
(السودان وروسيا) .. اجتماعات موسكو هل تفتح آفاقا جديدة للتعاون المشترك….؟
تقرير: العهد اونلاين
تستضيف العاصمة الروسية موسكو غداً إجتماعات اللجنة الوزارية السودانية الروسية لبحث آفاق التعاون الاقتصادي والتجاري والفني والثقافي ما بين الخرطوم وموسكو.
وتوقع أن تتوج الاجتماعات بالتوقيع علي بروتكول تعاون مشترك غداً الجمعة بموسكو، بحضور رئيس الجانب الروسي وزير البيئة والثروات المعدنية، ألكساندر كوزلوف، ووزير المعادن، رئيس الجانب السوداني محمد بشير .
ويري خبراء اقتصاديون أن اجتماعات اللجنة الوزارية المشتركة السودانية الروسية تقتح آفاقا جديدة للتعاون المشترك بين البلدين في المجالات كافة، بينما محللون سياسيون ضرورة عدم الربط بين التعاون الاقتصادي بين البلدين وإقامة قاعدة عسكرية روسية بالبحر الأحمر.
بعيدا عن الصراع الروسي الأوكراني
ووصف محمد المعتصم حاكم القيادي بالحزب الاتحادي الديموقراطي الاصل، انعقاد اجتماعات اللجنة الوزارية المشتركة السودانية الروسية بموسكو في هذا التوقيت بأنها خطوة إيجابية في مجال التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري ما بين السودان وروسيا تحقق المصالح المشتركة ما بين الدولتين لا علاقة بها بالصراع الدولي مابين روسيا واوكرانيا والتي كان السودان محايدا حولها وطالب في وقت سابق بحل الازمة بالتفاوض السلمي بعيدا عن الاقتتال، متفقا في ذلك مع روية الاتحاد الاوربي والأمم المتحدة .
واضاف حاكم: من حق السودان الانفتاح علي كل دول العالم من اجل تحقيق مصالحة الخاصة لمعالجة ازماته الاقتصادية وتوطيد الصلات الدولية أيضا في المجالات الفنية والثقافية بعد توقيع البروتوكولات المشتركة والتي في نهاية الامر تحقق مصالح السودان وبالتالي ان ذلك لا يعني انفراد روسيا وحدها او احتكارها للاستثمار، فالسودان الان منفتح نحو كل دول العالم للتعاون في كافة المجالات خاصة الاقتصادية منها.
فهم مصالح السودان
ونوه حاكم الي ان اللجنة الفنية من الخبراء السودانيين التي تتواجد الان بروسيا هي لجنة متخصصة من خبراء وفنيين علي مستوي عالي من الكفاءة تفهم جيدا مصالح السودان، وتعمل علي تحقيقها .
واضاف: السودان سياسيا واقتصاديا يقف علي مسافة واحدة مع كافة دول العالم خاصة الولايات المتحدة الامريكية ما عدا إسرائيل التي تخطط بدقة لتقسيم السودان الي دويلات صغيرة لتسيطر علي كل موارده ، فالتعاون المشترك ما بين السودان وروسيا من مطلوبات المرحلة الحالية ونحن علي اعتاب تكوين حكومة انتقالية مدنية علي راس أولوياتها معالجة الازمة الاقتصادية عبر مؤتمر اقتصادي عاجل يشارك فيه كل الخبراء السودانيين من الداخل والخارج وبيوت الخبرة الدولية من كل العالم عبر خطة قصيرة المدي خاصة بمعالجة معاش الناس وطويلة المدي لمعالجة الازمة الاقتصادية بشكل كامل وصولا للاستقرار السياسي الذي يحقق التحول الديموقراطي الحقيقي عبر انتخابات حرة ونزيهة، وبالتالي نحن نرحب كثيرا بالتعاون الفني والاقتصادي مع روسيا وكافة دول العالم المحبة للسلام والديموقراطية المستدامة.
رفض قاعدة روسية بالبحر الأحمر
وأكد حاكم، أنه من غير المقبول ان يكون التعاون الاقتصادي والفني بين السودان وروسيا مقابل إقامة قاعدة عسكرية روسية في المياه الإقليمية السودانية علي البحر الأحمر . واضاف : القاعدة الروسية مرفوضة تماماً، بينما التعاون الاقتصادي بكل اشكاله مقبول حتي في مجالات التنقيب عن البترول والمعادن.
الاستفادة من الخبرات الروسية
وفي السياق ذاته يري دكتور هيثم محمد فتحي الخبير الاقتصادي ، أن تعاون السودان الاقتصادي مع روسيا سيكون له مردودات ايجابية كبيرة على الاقتصاد السوداني.
واضاف : السودان يمكن ان يستفيد من الخبرات الروسية فى العديد من المجالات والقطاعات الاقتصادية الحيوية مثل الزراعة والثروة الحيوانية والتعدين والمصنوعات الجلدية والنفط اضافة الى السكك الحديدية والسدود والكهرباء خاصة و الشركات الروسية الاستثمارية تعتبر من اوائل الشركات التي بدأت فى مجال التعدين.
ونوه هيثم إلي أن روسيا بجانب انها تمتلك اكبر صندوق للاستثمار المباشر تمتلك ايضا خبرات تراكمية هائلة فى زراعة القمح، كما تعتبر من اكبر مصدري القمح فى العالم لما تملكه من تكنولوجيا زراعية حديثة فى هذا المجال.
فتح آفاق للتعاون المشترك
وأكد هيثم ، أن اجتماعات اللجنة الوزارية المشتركة السودانية الروسية ستفتح الباب واسعا امام استثمارات روسية جديدة في مجالات اخري ، كما أنها تأتي والعلاقات الاقتصادية بين البلدين تشهد انفراجا كبيرا فى ظل التحولات السياسية والاقتصادية التي يشهدها العالم الان، فالحرب الروسية الأوكرانية غيرت كثير من الاوضاع الاقتصادية علي المستوي الدولي .
زيادة التبادل التجاري
وأشار هيثم محمد فتحي الي أن خجم التبادل التجاري الحالي بين السودان وروسيا 500 مليون دولار تقريبآ.، ويمكن للبلدين من خلال تضافر الجهود والعمل المشترك لرفع حجم التبادل التجاري بين البلدين لجهة انه متواضع جدا مقارنة بحجم الاقتصاد الروسي و الموارد الاقتصادية السودانية .