السودان: منظمة أطباء بلا حدود تسلّم أنشطتها وتترك مستشفى للسكان في ولاية النيل الأبيض
الخرطوم 15 ديسمبر/كانون الأول 2021- بعد سبع سنوات من إطلاق الاستجابة الطارئة للاجئين من جنوب السودان والمجتمعات المحلية في ولاية النيل الأبيض بالسودان، تسلم المنظمة الطبية الدولية أطباء بلا حدود أنشطتها إلى وزارة الصحة.
ويأتي المرضى اليوم إلى مستشفى الكشافة من القرى المجاورة ومن تسعة مخيمات للاجئين من جنوب السودان في المنطقة. وقد ساعد المستشفى في تحسين وصول الناس إلى رعاية طبية جيدة وتقليل عبء المرض في ولاية النيل الأبيض.
وقالت كلوديا ستيفان، ممثلة منظمة أطباء بلا حدود في السودان، خلال مراسم التسليم التي حضرها مسؤولون من ولاية النيل الأبيض: “على الرغم من إنهاء منظمة أطباء بلا حدود دعمها الطبي في المنطقة، إلا أن جميع خدمات المستشفى ستستمر، وذلك بفضل السلطات الصحية السودانية والشركاء الوطنيين والدوليين الآخرين. ونحن على ثقة من أن شركاءنا سيحرصون على استمرارية هذا المشروع الناجح ويخصصون الموارد اللازمة وطواقم الرعاية الصحية”.
وقال نور الدين محمد نور الأمين، مدير عام وزارة الصحة في الولاية، أثناء مراسم التسليم: “إننا نثمن ما قدمته أطباء بلا حدود من مساعدة لأهلنا في ولاية النيل الأبيض، سواء من اللاجئين أم من الأهالي. لقد قامت فرق أطباء بلا حدود بعمل رائع على مدى سنوات عديدة، والآن بعد تسليمهم للأنشطة، علينا أن نواصل الرحلة ونتطلع إلى المزيد من التعاون مع منظمة أطباء بلا حدود”.
وبعد عبور أعداد كبيرة من اللاجئين من جنوب السودان إلى ولاية النيل الأبيض في أواخر عام 2013، أطلقت منظمة أطباء بلا حدود استجابتها في عام 2014، لتزويد اللاجئين والمجتمع المضيف بالرعاية الصحية العامة واللقاحات والقيام بأنشطة تعزيز الصحة. وقدم مهندسو منظمة أطباء بلا حدود مياه شرب نظيفة وأنشأوا مراحيض.
في عام 2016، قامت منظمة أطباء بلا حدود ووزارة الصحة بتطوير مرفق صحي في مخيم الكشافة ليصبح مستشفى. وفي عام 2019، تم استبداله بمستشفى حديث البناء بسعة 100 سرير يوفر الرعاية الصحية العامة والمتخصصة.
وخلال السنوات السبع الماضية، قدمت فرق منظمة أطباء بلا حدود ما يقرب من 500,000 استشارة خارجية وأدخلت أكثر من 20,000 شخص إلى المستشفى لتلقي العلاج. وتلقى أكثر من 8,000 طفل يعانون من سوء التغذية دون سن الخامسة العلاج في مركز التغذية العلاجية بالمستشفى وولدت حوالي 5,000 امرأة مواليدهن في وحدة الأمومة. كما قامت طواقم أطباء بلا حدود بتطعيم أكثر من 25,000 طفل لحمايتهم من أمراض الأطفال الشائعة. وقدم موظفو الصحة النفسية في أطباء بلا حدود أكثر من 6,000 استشارة في مجال الصحة النفسية، بينما عقد مختصو التثقيف الصحة أكثر من 10,000 جلسة تثقيف صحي.
وأضافت ستيفان: “تبقى منظمة أطباء بلا حدود ملتزمة بمواصلة تقديم المساعدة الأساسية المنقذة للحياة لسكان السودان. وإننا نتكيف باستمرار لتلبية الاحتياجات الإنسانية والصحية الأكثر حدة بطريقة محايدة وبأفضل ما يمكننا”.
وبصفتها منظمة طبية تقدم المساعدة في الطوارئ، تسترشد منظمة أطباء بلا حدود بأخلاقيات مهنة الطب ومبادئ الحياد والاستقلالية وعدم التحيز. تُقدَّم المساعدة على أساس الاحتياجات الطبية، بغض النظر عن العرق أو الدين أو الجنس أو الانتماء السياسي.
تعمل منظمة أطباء بلا حدود في السودان منذ عام 1978 وتقدم اليوم الرعاية الطبية في الخرطوم والقضارف والنيل الأزرق وشرق دارفور ووسط دارفور وغرب دارفور وجنوب دارفور وكسلا، كما تضطلع فرق الطوارئ باستجابات في مناطق أخرى حسب الحاجة.