السيتي.. مرشح فوق العادة لرفع ذات الأذنين
لا وجود في إنجلترا لفريق يحرز أهدافا أكثر ويستقبل أهدافا أقل من مانشستر سيتي. ولا وجود في العالم لفريق يتوق لرفع ذات الأذنين أكثر من السيتي.
يعد هذا الفريق الأكثر تكاملا وقوة ومرشحا فوق العادة للوصول إلى النهائي القاري المنتظر في سان بطرسبرج.
وفي 45 دقيقة فحسب، أثبت السيتي أنه فريق التحديات الكبرى. وبالفعل، كانت أفضلية الفريق الإنجليزي واضحة للعيان قبل اللقاء، لكن بمجرد أن بدأت الكرة في التحرك بين أرجاء الملعب، اتسع الفارق أكثر وأكثر.
وبينما كان باريس سان جيرمان وريال مدريد يقدمان شوطا بطيئا يبعث على الملل وفقير فنيا في باريس، كان سبورتنج يعاني في لشبونة تحت وطأة طوفان أزرق لا قبل له به. وكانت النتيجة أربعة أهداف نموذجية للضيف الإنجليزي وتألق لافت للأنظار من بيرناردو سيلفا الذي أحرز هدفين منها.
اللاعب المثالي
“إنه اللاعب المثالي”، هكذا وصف جوارديولا لاعبه البرتغالي بيرناردو سيلفا عقب انتهاء المباراة، وكان قد صنفه من قبل بأنه أفضل لاعب في البريمييرليج.
كل ذلك وسيلفا يجلس على مقاعد البدلاء أكثر مما يجوب أرضية الملاعب. لكن بيرناردو ينتمي لهذه الفئة من اللاعبين الذين يحجزون مكانا في التشكيل الأساسي في المباريات المهمة.
أحرز بيرناردو سيلفا 10 أهداف في جميع المسابقات، مما يجعله ثالث هدافي الفريق، كما أنه أدى مهمة خاصة به أمس.
“ولدت في الجانب الآخر من المدينة، من الرائع العودة وإحراز الأهداف في الديار”، هكذا صرح بعد المباراة رغم صافرات الاستهجان التي أطلقتها جماهير سبورتنج عليه بسبب ارتدائه قميص الغريم اللدود بنفيكا في الماضي.
ماكينة لا تهدأ
لكن مانشستر سيتي ليس قاصرا على بيرناردو وحده. بل إنه ماكينة لا تهدأ وليست بحاجة حتى إلى مهاجم صريح كي يكون الفريق الأكثر زيارة لشباك منافسيه في الدوري الإنجليزي.
وبفضل المواهب التي يتمتع بها الفريق الأزرق السماوي والخطط التي يتقن جوارديولا وضعها، عادل السيتي رقم 61 هدفا التي سجلها لاعبو ليفربول في البريمييرليج، رغم أنه يتفوق على الريدز في عدد الأهداف التي تلقتها شباكه بـ14 فقط منذ بداية الموسم مع تبقي 13 جولة بعد. كل ذلك يجعل مسألة تتويج السيتي باللقب مرة أخرى- الرابعة مع جوارديولا- شبه مضمونة.
وأكد جوارديولا قبيل مواجهة أمس “لن أكون مثل فيرجسون في يونايتد”. وربما يكون محقا جزئيا، لأنه لا يبدو مستعدا لقضاء 27 عاما في ملعب الاتحاد، لكن الإرث الذي يبنيه بيب حاليا يجعله بالتأكيد أسطورة للسيتيزن.
ومع وصوله في 2016، بدأت الفترة الأكثر لمعانا في تاريخ مانشستر سيتي. لم يسبق لأحد أن حظى تحت إمرته بفريق على هذا القدر من الجودة مثل جوارديولا، رغم أن نظرة واحدة إلى الشطر الآخر من المدينة كافية لإدراك أن المال ليس بالضرورة مرادفا للنجاح.
وتحت قيادته، وإضافة إلى حصد البريمييرليج 3 مرات، حقق السيتي الألقاب المحلية الأربع في موسم واحد، وكسر الأرقام القياسية: أكبر عدد من الأهداف، أطول سلسلة انتصارات، أطول مسيرة مباريات من دون هزيمة.
رجل المشروع
ونجح جوارديولا في فرض هيمنة مانشستر سيتي على البطولة الإنجليزية حيث اضطر ليفربول إلى الارتقاء بمستواه إلى أقصى درجة كي ينجح في حرمان السيتي من لقب وحيد والمنافسة على نسخة أخرى قبل أن تخور قوى “الريدز” قبل النهاية بقليل ويذهب الكأس في النهاية إلى مانشستر.
وعلى المستوى الأوروبي، قاد المدرب الإسباني مانشستر سيتي إلى أول نهائي دوري أبطال له، وكان أبعد مدى وصل له السيتي في البطولة القارية، نصف النهائي في 2016، تحت قيادة المدرب السابق التشيلي مانويل بيليجريني.
كانت الهزيمة مؤلمة، لكنها لم تنه عمل جوارديولا الذي يعتقد مالكو النادي في أبوظبي أنه الرجل المناسب في المكان المناسب والوحيد الذي يستطيع إتمام المشروع.
ويرتبط بيب مع الفريق بعقد يمتد حتى صيف 2023، والهدف المحدد هو رفع (ذات الأذنين)، ويبدو أنه صار قريبا. فقد حسم مانشستر سيتي مسألة بلوغ ربع النهائي بالفعل من لشبونة.