السودان وروسيا) .. فرص الشراكة والاستثمار

(السودان وروسيا) .. فرص الشراكة والاستثمار

تقرير: العهد اونلاين

رحب خبراء اقتصاديون باستضافة الخرطوم لاجتماعات اللجنة الوزارية المشتركة السودانية ، وتوقع الخبراء أن يسهم انعقاد اللجنة الوزارية السودانية الروسية بالخرطوم علاقات التعاون بين البلدين الي مرحلة الشراكة الاستراتيجية ودخول مجالات جديدة من الاستثمار الي جانب توسيع الاستثمارات الروسية بقطاع المعادن وزيادة التبادل التجاري بين البلدين وفتح فرص للصادرات السودانية لولوج السوق الروسية، بجانب تأمين احتياجات السودان من السلع والخدمات و استخدام ال الحديثة الروسية لتطوير قطاعات الإنتاج الزراعي والصناعي.
وكان وزير المعادن محمد بشير ابو نمو قد بحث أمس ، مع سفير دولة روسيا بالخرطوم فلاديمير جيلتوف بحضور وكيل وزارة المعادن والمدير العام للهيئة العامة الأبحاث الجيلوجية، ترتيبات انعقاد اللجنة الوزارية المشتركة السودانية الروسية في دورتها السابعة والتي ستعقد بالخرطوم.
وأمن الاجتماع على عقد لقاءات الخبراء والفنيين قبيل انعقاد اللجنة الوزارية بيومين وذلك لمناقشه كافة الملفات الاقتصادية والفنية بين البلدين وكذلك مناقشة الموضوعات التي سترفع للجنة الوزارية.
من جهته أكد سفير روسيا بالخرطوم فلاديمير جيلتوف على تطور علاقة بلاده بالسودان خاصة وان روسيا لها نشاط واسع في مجال التعدين بولايتي نهر النيل والبحر الأحمر.

جذب الاستثمارات الروسية

ووصف دكتور محمد الناير الخبير الاقتصادي، انعقاد اللجنة الوزارية السودانية الروسية بالخرطوم، بأنه حدث مهم، وينبغي الاستفادة منه في جذب الاستثمارات الروسية للاستثمار بقطاعات الزراعة والصناعة والنفط وتوسيع الاستثمارات الروسية بقطاع المعادن وزيادة التبادل التجاري بين البلدين وفتح الباب أمام الصادرات السودانية لولوج السوق الروسية، بجانب تأمين احتياجات السودان من السلع والخدمات والاستفادة من الخبرات والتقانات الروسية بزيادة الإنتاج الزراعي والصناعي.
ودعا دكتور الناير الحكومة السودانية الي اعداد مشروعات جاهزة وقابلة للاستثمار لطرحها علي الجانب الروسي وتحديد أولويات السودان الاستثمارية لاستغلال الفرص المتاحة وجذب الاستثمارات الروسية لاستغلال تلك الفرص المتاحة بما ينعكس إيجابا على الاقتصاد السوداني.

ما يحتاجه السودان من روسيا

وفي السياق ذاته يري محمد نور كركساوي الخبير الاقتصادي وعضو اللجنة الاقتصادية للحرية والتغيير ( تيار الوسط) ، ان روسيا لديها نشاط واسع فى ولاية نهر النيل والبحر الأحمر فى مجال التعدين وبخاصة الذهب، الكروم، النحاس واخرى ومن ثم تصديرها خام إلى بلادها، مشيرا إلي أن الاقتصاد الروسى مازال يعانى من احتكار كارتيلات الدولة الشيوعية بعد تفكيكها فى عملية الترويكا بواسطة غورباتشوف فى أواخر الثمانينات، لذا فمن الصعوبة وبحسب تاريخ الدولة الروسية فهى بارعة فى التصنيع العسكرى والمعدات الثقيلة والناقلات البحرية ولا تتعاون الا وفق مصالحها فى ايجاد موطىء قدم على البحر الاحمر كما حدث فى سوريا وميناء طرطوس.
واضاف كركساوي: نحن فى السودان لا نحتاج لمثل هذه الصناعات الحربية فى هذه المرحلة الحالية ، وإنما اقتصادنا يحتاج إلى الاستثمار فى الزراعة ، والصناعات التحويلية ومشاريع البنى التحتية ومثل هذه المشاريع تبرع فيها دول مثل الاتحاد الأوروبي وأمريكا وليست روسيا، عليه فلابد من إصلاح السياسات الخارجية التى تدعم مشاريع التنمية المستدامة فى بلادنا.

الاستفادة من الخبرات الروسية

وفي السياق نفسه يري دكتور هيثم محمد فتحي الباحث الاقتصادي، ان حجم التبادل التجاري الحالي بين السودان وروسيا يبلغ فقط 500 مليون دولار، وأوضح ان السودان يمكن ان يستفيد من الخبرات الروسية فى العديد من المجالات والقطاعات الاقتصادية الحيوية مثل الزراعة والثروة الحيوانية والتعدين والمصنوعات الجلدية والنفط اضافة الى السكك الحديدية والسدود والكهرباء خاصة و ان مسيرة الشركات الروسية الاستثمارية فى البلاد تمضي الى غاياتها دون اي معوقات خاصة فى مجال التعدين .
واضاف : روسيا بجانب انها تمتلك اكبر صندوق للاستثمار المباشر تمتلك ايضا خبرات تراكمية هائلة فى زراعة القمح كما تعتبر من اكبر مصدري القمح فى العالم لما تملكه من تكنولوجيا حديثة فى هذا المجال، وبالتالي فان تعاون السودان مع روسيا سيكون له مردودات ايجابية كبيرة على الاقتصاد
وأعرب دكتور هيثم عن أمله أن بسهم انعقاد اجتماعات اللجنة الوزارية السودانية الروسية بالخرطوم، في إزالة المعوقات امام استثمارات روسية، كما انها تأتي والعلاقات الاقتصادية بين البلدين تشهد انفراجا كبيراً فى ظل التحولات السياسية التي يشهدها العالم الان في ظل الحرب الروسية الاوكرانية وتحولات جائحة كورونا وأثرها علي الاقتصاد العالمي .