السّـفير جمال محمد ابراهيم يكتب : كُـفّـوا أقـلامَكُـم عَـنْ دِبلوْماسـيّةِ الكِـبـْرياءِ.
بسم الله الرحمن الرحيم
كُـفّـوا أقـلامَكُـم عَـنْ دِبلوْماسـيّةِ الكِـبـْرياءِ. .
السّـفير جمال محمد ابراهيم
(1)
أجـل. . السّـفراء الذين التقوا بالجنـرال حاكم البلاد في الأيام الوسيطة من الشهر الفضيل، هم شـرفاء وسيظلون شـرفاء، مُمسـكين بنواصي مهنتهم ومهنيتهم بكلّ اقـتـدارٍ أخلاقي مطلوب. ليسَ ذلـك وحـده، بل هُـم من شهدوا عظمة ثورة ديسمبرأواخر عام 2018 وأيامها المجيدة، التي أذهلتْ العالم، فوقفـوا بكلِّ اعتدادٍ ونُبل وشهامة ، مناصرين ثورة شـعبٍ، دفعتْ بلادهم بالنساء قبل الرّجال ، وبالشباب قبل الكهول، يرفعون رايات العزّة لوطنهم، وقد دفعوا الثمن من دمائهم التي أهدرها ظلمةٌ أشرار، وزبانـيـة تترقـبـهم زبانية الجحيم يوم الحشر . رحم الله شهداء الوطن فقد افتـدوه بأثمان غالية .
(2)
أجل أولئك سُــفراء شـرفاء أجل.. وما أطلقوا الصّفة على أنفسهم ، فهم من النّبل والتواضع بمكان، ولكن أطلقها عليهم مُلّاك الثورة ومشعلو أوارها وحُماة مبادئها . جاهدوا واجتهدوا لصياغة وجهٍ جـديد لدبلوماسية سودانية مدّتْ يدهـا لمجتمعٍ دولي كان يراها وجها كالحاً طيلة سنوات الإنقاذ السوداء. نفـرة الدبلوماسية السودانية لم تكمل دورة عنفوانها لمحو وإزالة آثار الانقـاذ البائد فدهمها انقلاب.
رأى أولئـك السّـفراء في انقلاب أكتوبر 2021، ردّة عن مسيرة قصدتْ إبراء الوطن من عللِ ثلاثين عاماً كالحة المعـالم أعياها حكم الإسلامويين. . ردّة عن استشراف تنمية وعدالة وسلام لثورة نبيلة، مَهـرَها أولئك الشبابُ بدماءٍ غالية . فما صفّقوا مؤيدين لانعطافة انقلابية غير مضمونة العواقب وانحازوا لثورة ذلك الشباب . أثبتتْ الأيام، وروح ثورة ديسمبر وأنفاسها الحرّى تلهب شوارع وأحياء المدن في كافة أنحاء البلاد، لتؤكد أن كلمة ” لا ” للإنقلاب، داوية لا ولن تسكتها بنادق ورشاشات المخدوعين والمرتزقة والملثمين .
(3)
لا. . لن يفوت على القاريء المتابع، أنّ يدرك أنّ الهجوم القاسي في الأسافير ، على لقاء السّفراء الشرفاء والقياديين في وزارة الدبلوماسية بالجنرال الحاكم، وما دبجّته أقلام شبحية ونشرته بأسماء مستعارة . هم خفافيش ليل لم تفضح هوياتهم إلا تلك التفاصيل الدقيقة عن أسماء الســفراء المشاركين في ذلك اللقاء والتي أوردوها ، دون خطـأٍ في إسم أيٍّ منهم. أولئك هم من أزلام النظام البائد المُندسـين في وزارة الخارجية، بلبوس دبلوماسي وربطات عُـنقٍ لا تخفي أنـيـابهم ولا أظـلافهم ، وإنْ أخفـتْ ميولهم للإستقواء بالباطل على خلق الله. وللغرابة ليسَ من بين المُغرضين من حضر ذلك اللقاء، فتجد بعضهم يتجرّأ بالذي جبلوا علـيـه من خِـسّـة، على السّـفراء الشـرفاء بما لا يليق، ويطعن، ليسَ في كبرياء ســفراء الوطن، بل في كبرياء مهـنة راسـخة المعالم، باذخـة الإرث. .
أصدر إعلام القصر الرئاسي بياناً في الموضوع، لكن كاتبه لم يفصح عمّا تداول حوله الحضور. كـتّـابُ الحملة الجائرة التي استهدفتْ – ببـؤس أقلامهم- السـّـفراء القياديين في وزارة الخارجية ، ودبّجوا المقالات يهاجمون من سمّاهم أهل الثورة “السفراء الشرفاء” ، وهم ليسوا من السذاجة وعدم التواضع ليطلقوا تلك الصّفة على أنفسهم. أمّا ما تخيّله المُرجفون من سيناريوهات من صنع إفـكهم ، فما من أحـدٍ شـاهد إذلالاً لســفير، أو سمع عن اعتذارات من ســفيرٍ لجنرال ، أو رأى وسمع سـفيراً يتوسّل لنقلٍ إلى سـفارة خارجية، سعياً لحصد دولارات. كلا لم يكن ذلك همّاً يشغلهم، وفيهم من لم يعمل في أيّ سـفارة سودانية خارجية، لأكثر من ستة أعوام. .
(4)
عن الاعـتـذار: مَـن يعـتـذر لمـن. . ؟
لا أتصوّر أنّ من يجلس في كرسي قيادة الدولة أيّاً كانت خلفيته، سيكون في سذاجة من يطلب اعـتذاراً من أحد ، وهو يدرك أن لكلّ مواطن الحقّ في الاحتقاظ بقناعاته السياسية فلا يملك أحدٌ أن يحاسبه عليها. لا يخضع موظف الدولة لمحاسبةٍ، إلا على تقاعسٍ يبدر منه، أو اهمال في أداء واجب. وذلك ممّا لم يقع من طرف أيٍّ من أولئك السّــفراء القياديين. ولا هم في زعـم المرجفين من رفعوا رايات إدّعاء الشـرف لأنفسهم ومن يقابلهم من سـفراء آخرين، هم جبناء وخونة . كلا. . ! لم يحدث ذلـك، و لم يقف دولاب العمل في وزارة الخارجية يوماً، برغم ظروف الاستعصاء السياسي، وإجراءات الكورونا القاسية، وتتريس الشوارع، وقفل الطرقات. زحام الناس بالمئات على نوافذ توثيق الشهادات في شارع الجامعة ، شهادة على علوّ همّة العاملين في وزارة الخارجية من سفراء ودبلوماسيين وإداريين . .
(5)
عن الاعتذار ثانية . .
أعجب أن أسمع وأقرأ الذي ينشر ويعـمّ المواقع الالكترونية المستسهلة، يلصقون تهمة الانتهازية بسـفراء كبار محترمين، أشاعوا أنهم سعوا للجنرال الحاكم لتقديم اعتذار. ولنسأل مروّجي الكِذاب ، يخوضون في أوحال الإفك البيّـن والمُغرض من الكلام : من منكم شهد إنكسار سفراء نبلاء ، وقد استدعاهم الجنرال الحاكم، وهم قي خدمة دبلوماسية البلاد ، ليجــدّد عهدا معهم لنصرة الثورة والتصــدّي لرفعة إسم السودان. .؟
ولنسأل بعض أقلام خاضت في مثل تلك التخرسات : من يعتذر لمن . .؟
قال الجنرال وبلسانٍ عسكريٍّ مبين، مُخاطبا السفراء الشرفاء، أنه لم يطلبهم لاعتذار، وما استدعاهم – وهم ملزمون بالاستجابة- لمحاسبة ضمائرهم ، أو للنبش في قناعاتهم الشخصية وهو يحترمها. كلا. .! بل طلبهم ليستوثق ممّا بلغه عنهم أنهم في حالة عصيان، أوهم يتباطأون في إنجاز المهام التي كلفوا بها. فرية العصيان فرية أولى لا يستعصي معرفة مصدرها، وفرية الاعتذار فرية ثانية عرفها الجنرال وعرف من أشاعها قبل الذي اتهم بها . الإنكسـار لا يصدر إلا عن ضعفِ إرادة واهنزاز ضمير. من بين السّـفراء الشرفاء والسّـفيرات الشريفات الذين أشاع المروّجون انكسارهم للإعـتـذار، سفيرة أدارتْ وزارة الخارجية لأشهر طوال، بعد سقوط الطاغية البشير، ويقدّر الجنرال- وقت أن كان رئيسا للمجلس العسكري – أداءها في تلك الفترة العصيبة، كامل التقدير، وسفيرة ثانية أبلت البلاء المحمود بعد سقوط الطاغية، لتقنع الاتحاد الأفريقي، أن في السودان ثورة وليس انقلاب عسكري ، فلم تجمد العضوية وأمهل السودان. سفيرات السودان كنداكات من أحفاد “أماني ريناس”. .
بين أولئك السفراء الشرفاء من شارك في التفاوض المُضني الذي أخرج إسم السودان من القوائم المخزية ، فعاد للبـلاد اعتدادها وعزّتها واحترامها بعد أن ضيّعه الكذابون المفسدون طيلة ثلاثين عاما. .
كلُّ سـفيرٍ من السفراء الشرفاء ، الذين أشاع ظالمون جهلاً ، عن انكسارهم ، له حظٌ معتبر في تمثيل بلاده في الخارج ، ومنهم من نال أوسمة البلدان الأجنبية التي عملوا فيها ورفعوا عالياً إســم بلادهم فيها . فإنْ من قدرتهم بلدان الأجنبية ، لن يقلّ تقدير بلادهم لهم، ولن يفوت ذلك على قيادة الدولة هنا. كبرياء الوطن يبين في وجوه بنيه السفراء والسفيرات.
(6)
على ذكر الاعـتـذار مرّة ثالثـة . .
أقف عند قرارٍ قيل أنه قضائي، أعاد نفـراً من سفراء ودبلوماسيين وإداريين للعمل من جديد في وزارة الخارجية، بعد أن أقصتهم منها لجنة إزالة التمكين (ل.أ.ت.) ، بمبرّرات معلومة ومقنعة . كان وكيل وزارة الخارجية السابق كريماً ونبيلاً في التعامل مع كلّ من قررت اللجنة إنهاء وظيفته. إستدعى كل واحد من المعنيين على حدة ، وتحدّث إليهم وأبلغهم بمآخذ اللجنة على كلّ واحدٍ منهم . عرفتْ اللجنة أن بعض من أعفته لجنة إزالة التمكين ، كانت له صلات لا تتفق والمهنة الدبلوماسية. بعضهم له عضوية مسجلة رسمياً، إمّا في التنظيم السياسي الأوحد وهو حزب المؤتمر الوطني، أو هو من مجندي الأجهزة الأمنية وبرتب معلومة . المؤسـف أنّ مجندي الأجهزة الأمنية من أولئك النفر من دبلوماسيي التمكين، لم يُكلفوا بأعمال تستهدف الأجانب كما قد يتبادر إلى الذّهن، بل كان تكليفهم الحقيقي هو مراقبة من لا يؤمَن لهم وثوقاً من السّـفراء والدبلوماسيين في وزارة الخارجية، وفي سفاراتها بالخارج. شـهدتْ سنوات التسعينات في وزارة الخارجية، تقارير مُغرضة دبّج أكثرها دبلوماسيو التمكين الصّغار عن ســفراء كبـار. تلك آفة تسييس العمل الدبلوماسي السوداني، وقد شهد على تجاوزاتها وسلبياتها صديق عزيز هو الأستاذ المحبوب عبدالسلام فأشار إلى ذلك في كتابه “خيوط الظلام..” المبذول في الشبكة العنكبوتية لمن أراد الإطلاع. .
كان حريّاً على من قرّر إعادة دبلوماسيي التمكين إلى ديوان وزارة الخارجية من جديد، أن يطالب من ثبت عليه ارتكاب أخطاء، أن يعتذر عمّا ألحق بالدبلوماسية المهنية من أذى، وبزملائه الدبلوماسيين والسـفراء المهنيين من ظلم . باب التسامح مفتوح على مصراعيه في السودان ونحن مجبولون عليه، من قبل أن تمارسه جنوب أفريقيا أو رواندا. .
(7)
عن حكمة مطلوبة. .
في تصوري، أنّ إحساس السّـفراء والدبلوماسيين بأنهم يعاملون بسوءِ تقدير لأن لبعضهم رأي سالب في الإنقلاب الذي وقع في أكتوبر 2021م ، وفي أجواء الاستعصاء السياسي والأمني الذي عاشته البلاد ولا زالت ، فإنّ بعضهم قد يرى أن تصرّف قيادة الدولة قد إتســم تجاههم بتسـرّعٍ في الانفعال، وشططٍ في القسوة، ومجافاةٍ للحكمة. يتطلب الأمر حكمة وحصافة إزاء ما حمل السفراء والدبلوماسيون الشرفاء من تحفّظاتٍ على الإنقلاب . لعلّي أجد مبرّراً لذلك الشطط والانفعال، فأعـزيهِ لغياب النصح الدبلوماسيّ، الذي لو توفّر لكان بالإمكان احتواء الخلاف المفتعل مع أولئك السفراء بقليلٍ من الحكمة، فتبقى المعالجة على أقل تقدير، بعيدةً عن عيون الإعلام الداخلي والخارجي. .
لا أحمّل قلمي مهمّة الدفاع عن أحدٍ هنا ، لكنّي- ومن موقعي السابق كدبلوماسي وسفير- أحدّث عن تجربةٍ شخصيةٍ مررتُ بها في وزارة الخارجية . لقد عملتُ تحت نظامٍ لم أكن من مشايعيه في أفضل أحواله ناهيك عن أسوأها، لكن كلفتني قياداته بمهامٍ حسّاسة تتصل بالتعامل مع أجهزة الإعلام الداخلي والخارجي، فأنجزتها بنجاحٍ أرضاهم. وجدت ُ تقديراً لأدائي المهـني لتـلـك المهام الدبلوماسية التي كلفت بها وأنجزتها بحصافةٍ مقنعة، كما وجدت تقديراً لحقي في الاحتفاظ بقناعاتي السياسية. لم يغب عنّي وقتها ، أنّ القصد من ذلك التكليف، هو اختبار لقناعاتي وأيضاً لقدراتي المهنية . .
(8)
عن فسطاط “أهل المهنية” وفسـطاط “أولاد الانفاذ” ما يُحكى. .
من ملاحظاتي بعد عودة ســفراء العهد البائد إلى العمل من جديد في وزارة الخارجية، بدا واضحاً أنّ وزارة الدبلوماسية على وشـك أن تنقـسم إلى فسطاطين : فسطاط السفراء المهنيين ممن جاءوا إلى بيت الدبلوماسية من أبوابه، يقابله فسطاط سـفراء التمكين الذين دفعت بهم الجبهة الإسلامية أوائل تسعينات القرن الماضي وتدرّجوا فصاروا سـفراء.
مع العنت والضغوط التي حاقتْ بالبلاد طيلة حقبة الانقاذ الحالكة ، أدرك دبلوماسيو التمكيـن، أنّ الجائزة لم تعد في الخرطوم ، بل في السّـفارات السّودانية في الخارج. هكذا وقياساً على لقب “أولاد منصور”، الذي أطلق تندّراً على دبلوماسيين ميّـزهم الرّاحل منصور خالد على أيامه وزيرا للخارجية في سبعينات القرن الماضي، فقد تنبّه “أولاد الانقاذ” وبحاسّـة شـمٍّ عالية، أنّ الجائزة الدولارية هنالـك في السفارات الخارجية لا في العاصمة الخرطوم المخنوقة بالعقوبات، فعمدت الوزراة لاستبقاء دبلوماسيي التمكين “أولاد الانقاذ”، لسنواتٍ طويلة في تلك السفارات، وتجاوز بعضهم عقداً كاملا يعمل في ســفارة واحدة، في اسـتثناءات غير مبرّرة، إلا بما يتيح لأهل الفسطاط الإنقاذي صيد العملات الصعبة في ســفارات السّـودان في الخارج. تلكم هي ممارسات الإنقاذيين ممّن عاصرنا ، وليست من ممارسات أهل فسطاط الدبلوماسية المهنية، لمن لا يعرف.
(9)
لو جئتَ تسأل عن الغيرة المهنية، فلن تجدها في فسطاط سفراء التمكين: “أولاد الإنقاذ”، فهم مشغولون باكتناز الدولارات، ويحسبون أنّ السّـفراء المهنيين ينافسونهم في اكتنازها . لا أجمل ما ذكرت عن الفسطاطين بصورة شاملة، بل أستثني قِـلة رأيتها في فسطاط السفراء المهنيبن تلاحق الدولارات، كما أستثني قـِلة في فسطاط ســفراء التمكين الإنقاذي ممّن عصم ربي، فاكتفى منهـم من اكتفى باكتساب المهنية لا الدولار. أعجب لمن حسبتهم صحفيين لهم أقلام رصينة تكتب وقراء يقرأون ويتابعون، ثـمّ رأيتهم بخوضون في إفـك بيّـن ، عن لقاء السـفراء الشرفاء مع الجنرال الحاكم، فما رشــح عن ذلـك اللـقاء إلا التقديـر والاحترام والحرص على مهنية ومؤسسية الدبلوماسية. إنّ دبلوماسيين وسـفراءَ كبار، لن يغيب عن أبصارهم ذلك الخيط الرّفيع الذي يفصل بين الإنتماء الواسع للوطن والانتماء الضيّق لتيارٍ سياسي .
ولمن لا يعلم فنحن الدبلوماسيون المهنيّون – وأنا منهم وقد تقاعدت قبل سنوات- نحدّث عن أيام عشـناها في تلك الوزارة ، كانت فيها الدولارات آخر ما يخطر بالبال. ظلّ الواحد منّا يستعطف الإدارة ليمكث أطول مدّة مُمكنة في رئاسة الوزارة، فلا نستعجل إيفادنا لســفارات خارجية. إسألوا صديقي وزميل دفعتي السفير عبدالمحمود عبدالحليم، وقـد قـبع زماناً طـويلاً في الإدارة الأفريقية بديوان الوزارة في الخرطوم وهو سكرتير ثالث، إلى أن بلغ درجة السكرتير الأول، فبعثوا به إلى سفارة خارجية، فغـادر لسفارته مُتردّداً وغير راضٍ. في سنوات السبعينات والثمانينات، كانت الخرطوم يا هـذا، هيَ الجائزة، لا السّفارات الخارجية. . !
(10)
ذلك إرثٌ راسخ وكبرياء مهيْب في الدبلوماسية السودانية، يعرفه ويعضّ عليه بالنواجـذ، دبلوماسيون وسـفراء مهنيّون، لا دبلوماسيون وسـفراء تسلقوا جدرانها السامقة بلـيـل التمكيــن ، وتسـلـلوا إلى ساحاتها بروافـع حزب المؤتمر الوطنيّ البائد. تلك ممارسات فـتـتْ من عضد دبلوماسية البلاد وإرثها الشامخ، وأنهكتها لسنواتٍ طوال.
أيّها البعيدون عن عوالم الدبلوماسية السودانية : كفّوا أقلامكم عن إلحاق الأذى بالواقـفـين في خطّ الدفاع الأوّل عن السّـودان الوطـن ، المُمسكين بإرث دبلوماسية شــيّد بنيانها رجالٌ كبار عرفتْ بذلهم المحافل الإقليمية والدولية – ويا للأسف – ما عرفت ذلـك البذل أقلام في السودان، لا تفتأ تخوض في أحاديث إفــكٍ مؤذٍ، ولا ترى لتلـك الدبلوماسية مجــداً ولا كسـبا . .
الخرطوم في 24/4/2022