القادم أسوأ.. خبراء يكشفون سر “خراب” الدول العربية التي وصلت إلى مرحلة “النهاية”
القادم أسوأ.. خبراء يكشفون سر “خراب” الدول العربية التي وصلت إلى مرحلة “النهاية”
تعيش الدول العربية أوضاعا اقتصادية ومعيشية صعبة، وأصبحت شعوب المنطقة تعاني في معظمها من الجوع والفقر، فما السبب وراء هذا الوضع الكارثي؟
ويشهد الأردن حراكا مستداما احتجاجا على الانهيار الاقتصادي، كما يرزح 95% من السوريين تحت خط الفقر، في حين تنهار العملة المصرية تباعا وترتفع الأسعار بشكل جنوني.
أما لبنان فأصبح اقتصاده يعيش على المساعدات المقدمة له، كما يواجه السودانيون أزمة معيشية طاحنة تزداد ضراوة، ويبقى الوضع في تونس على كف عفريت نتيجة الأزمة السياسية والاقتصادية التي تعرفها البلاد.
ونتيجة لهذه الأوضاع المزرية، يخاطر الشباب بحياتهم في عرض البحار هربا من الأهوال الاجتماعية في شمال أفريقيا. لكن في المقابل، تواجه أوروبا نفسها أزمات معيشية متلاحقة وتعاني أعلى أنواع التضخم منذ عقود.
وفي هذا السياق، طرح برنامج “الاتجاه المعاكس” (2023/1/3) الأسئلة التالية: هل الأزمة المعيشية عالمية بامتياز؟ ألم تفعل جائحة كورونا فعلها بالعالم أجمع؟ وهل يلعب رجال العالم الكبار ألاعيب اقتصادية ومالية شيطانية تسحق العديد من دول المنطقة؟ وهل تتحمل أميركا وغيرها مسؤولية الانهيار المعيشي في الشرق الأوسط؟
وهم العدو الخارجي
وفي تحليل الخبراء لهذه الحالة التي وصلت لها الدول العربية، رأى الأستاذ في جامعة السوربون الفرنسية محمد هنيد أن النظام الرسمي العربي “الاستبدادي” وصل إلى آخر أطواره ويعيش فترة النهاية، وذلك لأنه تشكل على أكذوبة الدولة الوطنية ووهم السيادة والاستقلال في الخمسينيات، وكذلك وهم العدو الخارجي والصهيونية والإمبريالية إلى أن وصلت الشعوب العربية إلى مرحلة الجوع.
وأوضح أن النظام العربي كانت لديه فرصة ذاتية للإصلاح الداخلي؛ فالثورات العربية شكلت فرصة سانحة لإنهاء المشروع الاستبدادي والعيش في بيئة حقوقية يسود فيها العدالة الاجتماعية والكرامة الوطنية وفصل السلطات، ولكن من وصفهم “بالعصابات” رفضوا القيام بإجراءات جذرية عميقة وتم تبرير ذلك بالمؤامرة الخارجية.
وفسر أن مبرر المؤامرة الخارجية يحقق هدفين أساسيين لمن وصفهم “بالطغاة”، وهو ارتداء عباءة الضحية من قبل المستبدين، حتى يصبح كل من يطالب بحقوقه متآمرا لصالح جهات خارجية رغم أن العميل الحقيقي هو النظام، وهذا ما جعله يتوقع الأسوأ عام 2023 بسبب الأدوات الداخلية الذين وصفهم بسبب الخراب.
التدخل الأميركي
في المقابل، لم ينكر المحلل السياسي والاقتصادي الدكتور عبدو اللقيس الأزمة الداخلية التي تعيش فيها دول العالم العربي، ولكنه رأى أن الأزمة في أساسها هيمنة خارجية على الأنظمة العربية، موجها أصبع الاتهام إلى أميركا التي رأى أنها تحرك كل الأنظمة العربية كأنها قطع شطرنج تحت تصرفها.
وأضاف أن المؤسسات الأميركية تتحكم في الأنظمة العربية من خلال أدوات داخلية تنفذ أوامرها بما يتماشى مع مصالحها الخاصة، مبينا أن الإدارة الأميركية تضغط بأدواتها على المنطقة لتسخرها في خدمة المشروع الصهيوني.