الصادق يسين يكتب : .. على خطى الاصلاح .. غدا تعود مباهجى غدا حبيبى حتما يعود ..!
الصادق يسين يكتب : .. على خطى الاصلاح .. غدا تعود مباهجى غدا حبيبى حتما يعود ..!
وتضيق دنيانا فنحسب أننا سنموت يأسا أو نموت نحيبا .
وإذا بلطف الله يهطل فجأة يربي من اليبس الفتات قلوبا .
بعد ان ضاقت الأرض بما رحبت بالشعب السوداني الصابر الذي تفرقت به سبل الحياة في مشارق الأرض ومغاربها .. وبعد أن بلغ من اهله النصب والعنت والضنك ما بلغ ..
ظل هذا الشعب العظيم صابرا محتسبا لم تلين عزائمه..
ولم تخور قواه.. ولم يتوانى ولو للحظة في دعم الشرفاء من أبناء قواته المسلحة ولم يترك حتى زرة شك ان تتسرب لدواخل تلك النفوس المطمئنة الراضية والتي لاتزال تعمل بكل همة وعزيمة على تحقيق النصر وانتزاعه ورفع راية السودان عالية ترفرف في كل مكان وزمان
بثبات الرجال وعزيمة الابطال .. في كل محفل كانت العيون لاتغفل ولا تنام .. وتسهر حتي بلا طعام .. وتبقي العقول تعمل وتخطط في انسجام .. حتى لاح بالأمس قبس من نور الانتصارات والافراح والبشريات القادمة تلك التي بدات نسائمها تهب من مسك دماء الشهداء عنبرا ..
ومن دم الابطال قطرات من ندى الرحمات .. ومن دموع الثكالي تهطل سحائب النصر بعد ان ابرقت وارعدت وغطت سماوات البلاد لتهطل غيث خير وبركة على البلاد
والعباد .. بالأمس حققت الدبلوماسية السودانية إنجازات مقدرة ونصرا جديدا بقاعات المؤتمرات العالمية التي يصنع فيها القرار وهي تنافح وتكابد انتزاعا لحقوق أراد لها البعض السقوط في درك العمالة والأرتزاق وخيانة الأوطان..
وبالأمس تغنت جماهير افريقيا الرياضية على مستوى العالم باسم السودان بعد ان تعادل في مباراة تصفيات امم أفريقيا معيدا للكرة السودانية مجدها التليد وسمعتها المفقوده لينال بذلك نجوم منخبنا شرف الإشادات القارية من نجوم الملاعب الرياضية عقب تأهله عن جدارة في
دوري أبطال امم أفريقيا ليصنع بذلك فرحا يدثر به قلوب الشعب السوداني الحزين هذا الشعب الذي لم يكن يستحق منا إلا ان نهديه بعضا من فرح بنصر مستحق في زمن اغبر .
وها هم أبناءنا وفلذات اكبادنا بقواتنا المسلحة السودانية وبكل مسمياتهم ينبثق نجمهم ويعلو إسمهم وهم أكثر عزيمة وتماسكا وتكاتفا بعد ان حيروا جنرالات العالم ودول البغي والعدوان باصرارهم على حفظ أرضهم والدفاع عنها بالون في سبيل ذلك المهج والأرواح
رخيصة ومعطرين تراب بلادهم بروائح المسك والعنبر الذي انسكب من دماء الشهداء .. عامان إلا القليل فقدنا فيهم خيرة الشباب .. فقدنا فيهم خيرة الاهل والاحباب .. فقدنا فيهم كثير من الممتلكات والأعراض .. عامان اعتصر فيهم الألم والحزن ( اكباد الامهات والعمات
والخالات والاباء والأبناء) .. عامان فقد فيهم السودان كل شئ إلا حب الوطن والرغبة الطاهرة الصادقة في المحافظة عليه .. عامان لم يفقد فيهما احد حب هذا الجيش العظيم إلا الذي رضع من ثدي الخيانة والارتزاق
ورغم ذلك يظل هناك أيضا من لم يفقدوا الإيمان بالله واليقين بنصره .. عامان ضربنا فيهم اصقاع الأرض فلم نجد حضنا كحضنه الدافئ .. ولم نجد دف كدف ترابه وافي .. عامان لم نجد نعيما مثل الذي كنا نجده فيه في اي مكان كان .
لذلك غدا بإذن الله سنعود لاوطاننا اسرابا ووحدانا سنعود كما تعود اسراب الطيور المهاجرة حين تقصد اوطانها .. غدا نعود ونحن أكثر شوقا وحبا وولاء وذودا عنك ياسودان .. غدا سنعود لنغسل عنك ادران العمالة
والأرتزاق ونبذر في أرضك الطاهرة (المسمدة) بمسك دماء الشهداء ثم ندق لك طبول النحاس فرحا تشهد به الدنيا ونرفع الاذان لنقيم الصلوات والتراتيل ومن ثم نرفع الاكف حمدا وتضرعا لله .. غدا نعود لنزرع فيك بذور الحياة من جديد ووفق مانريد لغدا جديد ولعمر يبقي
أكثر امنََ وأمانََ واسرع تقدماََ وتطوراََ ونماءَ غداََ حتما ستبزق شمس سودان جديد تتوهج وهي أكثر إشراقاََ والقََ وبهاءََ فهاهو نور الصباح قد لاح ضياءه في سماء (سنجة) ولم يتبقى إلا بعضاََ من سويعات لتصبح الجزيرة في حضن صبح الخلاص وهي أكثر إخضرار واروع مكان فقد حان موسم الحصاد بعدما بأن .
لنغني لها ..
وغدا نكون كما نود ونلتقى عند الغروب
غدا تجف مدامعى وتزول عن نفسى الكروب..
( لنلقاها تردد في شوق ) ..
غدا تعود مباهجى غدا حبيبى حتما يعود .