الشاعرة الأردنية / رنيم نزار : نعم داخلي صوت يرفض سرطان الخوف..
مدخل:-
قالت عن نفسها:-
رنيم نزار،(أهمس لنجمة الأمل لكي لا تسرق مني روح الشعر)..
ثم هي :-
تتنفس الشعر ،تتصف بالقوة والذكاء تؤمن بالحرية والجرأة تبحث دائما عن التغيير،نشأت في أسرة أدبية والدها شاعر بالفطرة حسب قولها واصدرت وليدها البكر الذي حمل عنوان(حليب الغواية) وتقول عنه ..
اكتب قصائد تلدغ لسان الصمت تنهشني كلاب اللغة لتشبع من جوعٍ شاهق،وما بين الرفض والقبول بها كشاعرة أردنية شابة لها بصمتها الخاصة تعمل الشاعرة رنيم والتي كتبت الشعر ومازالت تخوض معركتها ضد الرفض المجتمعي لما تطرحه
من صور شعرية جريئة في قصائدها، مركّزة في قصائدها على صورة المرأة التي تعاني الكثير كما تطرح هي باحتة عن الأمل والخلاص من كل القيود..
من هنا كان حوارنا معها:-
+ الوعي (كلمة) ضد الخوف،المحاصرة،
الهزيمة،الإضطهاد،
هل إنتاجك الشعري يحاول صناعة الوعي المفتقد عندنا..؟
نعم صحيح انتاجي الأدبي أو ما أحاول أن يولد من رحم المرأة الشاعرة التي بي هو صفعة على وجه الخوف وضربة على عنق الاضطهاد وزلزلة لسجن العادات والتقاليد إنتاجي هو الماء الذي يلمس وجه جسد المجتمع (العميان/الذي أعمى عليه) هو نهضة أن نقول لا، أن نقول الحقيقة كما هي، وأن نواجه العري الذي يختبيء خلف عباءة الخوف وفعلت..
+ هل الحركة النقدية العربية تضع مفاهيمها على الأفق التطويرية اللازمة بنائيا ومعرفيا لصياغة المفترض الأجمل لها..؟
نعم صحيح لكن ما زالت توجهات النقاد تصب في مصلحة الرهبة المجتمعية الخوف من صدمة الحقيقة، أن لا نكسر تابوهات الأولين، حاولت وسأحاول ولن تمل رنيم ولا كل النساء اللواتي بي(على العموم لا أظن بأنني واحدة أنا عشيرة نساء في
جسد وقلب وعقل رنيم) وسأبقى وأحاول ولن أكِل ولا أمِل من النضال الشخصي الكامل والخاص لكشف عورات الحقائق حتى وإن صدمت الجميع بواقعية الحال لكن لن أجمل صورة الواقع لا بفلاتر ولا فوتشوب ودوما لن أقول إن العصفور غادر القفص لأن صاحبه أطلق سراحه بل سأقول كسرت باب القفص ليغادر نحو الحرية مع إصابات طفيفة ستشفى مع الأيام!..
+ وطننا العربي لم يعرف بعد بشكل كامل الإستقرار الروحي الثقافي،والشعر تبحث عن ذلك في مجتمع يخطيء طريق الحريات،فأين أنت من ذلك..؟
أحاول أن يفهم القارئ بأني صوت ضمير للجماعة صوت ضمير الكثرة وصوت جهور للخوف الذي قال الحقيقة بصوت إنسان لا يخاف، أريد أن أوجه العالم والبشر والأجيال نحو حقيقة الإنسان أنا إنسان وهويتي هي إنسان..
أنا خرجت من طريق القطيع وأخذت مسار خاص لي في طريق لا يشبه طريق أحد ربما يوما سيرافقني كثر لكن لن يبقى علينا الكثير لكن نحارب من أجله سوى أن نحافظ على الحرية، سأتلو رسالتي وأعلم ما لدي وأطلق كل روح نحو حريتها لن نمشي كقطيع.. لن أحكم إلا نفسي وسأعلم الجميع أن يفعل ذلك..
صحيح أن وحدة الطريق متعبة لكنها أقل وطأة عليك عندما تشعر بأن هذا الهواء لك،
هذا الفضاء لك، وهذه البقعة من الأرض وحتى وإن كنت ستغادر منها لك
الحرية أجمل من ثقل القيود أن تحلق نحو ذاتك الخاصة.
+ كتاباتك كلها نعرف فيها الديمقراطية كعلاقة بينك وبين قاريء،بعيدا عن روح السيطرة والإمتثال،وكأنها صناعة يقين يرفض مجتمع القهر الحقيقي..؟
قلت خرجت عن القطيع ولن أعود مهما كلف الأمر من مصائر دامية لي، لن اقبل في الحياة داخل القفص ولا أن أسير خلف الراعي ولا أن آآكل إثر جوعي من طعام القطيع حتى لو ماتت روحي إثر الجوع “الحرة تموت ولا تأكل من ثديها”
سأرفض … وسأقول لا … وسأصنع في طريقي نحو الحرية حريات لغيري من البشر ..
