الأخبارالعالمية

العمل في وظيفتين.. آثار سلبية على الشركات والأفراد

العمل في وظيفتين.. آثار سلبية على الشركات والأفراد

تظهر أبحاث واستبيانات حديثة إقبالا كثيفا على تعدّد الوظائف، بسبب غلاء الأسعار في كل أنحاء العالم، فلم تعد وظيفة واحدة تكفي لتغطية تكاليف المعيشة المتزايدة باستمرار، ومن شأن ذلك أن يعرّض العاملين لضغوط نفسية ومهنية واجتماعية، ويثير قلق أصحاب العمل.

ويدفع غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار الذي يعانيه الناس في كل أنحاء العالم، بكثيرين للعمل بوظائف متعددة سواء كانت بدوام كامل أو جزئي.

فوفقا لمكتب إحصاءات العمل في الولايات المتحدة، يعمل أكثر من سبعة ملايين شخص في أكثر من وظيفة واحدة.

فيما وجد تقرير لمعهد “بيو” للأبحاث يعود للعام الماضي، أن 60 في المائة من القوى العاملة تعتمد على فرص العمل المؤقتة لتلبية احتياجاتها.

كذلك أكد بحث بريطاني لشركة التأمين “رويال لندن”، أن وظيفة واحدة لم تعد تكفي لتغطية تكاليف المعيشة، وأن أربعة آلاف شخص يعملون بأكثر من وظيفة في المملكة المتحدة.

يعد هذا التوجه أمرا قد ترفضه الشركات ويثير استنكار أصحاب العمل، على الرغم من أنه لا يُعتبر مخالفا للقانون، لكنه يفرض على العامل الالتزام بالسرية التامة بشأن وظائفه الأخرى، مما يشعره بشكل دائم بأنه يقترف خطأ قد يودي إلى خسارة وظيفته الأساسية، والذنب هو لقمة العيش.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن تعدد الوظائف قد يُفقد العامل إحساسه بالانتماء إلى مكان عمل واحد، مما قد يؤثر على إنتاجيته وجودة عمله، علاوة على انعكاسات ذلك على حياته الاجتماعية، فوفقا لمسح “رويال لندن”، قال 64 في المائة من المستطلعين إنهم مرهقون فعلا، فالكثير منهم أكدوا أنهم لا يفضلون العمل في وظيفة ثانية لكن لم يعد لديهم خيار آخر.

وبحسب الاختصاصية النفسية والاجتماعية، لانا قصقص، فإن للعمل بوظيفتين تداعيات سلبية، أبرزها الاحتراق الوظيفي.

وتقول قصقص: “يترتب على العمل في وظيفتين، تعرض الموظف لإجهاد فكري ونفسي وجسدي، وتنخفض لديه دوافع التطور الوظيفي، كما تظهر سلوكيات سلبية عديدة، ويتراجع الاندفاع نحو الإنجاز وتحقيق الأهداف المهنية”.

وأشارت الاختصاصية النفسية والاجتماعية إلى أن العمل في وظيفتين يجعل الشخص لا يشعر بالأمان الوظيفي، ويظل التركيز مقتصرا على المحافظة على المردود المادي بدون الانتباه للاحتياجات المهنية الأخرى.

وحذرت قصقص من مسألة الانعزال الاجتماعي، إذ يجد من يعمل بوظيفتين نفسه بدون حياة اجتماعية بسبب الانغماس في العمل، داعية إلى مراعاة عدة جوانب في حال اتخاذ قرار بالعمل المكثف مثل الانتباه للأكل والصحة الجسدية والنفسية وممارسة الرياضة وتخصيص وقت للعائلة والأصدقاء حتى ولو كان قصيرا.

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى