الشاعرة شريفة الراشد صاحبة ديوان (سوناتا الملح)
:للشعر هالة كانت ومازالت تفرض حريتها على كل السلاسل
الشاعرة شريفة الراشد صاحبة ديوان (سوناتا الملح) :للشعر هالة كانت ومازالت تفرض حريتها على كل السلاسل
حوار / هيثم الطيب
+ مدخل :-
تقول سيرتها الإبداعية وخطواتها هنا وهناك التالي:-
شريفة الراشد،شاعرة عراقية مواليد ١٩٩٨م،تكمل دراستها في مجال الهندسة المعمارية
بدأت مسيرتها الشعرية في بيروت عام ٢٠١٦م
كان لها مشاركة في مجموعة شعرية مشتركة مع نخبة من الشعراء العرب بعنوان ترانيم القوافي، شاركت في العديد من الأمسيات الشعرية في لبنان والكويت، منها صالون ميس الأدبي بيروت ٢٠١٦م،يعد ديوان “سوناتا الملح” باكورة أعمالها الشعرية،دخلنا إلى كل مساراتها فكانت أصواتها لصالح الكلمة والحرية،فماذا قالت عنهما :-
+ الوعي (صوت) ضد الخوف،المحاصرة، الهزيمة،الإضطهاد،هل إنتاجك الشعري يحاول صناعة الوعي المفتقد عندنا..؟
إن صناعة الوعي حملٌ لا يقدر على حمله شاعرٌ فرد، ولكن إنتاجي الشعري يعرضُ فصولاً طويلةً من محاولاتٍ فرديةٍ بتحرير الكلمة -على الأقل- من العتم المحيط بنا.
+ هل الحركة النقدية العربية تضع مفاهيمها على الأفق التطويرية اللازمة بنائيا ومعرفيا لصياغة المفترض الأجمل لها..؟
أفترضُ ندرة النقد المنصف للقصيدة في عالمنا العربي، فميزان الناقدِ لم يعد يقتصرُ على كفتي البلاغة والشاعرية، بل كفاتٍ أخرى قد لا تمت للشِعر بصلة، وقلةٌ هم من يوفون الكيل.
+ كتاباتك ليست مظاهرات تجريب تجعل من الشخصية فيها (ضمير)،لكنها تصنع له (هوية)،هل تمارسين عبر ذلك صياغة تأويلات للقراء تنقل الشخصية من فضاء افتراضي لفضاء حقيقي،أو كما نقول تماثل كتاباتك صراع هويات ..؟
صراع الهوية والاضطراب الدائم الذي يصحبهُ كان لهما دوراً محورياً في تشكيل شخصيتي النفسية والشعرية، ولعل التعبير عن هذا بوابة تخرج منها القصيدة بأصدق أشكالها وأكثرها شفافيةً لتمنح القارئ دفئاً حقيقياً يلغي افتراضية المسافات.
+ وطننا العربي لم يعرف بعد بشكل كامل الإستقرار الروحي الثقافي،والشعر يبحث عن ذلك في مجتمع يخطيء طريق الحريات،فأين أنت من ذلك..؟
للشِعر هالةٌ كانت ومازالت تفرضُ حريتها على كل السلاسل، وأنا أتجاوزُ بخفّة قصيدتي الحمل الذي يفشل الواقع والمحيط تقييدنا به باستمرار، فالشِعر فعل مقاومة.
+ كتاباتك كلها نعرف فيها الديمقراطية كعلاقة بينك وبين القارئ ، بعيدا عن روح السيطرة والامتثال ، وكأنها صناعة يقين يرفض مجتمع القهر الحقيقي..؟
قبل الكتابة، كنت قارئة على علاقة عاطفية بكل كاتب/ة يشبهها، يمزحُ ويغضب مثلها ويعيش بشكله الحقيقي، بعيداً عن الأبراج العاجية التي يسكنها الكتاب الذين يعانون نرجسيةً غير مبررة تجاه المتلقي، فإن قرب القارئ من واقع شريفة هو رفض للسلطة الوهمية للكاتب والتعالي على المتلقي.
+ نحن في عالمنا العربي نبحث عن بديل أكثر جدارة من الأسطورة ليصنع لنا قوى مركزية في داخلنا ويمارس فعل إيجابي في بناء ذهني ونفسي ثم وجداني فهل الشعر غيمة الحلم هنا..؟
على الرغم من السلام الذي يحلُّ به الشِعر على الأنفس والمساحة التي يمنحها للتساؤل والشك، إلا أنني أرى بأنه لا مفر من الأسطورة فهي من الصعب جداً أن تُستَبدل، حيث أنها إحدى أهم الجذور التي تمتد منها القصيدة وتتأثر بها.
+ ماذا يقلق القلم أكثر في وطننا العربي..؟
الاختلاف.
+ هل فشلنا في صناعة الشخصية الثقافية العربية على مدى تاريخنا..؟
إنه من الظلم وصف التجربة الثقافية العربية أو روّادها بالفشل، فالتاريخ العربي غني بشخصياتٍ صنعت حالاتٍ من التفرّد الإبداعي في الأدب والثقافة.
+ قليلا يتأرجح حلم الشعر فينا،وكثيرا كثيرا يقلق حلم الرواية فينا، إلى أين نمضي..؟
إلى حيث يمضي أثر الفراشة.
+ الغضب العربي كله يخرج في حروف،الحزن يفعل ذلك أيضاً،فهل من طريق ثالث..؟
اعتياد الغضب.
+ وصوت في وجدانك يحاول الصراخ..؟
على العكس، إن الصوت الوحيد داخلي يحاول الصمت أكثر من أي شيء.