سأواصل قضيتي مهما كانت مليئة بالمصاعب لأن الحرية ثمنها الاضطهاد ثم النصر والربح..
+ نحن في عالمنا العربي نبحث عن بديل أكثر جدارة من الأسطورة ليصنع لنا قوى مركزية في داخلنا ويمارس فعل إيجابي في بناء ذهني ونفسي ثم وجداني فهل الشعر غيمة الحلم هنا..؟
الشعر كلمة السر الخاصة بنا لنطلق العنان لدواخلنا بالنهوض الشعر غيمة ربما تنتقل وتشرب منها كل إنسان يبحث عما داخل النص الشعري حريات … حب … تمرد … قوة…. الخ
…
الشعر ربما لن يكون غيمة ربما عاصفة تضرب مدن الصمت والخوف بركان زلزال يغير الواقع رأساً على عقب
…
+ هنالك فرضية بأننا نحتاج إلى لغة في الشعر تخاصم الإنشائية والثرثرة اللغوية إلى لغة تداول أدبي يتجلى فيها الثراء النفسي للشخصيات لننتج قيمة كتابية مختلفة وجديدة..؟
القيمة داخل النص الأدبي والشعري يحددها مدى تقبل القارئ لها وهل دخلت إلى مسام أفكاره، لن أكتب للمثقف فقط، أنا أكتب للمثقف وبائع المناديل وبنات الهوى والعامل والعاشق والأخرس والأعمى والثكالى والنساء والأطفال، أنا أكتب لكل البشر .. كل ما أريده أن تفهم قنابل الحقائق بلا تعقيد
اللغة الشعرية تعتمد أكثر على الإحساس سأكتب بإحساسي للأبد…
+ ماذا يقلق القلم أكثر في وطننا العربي..؟
إن يقطعوا أصابع تمسكه أو اليد التي تكتب به، لكن سأقول بلساني، سأتمتم بعيوني،
وسيكون قلمي الذي اصرخ به في مواجهة كل البشر الذين سيحاربونه ويحاربون أفكاره ..
القلم يخشى أيضا أن يكون في بلاد العميان والطرشان والخرسان لكنه لن يجف.
….
+ هل فشلنا في صناعة الشخصية الثقافية العربية على مدى تأريخنا..؟
لا بالعكس الشخصيات العربية الثقافية أدت مهماتها على أحسن وجه… لكن تقديم الشخصيات هو الذي أضعف من مكانتها الرفيعة والخوف من مواجهة ما تكون هذه الشخصيات هو الذي جعلها مخبأة وغير ظاهرة
خوفا من إبراز الحقيقة التي هي بالإصل تخالف قواعد المجتمع أحيانا
….
+ الأرض الصامتة داخلها بركان الهزيمة،كيف لها بصوت المنتصرين،أم إنهم حتى اللحظة غائبين..؟
الأرض تقول حتى وهي خواء
الصحراء تقول الحقيقة ،والغابة تقول الحقائق المقبرة توضح المشهد كاملا،
والبحر الذي تحته أرض أيضا يقول
الأرض دوما تقول وأنا أرض سأقول …
لا أحد غائب كلنا استفدنا لكن البعض يقرأ بصمت من بعيد وسيتحرك عاجلا أم آجلا ،قريبا أو بعيدا..
+ قليلا يتأرجح حلم الشعر فينا،وكثيرا كثيرا يقلق حلم الحرف فينا، إلى أين نمضي..؟
نمضي قدما نحو حتفه الخوف نحو حرية الجميع نحو خلود الامل ونصر ذواتنا ..
الشعر حلم وكابوس وواقع وحرب وغرق ووصول ونهاية ومحطة، نمضي كل منا إلى حلمه ..
+ الغضب العربي كله يخرج في حروف،الحزن يفعل ذلك أيضاً،فهل من طريق ثالث..؟
نعم أن نصدق الحرف وان نقوله وان لا نطمس الكلمة الطريق الثالث هو أن يخرج كل منا في طريقه بعيدا عن الجماعة والقطيع، أن لا يوجهنا راعي ولا يحركنا كلب ولا يرأسنا أحد ..
+ وصوت في وجدانك يحاول الصراخ..؟
نعم صوت فيّ لا ينام ولا يغيب ولا يهمد، صوت ضمير لجماعة الكثرة، هو جيش كامل يحارب سرطان الخوف وعضال العادات والتقاليد وخرف الماضي الأسودلكن كل ما أخشاه أن يكون لنا إرث لأجيالنا القادمة لا بصمة لنا به
صوتي الوجداني سيحاول أن يترك للأجيال بعدنا الطريقة الصحيحة للخروج والهرب وللنصر
الحرب قائمة وأنا أقاتل …