الصادق يسين يكتب : اسمعت اذ ناديت حيا .. ولكن لاحياة لمن تنادي !!
علي خطي الاصلاح
الصادق يسين يكتب : اسمعت اذ ناديت حيا .. ولكن لاحياة لمن تنادي !!
فاُنْظُرْ بِعَقْلِكَ إنَّ العيَنَ كاذِبَةٌ..
واسْمَعْ بِقَلبِكَ إنّ السّمْعَ خوّانُ
ولا تقل كل ذي عين له نظر ..
إن الرعاة ترى ما لا يرى الضان
تظل قيادات الدولة في كل الحكومات العالمية تجتهد وتبحث علي مدار الزمن بكل ما من شانه ان يعمل علي تطوير بلادها اعمارا للبيئة وتسهيلا لمعاش الناس .. وتظل كل دولة تسعي لتطوير مشاريعها الاقتصادية والتنموية في مجال المشاريع والمباني والطرق التي تسعي لتوسعتها وربطها عبر شبكات داخلية او خارجية .. لاسلكية اوارضية .. وتهتم اهتماما متعاظما بكل انواع النهضة التنموية البيئة .. والحضرية وتسعي للتنافس والظهور وفي خضم هذا التنافس تهمل اهم عناصر بناء التنمية الحقيقية في تطوير المجتمعات الا وهو العنصر الرئيسي لتنمية تلك العقول البشرية والفكر
الانساني نفسه علما بان هذا الانسان الذي تسعي الدولة جاهدة وتعمل لتخلق له البيئة الكريمة التي تعينه وتيسر له امور حياته باكملها.. هذا الانسان الذي ان لم يجد الاهتمام الاذم بامر صلاحه العقلي والفكري وتظل حكوماته تعمل وتتجاهل عمدا او سهوا اهمية امر التنمية العقلية له هذا الانسان نفسه ان لم يمتلك ناصية العقل المكتمل نموء وادراكا وعمل بفكره المستنير لبناء الوطن الذي يحلم به لن تحدث للوطن اي تنمية او تطور لان هذا الكائن يمكن ان يصنع مواردا بدون موارد فقط لانه في هذا العالم لايعيش بمعزل عمن حوله .. هناك دول نهضت ولم تكن تمتلك اي نوع من انواع
الموارد المهمة والتي تعين علي التنمية والتطور مثل المياه الصالحة التي تجري بسهولها او المعادن التي تزخر بها او الزراعة التي يمكن ان تنبت علي ارضها او البترول الذي يحتضنه جوفها ورغم كل ذلك .. استطاعت ان تنجح وان تتطور وان تتفوق حتي علي نفسها .. فقط لان حكوماتها وشعبها امتلكا ناصية الفكر ورجاحة العقل اللذان يعملان علي تنميتهما
وعلي سبيل المثال لا الحصر ولدت من رحم المعاناة سنغافورة وما ادراك ما سنغافورة الان ولدت اليابان تلك التي تستورد الحديد وتصنع السيارات وتنافس امريكا في عقر دارها اليوم لذلك نحن نعتقد انه يجب ان يكون الاهتمام بتنمية الانسان اولا واخيرا لانه الاهم من تنمية المشاريع .. والطرق .. والكباري .. والمطارات..والمنشآت نعم نحن مع النهضة ولكنها
النهضة التي ترتكز علي تنمية العقول وتغذية الفكر الانساني لان الانسان هو الذي يقوم ببناء الطرق وتشييد المشاريع وبتنمية فكره وتغذية عقله يستطيع ان يفعل ذلك ويحافظ عليه لكن حينما نهتم ببناء وتعمير المشاريع .. ونجهل بناء العقل الانساني نفسه عن عمد او جهل لاننتظر من هذا الذي نفعل كل ذلك من اجله الا ان يغلق لنا غدا الطريق ويحطم لنا
المباني والمشاريع ويخلع عنها كل الصور الجمالية التي صنعناها له ( ببساطة سنكون كالذي ظل يحرث في البحر فلاسماء طلنا ولا ارض خرقنا ) لاننا بذلك قد صنعنا خللا كبيرا في العلاقة بين المشروع الذي اقمناه وبين من بنينا له المشروع نفسه ..
بهذا الفهم الراقي كان يتحدث مدير الاسكان والتعمير في منتدي السودان الدولي للاستثمار والتنمية المستدامة وهو يقول وجلا (اننا نريد ان نبني السودان بالشعارات والاغاني والاناشيد والهتاف .!! وهذا لن يحدث ولا يبني البلد ..!!) هناك خلل في التربية ولابد ان نعترف به وان لانحمل رب العالمين اخطاءنا وفشلنا لذلك لابد ان نعترف بذلك ونعالج ما اخطاءنا به
احسنت ياسيدي بنصحك وقولك وقد وضعت المبضع علي الجرح ولكن من يعي .. ومن يفهم .. ومن يدرك امر الاصلاح فينا ..
لقد اسمعت اذ ناديت حيا ..
ولكن لاحياة لمن تنادي
اخيرا نقول
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله
وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم .