخارجية الخاصة باستيراد القمح وتخفيض عبء توفير العملات الأجنبية، ولذلك لابد من التدخل العاجل لجدولة ديون المزارعين لموسمين او اكثر وشراء ما تبقى من محصول القمح بالسعر التركيزي المعلن، وتقديم سلفيات للمزارعين للاستعداد للموسم الجديد.

إشتياق الكناني

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى