مقالات

الصادق يسين يكتب :.. على خطى الاصلاح.. الدنيا يامه توري و ..!!

الصادق يسين يكتب :.. على خطى الاصلاح.. الدنيا يامه توري و ..!!

 

ما كنت متصور يوم اجيك مغلوب
شايل جرح دنياي من زولك المحبوب..
تلك الكلمات التي ظلت تحمل الكثير من المضامين والأحاسيس المرهفة التي ظل يتغني بها الفنان المرهف

(مجذوب اونسه) استحضرتني فجأة وانا أقف شاهدا على ذلك الرجل الوقور الذي جاء ليقف امام قطعة ارض كان قد أقام عليها في يوم من الايام منزله الذي بناءه بجهد السنين وشقي العمر الذي راحت احلى أيامه في غربة وغياب عن الوطن والأهل كانت تلك الدار احدي

 

ثمراتها .. كان يعد اللحظات بثوانيها وايامها متحمل وجع الشهور والسنوات وكان العمر يتسلل من بين يديه خلسة وهو يحلم أن يرى منزله على تلك البقعه ( مجسدا ) امامه وفي وطن يعشق أرضه وظل سماءه.. كان يحلم ان يكون له ماؤي وحضن دافئ يجسد لاسرته معنى الحياه

المستقرة .. وقف الرجل امام منزله وهو خائر القوي تدور فوق راسه الدوائر ولايدري ماذا يفعل.. تارة ينظر لداره التي صارت خرابا بفعل الدمار الذي أصابها وتارة اخري ينظر إلى أبناءه مكسور حزينا وهو يرى حلمهم قد بخرته

لظي نيران المدافع والدانات ولم يتبقى منه إلا اثر لايسمن ولايغني من جوع .. في تلك اللحظات القاسيه.. وقف الرجل والدموع تتسابق من ماقيه لتنزل على خده معصوبة بالحزن والألم دموع كانت تسبقها (اهآت) حري

و(تلفها هالآت) من الاحباط العميق .. وقف وهو يحاول ان يضمد ( جرح دنياه ولسه الدنيا يامه توري … ) دمار في كل ركن وزاويه .. وغدر جسدت دماء المعتدين به خارطة الطريق علي جدران معابده إنها صورة حيه لن

تمحو اثرها الايام فقد دفع ثمن (عشه هنئيه) عمرا لم يتبقى منه إلا بعض خصلات من شعر ابيض خفيف يتدلي بعضها على جبين عريض رسمت عليه ماسئ الحياة تعرجات وخيوط نحتتها سنوات الغربة بريشة الايام ثم لونتها بحبات من (عرق) فطير ..

وقف ينظر إلى تلك البقعة التي عبثت بها ايادي الغدر والخيانة لتجعلها (غير صالحة للحياة) انه منزل يخشى الدخول فيه ناهيك عن المبيت تحت سقفه
هكذا نطق بها من كانوا يحطون به احاطة السوار

بالمعصم وهم في عمر أبناءه كانت عيونهم على الأرض ناظره .. وروسهم بالتراب مغبره مدججون بالسلاح كانوا هم حماة عرينه.. وطاردي غزاته .. وسارقي مدخراته .. جاءوا ليزودو عنها .. ورغم ماهم فيه من تعب لم تفارق محياهم علامات الطهر والصلاح ..

تحدث قائدهم للرجل بحزن واشفاق ( ان لعشق الوطن والحفاظ عليه ضرائب باهظة الثمن .. أرواح تخرج من الأجساد تشتكي الي الله ظلم الاقربين .. واجساد تبقي مقطعة الاوصال دماؤها تسيل غربانا لتغسل رجس النجاسة وعمل المفسدين . قالها بصوت جهور .. قالها

وكأنه يرسل بها رسائل خفية يحملها هواء لن تتحكم في ملامحه الآت اعلامية رخيصة ( تنعق ) في فضاءات الوجود فقد أراد ان يقول للعالم كله.. (مهما تبدل او تغير حالنا فنحن أصحاب الأرض والمجد والتاريخ الذي لن نرضي ان تضيع ملامحه بايادي الخونة والعملاء حتى وان صارت ارضنا قاعا صفصفا.

كفكف الرجل دموعه واحتضن أفراد أسرته ثم نظر لداره ثم لحماتها بعين الرضى والتقدير وتواري يحمل اوجاعه فداء لوطن كاد ان يؤخذ جله او بعضه غدرا وظلما بعد أن نهبت من خيراته ومدخراته تلك الايادي الملطخة بدماء الطاهرين تاركا ماتبقى خلفه تحت حماية من ظلوا حماة للارض والعرض.

ذهب الرجل وكاني اسمعه حينها يردد في جوفه تلك الكلمات التي ظل يشجينا بها دوما مرهف الاحساس بن (المجذوب) ..
ما كنت متصور يوم اجيك مغلوب
شايل جرح دنياي من زولك المحبوب
الدنيا يامه توري والدهر ياما يقرى

كنت فاكرك لي ناسي الزمن واحكامه ناسي العزاب البي
هم البريد في يوم مابدور يشوف قدامه
تاري الزمن بفرقني منك بعيد يحرمني
ودمت عزيزا ياوطن ولاحرمنا الله منك

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى