الصادق يسين يكتب.. على خطى الاصلاح .. كيف تكون الحصة وطن ..!!؟
خُلِقْتُ عَيُوفاً لا أَرَى لابْنِ حُرَّةٍ
لَدَيَّ يَداً أُغْضِي لَها حِينَ يَغْضَبُ
فَلَسْتُ لأَمْرٍ لَمْ يَكُنْ مُتَوَقّعَاً
وَلَسْتُ عَلى شَيءٍ مَضَى أَتَعَتَّبُ
أَسِيرُ عَلَى نَهْجٍ يَرَى النَّاسُ غَيْرَهُ
لِكُلِّ امْرِئٍ في ما يُحاوِلُ مَذْهَبُ.
حتى تعود الحياة بكامل عافيتها لوطن لايشك أحد أن ما أصاب بنيته التحتية من ضرر كبير قد رمي بظلاله السالبة على مختلف مناحي الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية بالبلاد وبرغم كل ذلك تظل هناك جهود
مضنية تبذلها وزارة الاستثمار والتعاون الدولي في اعلانها عن تلك الفرص والمشاريع الاستثمارية الجاهزة لمرحلة اعمار ما دمرته هذه الحرب الغادرة في مختلف المجالات
خاصة مايتعلق بمشاريع البنى التحتية من طرق وجسور وكهرباء ومشاريع زراعية وصناعية وما إلى ذلك .. ورغم كل الجهود التي تبذلها الوزارة للتخفيف من حجم تلك الأضرار الجسيمة التي من شأنها ان تؤثر سلبا على
الاقتصاد الكلي للدولة وسعيها الحثيث والجاد في امتصاص تلك الآثار السلبية التي من شأنها ان تقعد بمعاش العباد إلا انني أرى انها قد اقفلت النظر بتمعن في معالجة
اهم العوامل التي من شأنها ان تقود الي إنجاح العمليات الاستثمارية بصورة فاعلة فهي التي تقود الي جذب المستثمر نفسه وذلك عبر الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة التي (لايلقي لها بالا) وبالمحفزات الجاذبه للعملية
الاستثمارية وهي تلك التي تعني بتقديم كل التسهيلات والمعاملات التي تمكن المستثمر من إنجاز معاملاته الاجرائية في وقت وجيز عبر (النافذه الواحدة) بعيدا عن تلك التي كان الناس يظنون بأنها كانت تتم من وراء جدر وأبواب موصدة بهدف حصول من بيده الأمر على بعض
(التساهيل) حتى يتسني لصاحب المشروع الحصول على الموافقة النهائية لقيام مشروعه وفقا لتلك التسهيلات باعتبار انها هي التي ستحكم في نهاية المطاف عملية الموافقة أو الرفض او الحصول على التصديق النهائي عقب إكمال كافة الإجراءات.
كل تلك البيروقراطية المكتبية التي كان يتم بها انجاز الإجراءات والمعاملات هي واحده من أكثر المعوقات التي كانت تقف حائل في عمليات جذب الاستثمارات الخارجية وتجعل أمرا نجاحها صعب المنال او مهمة تحقيقها بات اشبه بالمستحيل في وطن يظل اقتصاده أحوج مايكون
لقيام مشاريع يعود ريعها خيرا وبركة على البلاد والعباد ووفقاً للقوانين التي تعمل على جذب تلك الاستثمارات المالية الأجنبية باحترافية عالية وبشفافية مطلقة ومن ثم يتم تدويل عائدها ليكون رافدا من روافد دعم الاقتصاد
السوداني من اجل مصلحة البلادوالعباد وبالتأكيد لن يتم ذلك مالم تكن هناك رغبة صادقة وعزيمة قوية لدي المختصين والمهتمين والعاملين بالقطاع الاستثماري وان تكون هناك قوانين تحكمها لوائح صارمة ونافذة وشفافة تضع من الضمانات
مايطمئن له فؤاد ذلك المستثمر الذي يريد استثمار أمواله في اي بقعة يريد الاستثمار فيها ضمانا لحفظ حقوقه وممتلكاته ولن يتاتي ذلك الا بتفعيل تلك القوانين والتشديد على تطبيقها وفقاً لكل الوسائل والطرق المتاحة والتي تكفل حفظ الحقوق للجانبين وبالصورة المرضية
التي تلبي طموح كل منهم تحت شعار العمل بمبداء الشفافية في المعامله والمحاسبة والعقاب لكل متساهل او متجاهل او معيق لنجاح العمل الاستثماري فلا يخفي على احد ذلك المثل الذي (يضرب دائما على الرؤوس) ليظل ينبه ان ( رأس المال جبان ).
إلا ان الحقيقة التي نعرفها ويعيها العالم اجمع ان السودان يظل حقيقة هو أكثر الاقطار الجاذبة للاستثمار وهو القبلة التي تلتف لها الرقاب لانها قبلة رجال المال والاعمال لما حبي الله به أرض السودان من ميزات تتيح فيه اكبر
الفرص الاستثمارية وهي فرص تفتقر لها العديد من الدول ان كان ذلك على نطاق الاستثمار الزراعي او الصناعي او في مجالات التوليد المائي او الكهرباء او الطرق او الصناعات التكميلية بصورة عامة وهذا هو مربط الفرس
ولكل ماسبق لابد من دراسة ومراجعة القانون وتنقيحة او تعديله بالصورة التي تستدعيها ظروف البلاد التي كادت ديمومة العمل الروتيني المتخلف ان تقعد بها وان تكون سببا في ان تحول دون إكمال ونجاح اي عمل استثماري فاعل فالزمن عند صاحب المال (لايقدر بثمن) .. عليه لابد
من تفعيل تلك القوانين التي تتماشي وأهمية المرحلة وتحكم سلامة وسلاسة اجراءات المتقدمين للاستثمار بالبلاد من اجل تحقيق الفائدة القصوى للبلاد والعباد مع إغلاق الباب امام استقلال المواقف وتسخير العمل العام لخدمة المصالح الذاتية التي سار (بحكاويها وحواديتها الركبان)..
إن دور الوزارة في المرحلة المقبلة هو دور حيوي هام وان كلل بالمتابعة الصيقة والإشراف الدقيق سيصب عائدها في تغذية شرايين واوردة العمل الاقتصادي بالبلاد وبصورة يعول عليها كثيرا في الدفع بعجلات قطار الاقتصاد الذي توقف في محطات كثيرة لا تستحق .
همسة
وَإِنِّي إِذا ما الشَكُّ أَظْلَمَ لَيْلُهُ
وَأَمْسَتْ بِهِ الأَحْلامُ حَيْرَى تَشَعَّبُ
صَدَعْتُ حِفافَيْ طُرَّتَيْهِ بِكَوكَبٍ
مِنَ الرَّأْي لا يَخْفَى عَلَيْهِ الْمُغيَّبُ.