الطيب قسم السيد يكتب: فتابرنو.. كتم الحواتة، المقازة، كرينك الروصيرص وبالعكس

*شؤون وشجون*
*فتابرنو.. كتم الحواتة، المقازة، كرينك الروصيرص وبالعكس*
*الطيب قسم السيد*
لسنا في موقف معارض او صاحب رؤية مخالفة لما ظل يبدر عن المواطنين في الفترة الاخيرة من اساليب وصفتها الحكومة. الحمدوكية المحلولة على لسان الناطق باسمها وزير الثقافة والاعلام السابق،فيصل محمد صالح الذي وصف اعتصام مواطني منطقة نيرتتي بالحضاري، وانه يمثل حالة من الوعي ترجع الى قيم ثورة ديسمبر المجيدة التي هبت من اجل ترسيخ قيم الحرية والسلام والعدالة.
ولم يعترينا شك وقتها او تساورنا مخاوف من ان ما عمد اليه اهل نيرتتي وما برز من ردود فعل واهتمام تجاههه من قبل الحكومة قبل السابقة امر ايجابي متبادل.. إذ حظيت توجيهات السيد رئيس مجلس الوزراء السابق، وقتها بايلاء مطالب محتجي نيرتتي الاهتمام المطلوب والسعي الحثيث لحلها، بارتياح واسع ليس من قبل اهل نيرتتي وحدهم بل على مستوي البلاد كلها.
ولم تمضي ايام قلائل بعد تلكم الحادثة حتى سمع الناس باعتصام آخر جديد في منطقة (فتا برنو) بمحلية كتم لمطالب رفعها المواطنون هناك… فارسل الوالى المكلف في ذلك الوقت بشمال دارفور وفدا للمنطقةبرئاسة امين حكومته ، ليستمع لمطالب اهل (فتابرنو) وهي ست.. اعلن الوفد الاسجابة لثلاثة منها ميدانيا وارجات الثلاثة الاخري للمزيد من التشاور وهو ما وجد قبول واستحسان المواطنين ليعود ممثل الوالى الى مدينة الفاشر عن طريق الجو فيما سلك بعض المشاركين في الزيارة من الاعلاميين ورجال المراسم والحرس وبعض الاداريين طريق البر للفاشر الذي يعبر مدينة كتم ليفاجأ العائدون باحتجاجات بالمدينة، سدت الطريق امامهم لوسطها فتطور الامر لاشتباكات وحرائق شملت عربات الوفد ومكاتب الشرطة، وادخلت المدينة في حالة من الفوضى كان يمكن ان تتسع لولا حكمة القوات النظامية.
وفي الاثناء ذاتها. خرج مواطنو محلية الرهد بالقضارف، وتحديدا في مدينة الحواتة في اعتصام اوسع مطالبين باكمال تنفيذ طريق الحواته المفاذة الفاو.. ورفعوا مطالبهم هذه القديمة المشروعةالتي ظلت مؤجلة لسنوات عديدة ابان فترة النظام السابق، مشيرين لتميز منطقتهم في الانتاج الزراعي بشقيه النباتي والحيواني. فاستجابت حكومة القضارف في حدود طاقتها بارسال آليات لتامين الردميات التي تربط مدن وقرى المنطقة فيما بينها من ناحية .. وبينها والطريق القومي لتامين وصول مدخلات الموسم الزراعى في عروته الصيفية.
اعتصام اهل محلية الرهد انتهى بمخاطبات ومطالبات قال بهاالمواطنون.. وتعهدات التزمت بها الحكومة. فيما انتهى اعتصام (فتابرنو) الى ما انتهي اليه من ضحايا واضرار .
ومع مرور الزمن ظلت الاحتجاجات والتوترات تاخذ ابعادا اثنية قبلية.. تحدث لاسباب عابرة، تبدا بسيطة محدودة الخسائر، سرعان ما يتسع نطاقها وتتفاقم خسائرها في الارواح والاجساد والممتلكات.. حدث هذا في بورسودان وكسلا والجنينة وكرينك واخيرا بالروصيرص.باقليم النيل الازرق حيث سقط عشرات القتلى والجرحى ،، مادفع حكومة الاقليم لاعلان حالة الطورئ وحظر التجمعات .
الامر كما ظللنا نسمع من كبار القادة والمسؤولين وزعماء القبائل، ان وراءه اصحاب اجندة وسعاة شر بالسودان واهله وقيمه ومبادئ شعبه القائمة على التسامح والعفو وتجاوز الصغائر، ولكنه بما آل اليه وما وصله وما يعنيه من مهدددات ومخاطر صار يهدد وحدة البلاد وامنها ويستهدف استقرارها.مما يستوجب الحسم وسرعة المواجهة. لجذور هذا الفعل المشين ذي التاثير السابب على نسيجنا الاجتماعي.. فبدلا من ان تتكرر الاحداث والمشاهد الدامية بين القبائل والمناطق من منطقة لاخري ونسمع عن جرائم السلب والنهب والقتل والحرق لابسط الاسباب التي يندلع غالبها لمخالفات فردية تتسع لتعم المناطق، وتؤجج اوار الفتن بين الجهات والاطراف والقبائل.
دعونا نتطلع بدلا من تكرار هذه الاحداث المحزنة وتواتر مآسيها الدامية و تناقلها وإنتقالها من جهة لاخري في وطن هو احوج مايكون لجهد ابنائه وطاقة مواطنيه لمواجهة ما يعترى مسيرته من تحديات ومخاطر ومهددات،دعونا نتطلع لننقل عن المجتمع والحكومة والسلطات المختصة، اقوي واقسى اجراءات الردع واقصى مستويات و درجات الحسم بحق المدانين المتتسببين في مثل هذه الاحداث التي ظلت تثير مخاوف الناس، وتضاعف قلقهم على سلامة البلاد وإستقرار ربوعها.