الصادق يسين يكتب على خطى الاصلاح .. يا أهل الجزيرة عند الله تجتمع الخصوم..!!
الخرطوم | العهد اونلاين
الصادق يسين يكتب على خطى الاصلاح .. يا أهل الجزيرة عند الله تجتمع الخصوم..!!
يعيش المرء ما استحي بخير ..
ويبقى العود مابقي اللحاء
فلا والله مافي العيش خير ..
ولا الدنيا اذا ذهب الحياء
إذا لم تخشي عاقبة الليالي ..
ولم تستحي فافعل ما تشاء.
يحكي ان أعرابية من اهل (الفطنة والحياء) .. قد اضاعت ابنها في وسط إزدحام فظلت تبحث عنه ولم تجده .. فقيل لها (اكشفي عن وجهك) .. لعله يراك فيهتدي إليك فماذا قالت ..؟
(ضياع ابني ولا ضياع حيائي)
فانشد الشاعر (ابي تمام) تلك الأبيات التي استهللت بها مقالي هذا .. فالحياء هو شعبة من شعب الإيمان .. ونوع من انواع العفة والطهارة والنقاء والفضيلة التي دعت اليها كل الديانات السماوية وحثت عليها.. وهو خلق إسلامي
شرعي ظل يحثنا عليه ديننا الإسلامي الحنيف فمن حاد عنه حاد عن جادة الطريق .. وفقد شعبة من شعب الإسلام والأخلاق التي هي تفصل مابين فعل وتصرف الإنسان .. ومابين فعل وتصرف الحيوان .
ماحدث بولاية الجرير من انتهاكات قامت بارتكابها قوات الجنجويد المرتزقة ونفذتها بالمواطنين العزل الأبرياء الذين لاعلاقة لهم لا بالسياسة ولا بالدعم السريع ولا خلافه بل هم مواطنون بسطاء استعانوا على الحياة بالتعب
والعمل والكفاح في كل مناحي حياتهم حرفتهم الرئيسية حرفة الأنبياء والصالحين الكد والعمل اليدوي والزراعي يفلحون الأرض ليقتاتون من حلال لذيذ .. يخرجون مع البكور (كالطيور تغدوا خماصا وتروح بطانا) عقب صلاة
الفجر تراهم كالفراشات المهاجرة يحملون امالهم مع معاولهم وبزورهم متوكلون على الحي الرزاق يفلحون الأرض زرعا املا في إنتاج اجود واجمل المحاصيل الزراعية المختلفة التي يعم خيرها على البلاد والعباد وهم على حالهم تلك ..
يدخل عليهم من لايعرفون للرحمة طريق ولا إلى العمل مسلك (عربان غزاة) متجردون من معنى الانسانية والرحمة والمودة التي يخص الله بها عباده الرحماء ..
دخلوا عليهم واعينهم يتطائر منها شرر الحقد والحسد والتشفى ودون ذنب جنوه عاثوا فيهم بما لايرضي الله ولا رسوله ( ضرب وقتل وسرقة وتنكيل بالكبار والصغار والنساء) دون ذنب او اثم جنوه ولم يراعوا فيهم لكبير سن او مريض او طفل صغير ولاحتى عجوز عجزت اقدامها وصحتها عن حمل جسدها النحيل .. و (بنية مبيتة)
اجبروهم على الخروج من ديارهم وارضهم وعزهم فخرج منهم من خرج ولايدري حينها الي اين سيحط به المسير فهو يمضي تائها مذهولا مصدوم يمشي بلا دليل ولا معين فقط يطير به جناح الخوف على امال واحلام ليحمله الي أرض الخلاص برغم عجز الجناحان الذان انهكهما التعب والتنقل بين (جروف التقاند وانكسار الماء) كانت الاقدام بعضها يرتجف من العنت والمشقة.. واقدام اخر ترتجف من
آثار الضرب والجروح وهناك تلمح (قوي امين يحمل النفس فوق طاقتها) وهو مكسور الخاطر مجروح الفؤاد مشتت الأفكار ويحمل أطفال صغار .. تارة يعين عجوزا كبيرا في السن لايقوي على شئ يفعله .. وتارة اخري تتوكا علية جريحة تئين مكسورة الخاطر .
وبلا مقدمات
نزح منهم من نزح للولايات المجاوره تاركا ماله وداره من خلفه تفتقد للدف ومظاهر الحياة.. بعضهم بلغ مبتغاه واخرون (ماتوا) بمنتصف الطريق جوعا اوعطشا او بطشا على يد(عربان مرتزقة) قساة آخرون) .
وياللعار .. ياللجبن ان يحدث فعل كهذا يندي له الجبين حياء وخجلا .. ولا يحرك ذلك ساكنا في قلوب تغشاه الرحمة والرافة والحياء او يفتح الله على امة من الامم فتدينه او تستهجنه بصوت عال مسموع او تنادي بضرورة إيقاف مثل هذه المجازر التي ظلت تحدث للمواطنين الأبرياء العزل في بقعة لم تمتد يوما ايادي أهالها إلا بالخير بيضاء من غير سوء .
عار ان لاتندد أحزاب لها تاريخها وماضيها التليد بتلك الأفعال الشنيعة التي لاتقرها اي من الشرائع او الاديان السماوية او الأعراف او التقاليد .
ولكنا حتما نعلم ان الايام دول وان الدهر يومان يوم لك ويوم عليك ولايحكم الناس الا اعمالهم .. ولايبق الوداد والود إلا من زرع في القلب من ذات البذور (ودا وحبا وعطاء) .
اما والله ان الظلم لوم ..
ومازال المظلوم هو الملوم
سينقطع التلذذ عن اناس ..
أداموه وينقطع النعيم
الي ديان يوم الدين نمضي ..
وعند الله تجتمع الخصوم.