الفريق اول محجوب حسن سعد يكتب : أمة كلها إبداع
الفريق اول محجوب حسن سعد يكتب : أمة كلها إبداع
أمَةٌ كُلُّها إِبدَاعُ
تَتَزاحَمُ البَلاغةُ البَيَان ، الأَشعارُ والأَفكارُ ، والأَذْكارُ ،فالمديحُ والدوبيتُ والمسدار ، المجلِسُ عامِر كِبارُ كلُّهم وَقار . . الركوةُ والمصلاةُ والعَمار . . الرِّقُ والدفوفُ والكَمانْ . . الطاَّر والمِزْمار ، الماحي والبشير ” شُوقُكَ
شَوى الضمير” . . والبُرْعي ذلك القَدِير . . كأنه ُُالغَدِير . . نَعُبُّ مِن حِياضِه الوَفير . . التَّكبير والتَهْليلُ للمُنعِم الخَبير ، . . ومِن بَعيد نُشاهِد َالصَّهْباء تَعبُر الفُلاة مَجذُوبها يُرسِلُ المَديح فَتَطْرِبُ الصَّهباءَ وتُسرِع الخُطا . . سامِقةُ سنَامُها ّعَلا يُعانِقُ السَّماء ، . . تَحمِلُ النوبةَ فتَئنُّ وترِنُ ثم تَرتدُّ
هَديراً أو تَجِن . . والبُرْعي شَوقُه يُسابِقُ َالرِّيَاح . . مُرتَدِياً ثِيابَهُ البَيضاء، يُحَدثُ المَديح يَذْكُرُ الإلهَ ؛ لأنّه الطَّبِيبُ خالِقُ الحَبيب . . عِلاجُه ُإحْسان لحامِلِ الأَضْغان ، نَهْجٌ جَديد يُعَطِر المَديح . . والماحي ذلك العِملاق ساقَهُ الغِناء
لذلك الغَني، لأنَهُ فَقُير للواهِب البَصير مُسْتَجير في حِمى مُجير . . يَنْدَهُ القِبابَ والصُّلاَّحَ والفَلاح َوالتِمْساحُ تُصيبُهُ الرِّمَاح . . سِِلاحُهم الرُكُوع والسُجود . . والتَسبِيحَ والصَلاة . . والمَجْذُوب تَزْدادُ نيرانُهُ إضْطِرام ، نَهارُه صِيام ولَيلُهُ قِيام . . يُلون السَّاحاتَ واللَّيلاتَ ، يَهُزُهُ البُخورُ
والطُبول ، والمُرقَّع الثِياب لأنَّه الإيابَ . . والصَّهباءُ تُسابِق الرِّياحَ لتَلْحقَ الصِّحَاب . . والبُرعي صِباعُهُ عَلامَةُ التَوحيد . . تظُنُّه فَقير وإنَّه (فقير) . . تَظُنُه أَجير إنَّه أَجيرُ أُجْرَتُهُ تِجارَةُ لا تَبُور، يَبيعُها لصاحِبِ الخَضْراء لأنَّها الصَفاءُ
والنَقاءُ . . والمَاحي يَسوقُه أبُو ذِمَام كأنّهُ الهِطْليم . . يَعبُر الوِهادَ والجِبال . . صَبابَة تَسبِقُها صَبابة . . قُلوبُ كُلَّها هِيام لِساكِنِ ” أُم رَخَام” . . . والمَجذوبُ تَزْداد ُنِيرانُهُ اضْطِرام . . فَتَطْرِبُ الصَّهباءُ تَتَباعد الخُطا . . ثُرَياتُ كأنَّها نُجُوم والخِيامُ تَبرَجْن وأَعْلنَّ الهِيام بُخُورها غُبَار . .
والمَجذوبُ تَجذِبُه الأَنَّاتُ والآهاتُ لأنَّهُ مَسْكونُ بِعِشْقِ ذلك المَصَون . . والبُرْعي جَالِساً في مَسيد حَولَه الأتْباعُ والأحبابُ مُدَندِناً مَديحاً يَمزُجُ القَديم بالجَديد . . . يَسمَعُهُم يُدَندِنون رِحالُهم طَرْبانَة تَسير . . لأنه الإيقَاعُ
والتَرنِيمُ أقْدامُها وَقعُها جَميل تَجِدُ في المَسير . . والبُرعي تُحِسُهُ كَأنّه يَطير يُلاقِحُ المَديحَ بالمَديحِ . . عَينُهُ يَمَامَة زَرقَاء تَرمِقُ الصِحابَ وأُذنُه أصَداءُ َتَسمَعُ الخَبيبَ والنَّحيبَ والمَاحِي والمَجذُوب مَسارُهُم قَريب . . ثَلاثةُ
صَبابَةُ وَشَوقُ مزيجُهُم عَجِيب . . قَديمُهُم جَديد ، تَسيرُ في رِكابِهِم جُموعُ من نَفس ذلك المَزيج . . والرَّمزُ ثَلاثةُ مَضروبةُ في عَشْر لأنَّهُم كثر . . . لأنهم من أمةٍ كُلُّها إبداع ٠
محجوب حسن سعد
٤/١/٢٠٢٣