(السودان وروسيا) .. فرص الاستفادة من تغير التحالفات الدولية

(السودان وروسيا) .. فرص الاستفادة من تغير التحالفات الدولية
تقرير: العهد اونلاين
علاقات التعاون بين السودان وروسيا تشهد تطورا ملحوظا في كافة المجالات الاقتصادية والسياسية والعسكرية والأمنية، رغم الضغوط الأمريكية والغربية علي السودان وعزله دولياً وايقاف المساعدات الدولية منذ أكتوبر الماضي بحجة الضغط من أجل العودة إلى مسار الانتقال الديموقراطي وتشكيل حكومة مدنية، بينما بالمقابل ظلت علاقات التعاون بين السودان وروسيا متطورة في كافة المجالات، بل دخلت مرحلة جديدة من التعاون المشترك والإستراتيجي بعد أن توجت اللجنة الوزارية المشتركة بين السودان وروسيا اعمالها بموسكو امس ، بالتوقيع على عدد من اتفاقيات التعاون، شملت مجالات الاقتصاد والزراعة والتجارة والصناعة والسياحة والنقل والاتصالات والطاقة والتعدين والجيولوجيا والتعليم العالي.
ويري خبراء في الأزمات الدولية والاقتصاد ، أن تغير التحالفات الدولية بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية حفز دول العالم الثالث ومن بينها السودان علي الاستفادة من هذا التغيير في تحقيق مصالحها بالانحياز شرقا أو غربا، خاصة وأن العالم سيشهد ميلاد نظام عالمي جديد بقطبين او اقطاب متعددة بعد إنتهاء الحرب الروسية الأوكرانية .
ودعا الخبراء الحكومة السودانية الي الاستفادة من تغير التحالفات الدولية لتحقيق المصالح المشتركة، والتزام الحياد والانفتاح في التعامل مع الجميع دون استعداء طرف علي الاخر.
واعتبر الخبراء التقارب بين الخرطوم وموسكو الآن نتاج للضغوط الأمريكية والغربية علي السودان وعزله دولياً وايقاف المساعدات الدولية والضغط على الحاكمين الآن لتحقيق الانتقال الديموقراطي وتشكيل حكومة مدنية، بينما تفتح روسيا والصين ودول الشرق الباب أمام الخرطوم لتعاون مشترك ودون شروط او ضغوط.
ودعا خبراء اقتصاديون الخرطوم وموسكو لإقامة شراكات استراتيجية واقتصادية واستثمارية تعظم المصالح المشتركة بين البلدين.
الاستفادة من تغير التحالفات
ويري اللواء دكتور أمين إسماعيل مجذوب خبير الأزمات والتفاوض بمركز الدراسات والبحوث بالخرطوم، أن التحالفات الدولية تغيرت بموجب إندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، مما شجع دول العالم الثالث ومن بينها السودان للاستفادة من الزخم الذي أحدثه التغيير بالانحياز شرقا أو غربا.
واضاف دكتور أمين إسماعيل: السودان يعيش فترة انتقالية ويعاني من أزمة سياسية وصراع داخلي بين أطراف الأزمة في السودان، بينما الذي يحكم الآن يعمل مضطرا على الاستفادة من الصراع الدولي والانتقال شرقا بعد الضغوط الأمريكية والغربية لتحقيق الانتقال الديموقراطي بالسودان.
الاتجاه شرقا
ونوه دكتور أمين اسماعيل، إلي أن زيادة نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو قبل يوم من اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية واستمرار الزيارات المتبادلة واستمرار انعقاد اجتماعات اللجنة الوزارية السودانية الروسية، تؤكد أن السودان يتجه شرقا للحصول على حوافز المعسكر الشرقي خاصة روسيا والصين.
واضاف: المطلوب الآن تعاون اقتصادي يسهم في حل الأزمة الاقتصادية التى يعانى منها السودان بتوقيع اتفاقيات تعاون مشترك، بينما تنظر روسيا إلي السودان من محيط الصراع الدولي وتحديدا مع أمريكا والغرب ، ورغبتها في الوجود علي سواحل السودان بالبحر الأحمر، والنظر إلى الدخول الي افريقيا عبر بوابة السودان خاصة وان هنالك سبع دول افريقية تحتاج إلى منافذ بحرية وتعتمد على السودان في حركة صادراتها ووارداتها.
ومضى دكتور أمين إلي القول: إقتصاديا لكل طرف مصلحته في الإتجاه شرقا ، فالسودان مضطرا و ينظر إلى الإتجاه شرقا للحصول على حوافز، وتجاوز الضغوط الأمريكية والغربية لتحقيق الانتقال الديموقراطي بالسودان، بينما روسيا تنظر الى السودان من محيطه في الصراع الدولي لتحقيق مصالحها الاستراتيجية والاقتصادية.
تحالف مؤقت
وتوقع كتور أمين اسماعيل، أن يكون التحالف بين السودان وروسيا مؤقتاً، الي حين حدوث استقرار للأوضاع السياسية في السودان ويمكن تغيير التحالفات، وربما يعود السودان الي التحالف مع أمريكا والغرب كما كان في بداية العام 2020م.
موقف محايد
واضاف دكتور أمين : يجب أن يكون السودان محايدا، ويستثمر علاقاته الاقتصادية مع الجميع دون تدخلات في الشؤون الداخلية، ودون استعداء طرف على الآخر.
بناء شراكة استراتيجية
وفي السياق ذاته يري دكتور محمد الناير الخبير الاقتصادي، أن الحرب الروسية الأوكرانية ستحدث تغيرات في النظام العالمي، بميلاد نظام جديد بقطبين أو أقطاب كثيرة.
واضاف دكتور الناير: يمكن للسودان الاستفادة من التغيرات في النظام العالمي الجديد ببناء شراكة استراتيجية مع روسية ، وزيادة الاستثمارات والتبادل التجاري بين البلدين، بجانب تشابك المصالح المشتركة خاصة وأنها تدعم العلاقات بين البلدين.