
العصيان مستمر بالسودان.. دول غربية تطالب البرهان بـ5 خطوات بينها عودة حمدوك والقضاء يأمر بإعادة الإنترنت
أبلغت أميركا وبريطانيا والنرويج قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان بضرورة تحقيق القيام بـ5 خطوات لاستناف المسار الانتقالي، وبينما أمر القضاء بإعادة خدمة الإنترنت، دعا تجمع المهنيين السودانيين لمظاهرة مليونية رفضا لعزل الحكومة المدنية وإعلان حالة الطوارئ.
وقال سفراء بريطانيا وأميركا والنرويج في الخرطوم إنهم اجتمعوا اليوم الثلاثاء مع البرهان، وأكدوا له رغبة دولهم القوية في رؤية الانتقال الديمقراطي في السودان يعود إلى مساره الصحيح.
وأوضح السفراء -في بيان- أنهم حذروا من الإجراءات الأحادية، وطالبوا البرهان بـ5 خطوات لاستئناف الانتقال الديمقراطي بالبلاد.
وجاء في البيان “أكدنا ضرورة إعادة الوثيقة الدستورية، وعودة رئيس الوزراء حمدوك إلى منصبه كأساس للمباحثات حول كيفية تحقيق شراكة مدنية-عسكرية وحكومة انتقالية بقيادة مدنية تعكس تطلعات الشعب”.
وتناول اللقاء أيضا “الإفراج الفوري عن جميع المعتقلين منذ 25 أكتوبر/تشرين الأول، ورفع حالة الطوارئ، وإنهاء العنف ضد المتظاهرين السلميين”.
وأوضح البيان أن من شأن القيام بهذه الخطوات أن يعكس التعهد بالبقاء على المسار الصحيح نحو انتخابات حرة ونزيهة.
وقالت الدول الثلاث المعروفة باسم “ترويكا السودان” “أبدينا رغبتنا في رؤية الانتقال الديمقراطي يعود إلى مساره الصحيح خلال اجتماعنا مع البرهان”.
القضاء على الخط
من جهة أخرى، أصدرت المحكمة العامة في الخرطوم حكما بإعادة خدمة الإنترنت بعد انقطاع شبه كامل منذ 15 يوما.
وكان قائد الجيش عبد الفتاح البرهان أعلن في 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي فرض حالة الطوارئ في البلاد، وحلّ مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين، وإعفاء الولاة، واعتقال قيادات حزبية ووزراء ومسؤولين.
وبالتزامن مع هذه الإجراءات والاحتجاجات التي تلتها، انقطعت خدمة الإنترنت عن العاصمة (الخرطوم) ومعظم مناطق البلاد، حسب شهود عيان ومصادر محلية ودولية.
ومطلع نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، قال مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص إلى السودان فولكر بيرتس، خلال مؤتمر صحفي بالخرطوم، إن “خدمات شبكة الإنترنت لا تزال مقطوعة معظم الوقت، مما يؤثر في قدرة الناس على تلقي المعلومات والتعبير عن وجهات نظرهم والتواصل، والوضع لا يزال متوترا”.
من جانبه، دعا تجمع المهنيين السودانيين المواطنين للمشاركة في مليونية يوم السبت المقبل لمواجهة ما أسماه “الانقلاب العسكري”،
خطة تصعيد
وأعلن تجمع المهنيين السودانيين -في بيان على تويتر- مضيه قدما في التصعيد ضد قرارات قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وفي مقدمتها حلّ مجلس السيادة والإطاحة بحكومة عبد الله حمدوك.
وكانت لجان المقاومة الشعبية بالعاصمة الخرطوم أطلقت أمس الاثنين دعوة للمشاركة في ما سمتها “مليونية” يوم 13 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري (السبت المقبل)، تحت شعار “لا تفاوض، لا شراكة، لا شرعية”.
وفي السياق ذاته، بدأت قوى معارضة اليوم الثلاثاء إغلاق الشوارع بالمتاريس ضمن خطتها لتصعيد المواجهة مع العسكر.
كما أعلنت “اللجنة التسييرية للعاملين بالهيئة القضائية” في السودان الإضراب عن العمل والعصيان المدني يومي الثلاثاء والأربعاء، رفضا لانقلاب الجيش على الحكومة الانتقالية.
وأفادت اللجنة في بيان بأنها “ستنفذ الثلاثاء والأربعاء إضرابا وعصيانا عن العمل، والخميس وقفة احتجاجية”.
وأكدت أن “العصيان المدني حق مكفول وفق القانون، ويعبّر عن رفض القرارات الجائرة التي أصدرها قائد الجيش وانقلابه على سلطة الفترة الانتقالية”.
وهذا أول إعلان للعصيان والإضراب من قبل اللجنة التسييرية للعاملين بالهيئة القضائية التي تشكلت عقب سقوط نظام عمر البشير في أبريل/نيسان 2019.