الشرطة عنوان الإنسانية والمهنية
تقرير :وكالات : العهد اونلاين
يوم عادي في حياة الأم فاطمة وابنتها عشوش وهما تغادران البص القادم من ولايه كسلا وتحديداً حلفا الجديدة حيث يقطن والدها بحكم عمله في مهنة الأعمال الحرة. وعند وصول البص لمحطته الأخيرة؛ الميناء البري الخرطوم اتجهت إلى وجهتها أم درمان الجديدة دار السلام قندهار. ونسبة لإرهاق السفر والشعور بالحمى والإعياء اتجهت جنوباً إلى الطريق الدائري وهي تمني نفسها بالوصول إلى أم درمان ولكن كان القدر لها بالمرصاد حيث صدمها أحدهم وولى هارباً تاركاً إياها تسبح في دمائها مع صراخ ابنتها عشوش في الطريق الرئيسي، فبعضهم حسبها في تعداد الموتى والبعض الاخر تحسر على لؤم وجبن سائق العربة الهارب. ولكن بقدر ما تنبت هذه الأرض الأشواك فهي تنبت الأزهار ،فقد انبرى أحد المواطنين الصالحين ومعه بعض المارة وقام بفتح بلاغ لدى الشرطة ومن ثم تم إسعافها مع ابنتها إلى مستشفى الشرطة حيث تولت مهمة التعامل معها المقدم شرطة طبيب إخلاص علي صديق بحوادث مستشفى الشرطة وتم إجراء اللازم ووجدت عناية طبية من الأطباء والكوادر المساعدة بحوادث المستشفى، حيث شخصت حالتها بوجود كسر في الرجل اليمنى مع ظهور اعراض نفسية تتطلب نقلها إلى مزيد من الرعاية الطبية والصحية، ومما عقد الحالة وجود طفلتها عشوش ذات العامين وهي الأخرى تحتاج إلى رعاية خاصة نسبة لصغر سنها. لم تنته قصتنا عند هذه النقطة، فقد تم التواصل مع اللواء شرطة د/ فوزية يسن مدير دائرة الصحة النفسية نسبة لظهور أعراض نفسية حادة وحضر إلى الحوادث مقدم شرطة طبيب/زهير محي الدين ، والعقيد اختصاصي نفسي / هالة محمد عثمان واتفقوا على أن حالتها النفسية تستدعي دخولها مستشفى بروفيسور عبد العال الإدريسي لتلقي العلاج ، لم تقف مجهودات اللواء شرطة د/فوزية عند هذا الحد بل أصرت على إدخالها مستشفى بروفيسور عبد العال الإدريسي رغم الكسر الذي برجلها وابنتها ذات العامين ، وتعاملت د/فوزية مع المريضة فاطمة بإنسانية فائقة وتولت رعاية ابنتها (عشوش) بمنزل ذويها واستكتبت أسرة خالها تعهداً باستلام الطفلة عشوش ورعايتها في منزلهم العامر بالحب والكرم والشهامة إلى حين تتعافى والدتها من المرض النفسي والبحث عن ذويها ، وبحمد الله في يوم الخميس الموافق 6 يونيو الجاري ظهر والدها محمد وهو يسأل عن ابنته التي تعرف على صورتها عن طريق أحد افراد أسرته في منطقة حلفا الجديدة الذي بدوره التقط صورة المريضة مجهولة الهوية بعد الحادث مباشرة حيث اطلق رواد التواصل الاجتماعي نداء إلى كل من يتعرف عليها قبل مجيئها وإسعافها إلى مستشفى الشرطة. وبعد سؤال والدها عن ابنته في مستشفى الشرطة تم إخباره من قبل المقدم شرطة طبيب إخلاص بوجودها في مستشفى بروفيسور عبد العال الإدريسي للطب النفسي بكوبر وبعد إبرازه للمستندات الرسمية سمح له بمقابلة ابنته التي أجهشت بالبكاء معه .وقد ألجمت الدهشة الأب وهو يشاهد ابنته في صورة مختلفة من التي تم تداولها في مواقع التواصل الاجتماعي حيث تم إحضار الطفلة (عشوش) من الأسرة الراعية وخروج فاطمة من مستشفى بروفيسور عبد العال الإدريسي وهي بكامل صحتها النفسية والجسدية، وتم لم شمل الأسرة في موقف مؤثر تملؤه دموع الفرح. حيث شكر والد المريضة فاطمة الشرطة ممثلة في اللواء شرطة د/فوزية يسن وكادرها المعاون من أطباء وسسترات وممرضين وباحثين اجتماعيين ومعالجين نفسيين ، لإشرافهم الطبي المتعاظم ورعايتهم لها وقيامهم بجميع تكاليف العلاج من أدوية نفسية وعضوية وخلافه ،وشكر والدها أسرة المستشفى متمنياً لهم أن يجعل الله عملهم هذا في ميزان حسناتهم قائلاً لهم (لولاكم لضاعت عشوش الصغيرة مع أمها فاطمة) .
سُردنا هذه القصة المحتشدة بالحزن والفرح.. التي تجسد أحد الجوانب المشرقة والمضيئة لما تقدمه الشرطة من خدمات مرئية وغير مرئية تجاه المجتمع ولقد ظلت الشرطة تقوم بواجباتها القانونية في تأمين وبسط الأمن والاستقرار وحماية المجتمع المدني ، وهذا دور صغير من الأدوار التي تقوم بها الشرطة والخدمات التي تقدمها للمجتمع في نجدة وإغاثة الملهوف عبر إداراتها المتخصصة كالإدارة العامة للخدمات الطبية وعلى وجه الخصوص (دائرة الصحة النفسية) وإدارة النجدة والمرور وإدارة الدفاع المدني، وإنه لمن الظلم اختزال رجل الشرطة في علبة بمبان وعربة شغب، لذا يجب أن ننظر إلى رجل الشرطة في الجانب المليء من الكوب.
المصدر : المكتب الصحفي للشرطة