الأخبارالسودانتقارير

الغالبية تعيش تصدعاتٍ وانشقاقات..القوى السياسية.. “غير متصل الان” ..!

الغالبية تعيش تصدعاتٍ وانشقاقات..القوى السياسية.. “غير متصل الان” ..!

 

 

خبير سياسي : غياب المكونات السياسية “طبيعي” لهذا السبب (…)

لم تنجح المكونات السياسية في الوصول لتوافق خلال السنوات الأخيرة..

الفحل القوى الوطنية شكلت حضورًا يوميًا منذ 15 أبريل 2023..

المكونات السياسية غابت عن الساحة منذ أشهر رغم تطورات عديدة..

تقرير : محمد جمال قندول

تعتري المشهد السياسي حالةً من الجمود، إذ غابت مكوناته عن الساحة منذ أشهر وتحديدًا منذ منتصف فبراير الماضي حينما أطلقت عملية سياسية كان مقرها الجغرافي العاصمة الإدارية المؤقتة بورتسودان.

وخلال الأشهر الماضية، جرت الكثير من الأحداث تحت الجسر، وتزين المشهد بتعيين د. كامل إدريس رئيسًا لمجلس الوزراء، وآخر لبنات التمدين بالدولة كانت أمس الأول (السبت) بتسمية رئيس مجلس السيادة لرئيس المحكمة الدستورية.

الشاهد في الأمر أن غياب الأحزاب لم يؤثر على سير مجريات الأمور. وذلك مرده أسبابٌ عديدة نحاول تفكيكها في القراءة التالية.

التعافي الوطني

وكان رئيس الوزراء د. كامل إدريس قد التقى القوى السياسية في يوليو الماضي. ودعا فيها الأحزاب إلى تصميم مشروع للتعافي الوطني.

إدريس ظلّ مهتمًا بالحوار، إذ ظل يؤكد في كل ظهور على ضرورة الحوار، وذلك لبناء الوطن في إحدى أصعب الفترات التي تمر بها قديمًا وحديثًا.

ولم تنجح المكونات السياسية في الوصول لتوافق خلال السنوات الأخيرة، إذ تعيش داخليًا أوضاعًا صعبة، حيث إنّ غالبيتها تعيش تصدعاتٍ وانشقاقات، فضلًا عن وجود برنامج وطني واضح المعالم رغم أن القوى السياسية المناصرة للجيش في معركة الكرامة وتحالف الكتلة الديمقراطية شكلوا سندًا سياسيًا قويًا للقوات المسلحة في محنة الحرب.

ويقول الخبير والمحلل السياسي د. طارق حسين إنّ غياب المكونات السياسية مرده طبيعي، وذلك لعدم وجود برنامج وطني واضح ومتفق عليه، فضلًا عن أزماتها التنظيمية.

الحوار السوداني

القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي خالد الفحل له رأيٌ مغاير. إذ قال إنّ القوى الوطنية السياسية والمجتمعية ظلت تشكل حضورًا يوميًا منذ صبيحة ١٥ أبريل ٢٠٢٣ لم تتغيب عن تطورات الأحداث في السودان وإنما شكلت حائط صد ضد كل المخاطر التي تواجه الدولة ومؤسساتها الشرعية من خلال التأييد المطلق للقوات المسلحة في الحرب ضد الميليشيات والمرتزقة، والتأكيد على شرعية مؤسسات الدولة وعلى رأسها مؤسسة القوات المسلحة وتفويضها بالتصدي لمخاطر تمرد ميليشيا الدعم السريع التي ارتكبت جرائم إبادة جماعية وتدمير ممنهج لكل البنى التحتية.

ويضيف الفحل أن الأحزاب شكلت موقفًا سياسيًا مُعبرًا عن كل مكونات المجتمع المدنية بما فيها القوى السياسية، وانتظمت في ما يعرف بمشاورات بورتسودان طليعة العام ٢٠٢٥، وتم تقديم المشروع السياسي في فبراير من ذات العام في لقاءٍ حاشد خاطبه القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان.

ويرى خالد أن القوى السياسية واجهت هجومًا ممنهجًا من بعض قيادات الدولة على المستوى السيادي بُغية تغييب دورها الوطني المكمل لدور الجيش الوطني في الدفاع عن الدولة والتصدي للغزو الخارجي من المنظور السياسي الذي تفتقده الدولة إلى يومنا هذا.

وزاد محدّثي: يجب على قيادة الدولة أن تنتبه جيدًا في ظل التحديات التي تواجه البلاد لأهمية القوى المدنية ودورها في المحافظة على الثوابت الوطنية بإطلاق عملية الحوار “السوداني – السوداني” من منصة وطنية مستقلة لا تخضع للتأثيرات ولا الاستقطابات داخليًا أو خارجيًا والوقت لا يحتمل التأخير.

وأكمل: نأمل أن يستدرك رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان ذلك ويصدر مرسومًا دستوريًا بتشكيل اللجنة الوطنية المستقلة لتصميم الحوار “السوداني – السوداني” باعتبارها الخطوة الأولى تجاه بداية العملية السياسية بالداخل من المنظور السوداني وليس الأجنبي.

 

المصدر: صحيفة الكرامة

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى