مقالات

الصادق يسين يكتب :.. على خطى الاصلاح .. انه طفل ابكي العيون وادمي القلوب..!!

الصادق يسين يكتب :.. على خطى الاصلاح .. انه طفل ابكي العيون وادمي القلوب..!!

 

 

ياسامع صوت الدبيب لنملة في جحرها ياواسع الالطاف
ياعالم الأسرار يارب الورى
يامنزل الأنعام والاعراف
انا طامع في العفو فاعفو تكرما
رجوتك خالقي اسرافي .

أكاد أُجزم بان ما رايته قد راه كثيرون غيري على أجهزة التواصل .. واُجزم بانه كما ابكاني ابكي كل العيون التي رأته بعد ان (قطع نياط قلوبها).. ولم يجعل من بعدها للفرح والأمل طريق يرتجي ..

تتفاوت مشاعر الناس عند كل حدث يرونه او يسمعون به ولكنها تتساوى عند المصيبة والفجيعة لا أعلم كيف تقبلت مشاعر الناس مقطع ذلك الفيديو الذي تضج به أجهزة التواصل الاجتماعي وهي تستعرض مقطع لطفل سوداني لم يتجاوز السابعة من عمره وهو يقف امام ذلك

(الدعامي) مخاطب اياه بادب جم وببراءة الأطفال .. مخاطبا فيه ضمير الانسانية والمروءة بذات الطريقة التي تربي ونشأ عليها ( ياعم الطريق كيف ..؟ اريد ان أعود لبيتنا .. انا ماشي لي امي !! ) بكل تلك البراءة كان يسأل

ويكرر عليه السؤال وهو واقف لايعرف كيف يرد أو عله لايريد ان يرد .. إنه طفل صغير لايفرق حتي مابين (الجياشي والدعامي) ولكنه كان يريد أن يسأل فقط (إنسانا) وهو لايعلم بأن الذي يقف أمامه هو ذات الذي يود الفرار منه خوفا من غدره وبطشه وغله وحقده وهو

ذات الذي شارك بلا رحمة ولا رأفة في قتل والدته ووالده وهو لم يعلم بعد . حدث والله هز وجداني هزا عنيفا حتى اصابتني من بعدها تلك الصدمة التي احسست بانها (كسرت قلمي) ولم يعد قادراً على ان يكتب حرفاً واحدا..

( ياالله) .. دلني الآن .. أمِن بعد هذا ماذا سأكتب والقلم بات مكسوراً .. !! كيف سأكتب اذاً.. وعن ماذا سأكتب .. ااكتب عن طفل يُتِم بلا ذنب .. ام عن والدان في ثوانِ فارقا الحياة ولم يودعاه حتى !؟ رفعت الأقلام.. ولم تجف دماء القدر والخيانة بعد .

إذاً مالذي سأكتبه .. ولمن سأكتبه .. وإن كتبت أتُراني قادرً على رسم كل هذه الاحزان والآلآم حروفا وكلمات فالآلام نفسها هي باتت من يعتصرني عصرً ..

ياالله.. (يارب نون) .. اتُراني استطيع ان اُصوِر تلك العيون التي (ترورغت) بالدموع لترسل باِستغاثاتها الخائرة البريئة .. وهل ياتُرى سيفيد تصويري او يجدي شئ ..؟

اظنني فقط سوف ارسم ( لوحة للعرض) قد تجد لها مشتري يبيعها بمزاد عالمي ثم تجد من يشتريها هناك عن قناعة ..!!

سارسم .. وساكتب للناس بل للعالم اجمع عن مثل هذه الفواجع وهذا الظلم والقهر والقتل والتشريد ولكن من الذي سينقل كل ذلك؟ ومن الذي سيسمع لحديث من (مجهول) في وطن أراد له (جبناء العالم) ان يكون وطن

(مغموراً) لحين ..!!؟ من سينقل هذه القسوة وهذه الانتهاكات (المعتمدة) التي تُشن على وطن اسمه السودان .. على بلد تربي أهله على السماحة والحب والسلام

والترابط والتحنان .؟.. وطن أبناءِه رِجال رضِعوا من ثدي الاحرارِ بسالةً ومهابةً ومرؤةٍ وكرمٍ صار إِرث تتوارثه الاجيال إِنها (صور موجعة) بتنا نراه رأي العين .. إنها صور شوشت تفكيري .. وغيبت حروف كلماتي وجعلت الدنيا كلها مالها من طعم تتمناه ولا أمل ترجوه .

( ياالله من فجيعة الاقدار )
ويلكم .. ثم ويل لكم (ياعرب الشتات) من عذاب الله الذي نراه قد اقترب .. ويل لكم.. من (نار) اشعلتموها بلا هواده في قلوب الاحرار . والله .. انها لنار ستُذيب الحجر ولن تُبقى ولن تزر لكم حتى على أثر ..

فمن (يتمتموه).. غدا سيكبُر .. ومن قتلتم (اُمه) سترضعه أُخرى (حليب الثار) الذي لن يسقطه التقادم .
(ياالله).. لطفك بالعباد وبوطن اهله عُباد زُهاد .. لم ينجو فيه حتى صغارِ ذقب الحواصل تركهم (تتر أفريقيا) بلا ماء ولا شجر ..

(يالطيف بالعباد) .. كن عونا وسندا لقلوب باتت موجوعةٍ مفجوعة .. كن رحيما بعيون باتت باكيه دمٍ أحمرُ قان ٍ تترقب لحظات الحساب .

(يارب) .. تراني اكتب الآن بقلم مكسورٍ راعفٍ يرتجِف لِيرسِم حرفاً ويمسح آخر لتخرج غصباً عني جُمل كانت النفس تتمني الموت قبل أن ترسمها انامل يدٍ مرتجفة لوحة كئيبة حزينة يقراءها اهل الاحساس .

فوالله .. وتالله لا قيمة للحياة من بعد الذي بتنا نسمعه ونشاهده وينقله لنا اعلام اجير لاحياء لأهله ولادين ولاضميرٍ حي ..

عفوا ولكنها (قصة طفل صغير) بات مفجوع كانت تملاء الدموع مقلتيه .. يترغب املاً.. يرتجف خوفا .. يطلب امه ليرتمي في حضنها الدافئ الذي كان يطعمه عند

الجوع ويامِنه عند الفزع والخوف .. يُامِنه مِن مجهول يتربص به ريب المنون .. انه طفل الزمناه الصمت بعد ان وضع الغزاة على راسه السلاح وباتوا يعدون على روحه انفاس الحياة ..!!

الآن .. بآت يجري مستجيراً فيسأل من تعطلت مشاعره وعمي قلبه طول الأمل .
انه (طفل).. لم يزل طفلاً صغير تقوده براءة الأطفال وتجبره ان يلجئ (لانسان.. !! ) لكن حتى البعض صارت لهم قلوب لا تعرف الرحمة ولا المحنة ولا تلك المشاعر

الرقيقة والتي ازان الله بها كل شئ فلم يتجرد منها (إلا) من ابي .. حتى (الحيوانات) تولد بها غريزة العاطفة والحنان لتبقي في بعضها منارة وتطغي في بعض منها غرائزة (الشر) تلك التي تكتسب بفعل الطبيعة وقسوت

البيئة من اجل البقاء فبعضها يولد وينشأ في رقعة يظل البقاء فيها للاقوى ولايعرف قاطنوها إلا( قانون الغاب) الذي لايجرم مجرم ولايعاقب قاتل ولايسامح من تقطعت

عنده حبال التفكير .. التفكير الذي يقود الإنسان وهو يعلم ان الله خلقه وكرمه وجعله أعظم درجات عنده ..
ذلك (التفكير) الذي خلاء من عقول (بعض عربان الشتات ومجاهيل أفريقيا)

ابعد كل هذا يحق لنا ان نتسأل ياترى هل تفيد دموع الحسرة والندم.. ام هل ستعيد دموعنا لطفل كهذا والده!!؟ وهل قادم الازمان سيكون كفيل بان يصم اذنيه

الصغيرتين عن أصوات تلك الدانات والمدافع وطرقعت الرصاص وهل ستمحو الايام عن مخيلته تلك اللحظات وتلك الدماء المسكوبة غدرا وظلما..؟

(يارحيم بالعباد ).. إنه واقع بات تحمله فوق طاقة (عصفور صغير).. عصفور عصفت به الرياح من فوق عشه الدافئ امام ضبع جائع !! .. انه (واقع) فوق تحمل الاوزان أيها ( الغزاة المعتدون اليس لكم عقول تفقهون بها) .. اليس فيكم من (رجل رشيد ..!!؟ )

إن زوال السموات والأرض والجبال اهون على الله من قتل نفس بغير حق فإتقوا الله فيما اقبلتم عليه .. إتقوا الله في أطفال صغار وشياب كبار فقد قيل في الأثر ( لولا

الصغار الرضع .. والبهائم الرتع .. والكبار الركع لخسف الله بالناس الأرض ولجعل عاليها سافلها .. فقد اتيتم بما لم ياتي به الأولون من قبلكم ولن ياتي به الآخرون من بعدكم .

وصية اخيرة.
يجمعُ الظّالمَ والمَظلوم بعد الموتِ حَشْر
حيثُ لا يَمْنَعُ سُلْطان ولا يُسْمَعُ عُذْرُ

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى