عقد مجلس السلم والأمن الافريقي، اليوم الثلاثاء الموافق اجتماعاً اسفيرياً حول تطورات الأوضاع بالسودان حيث قدم وفد السودان برئاسة السيد السفير د. خالد محمد فرح، مدير عام الشؤون الأفريقية بيان السودان الذي استهله بالتهنئة الحارة لمفوض السلم والأمن الجديد السفير أديوي بانكوي على ثقة القادة الافارقة بانتخابه لتولي منصب مفوض الشؤون السياسية والسلم والأمن بالاتحاد الافريقي.
وتناول بيان السودان أهم التطورات في الساحتين السياسية والاقتصادية متضمناً التوقيع الذي تم على اتفاقية السلام في اكتوبر الماضي، والشروع في تنفيذ بنود الاتفاق، وإستكمال هياكل الحكم الانتقالي الذي يضم شركاء السلام. كما تطرق البيان لعملية الانتقال من مرحلة حفظ السلام بنهاية ولاية البعثة المختلطة اليوناميد، إلى مرحلة بناء السلام بمباشرة بعثة الأمم المتحدة المتكاملة (اليونيتامس) لمهامها في السودان. وتم تقديم الشكر للاتحاد الافريقي لنجاحه في تأمين عملية خروج آمن وسلس وانسحاب مرحلي وتدريجي لبعثة اليوناميد واستعرض البيان خطة الحكومة لحماية المدنيين تفادياً لأي فراغ أمني قد يخلفه انسحاب بعثة يوناميد.
كذلك تطرق البيان لأهم التطورات في الساحة الاقتصادية والمتمثلة في إزالة اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، ومايترتب على ذلك من إنفتاح متوقع للسودان وإعادة ادماجه في المؤسسات الاقتصادية والمالية الدولية. وناشد رئيس وفد السودان الاتحاد الافريقي لمواصلة دوره في حشد الدعم السياسي والدبلوماسي والمالي والفني للمساعدة في تعبئة الموارد وتحقيق الاصلاحات الاقتصادية المنشودة في السودان، مشيراً في هذا الصدد إلى أن مؤتمراً دولياً، يهدف نحو اعادة إدماج السودان في المؤسسات الاقتصادية الدولية وتحفيز الاستثمار وتخفيف عبء الديون عليه، سينعقد في باريس في مايو المقبل، بمبادرة كريمة من فخامة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وأكد البيان موقف السودان إزاء سد النهضة والذي يتضمن أهمية الوصول إلى اتفاق شامل وملزم يراعي مصالح الدول الأطراف، مشيراً إلى أن أى إجراء أحادي من قبل إثيوبيا يشكل تهديداً وجودياً لما يقارب 20 مليون نسمة يسكنون ضفاف النيل الأزرق. وأكد البيان على موقف السودان تجاه ما يحدث في الحدود مع إثيوبيا موضحاً أن السودان قام بنشر قواته داخل أراضيه من منطلق سيادته عليها، وأن الحدود بين السودان وإثيوبيا لم تكن يوماً من الأيام محل نزاع وهي حدود معترف بها قانونياً وتؤكدها الوثائق والمذكرات الموقعة بين البلدين.
وتم تقديم الشكر والتقدير للجهود المتواصلة للاتحاد الافريقي وأجهزته في دعم عملية الانتقال بالسودان، ومرافقتها للحكومة الانتقالية في كل الخطوات والتحديات التي تواجهها، ورحب البيان في هذا الصدد بالزيارة المرتقبة لأعضاء مجلس السلم والأمن الإفريقي للسودان للقاء المسئولين والوقوف على تطورات الأوضاع بأنفسهم، مشيراً إلى أنها زيارة هامة تتيح الفرصة لتبادل الآراء وتطوير الآليات والوسائل لإيجاد حلول ناجعة للقضايا ذات الصلة.
من ناحية أخرى، قدم السفير مجدي أحمد مفضل بيان السودان بصفته رئيساً للايقاد متناولاً التطورات الايجابية في السودان منذ نجاح ثورة ديسمبر المجيدة سيما تحقيق السلام، مما يساعد على إنجاح الفترة الانتقالية التي أوضح أنها تتطلب أيضا مواجهة التحديات العديدة لإرساء دعائم بناء السلام والحكم الديمقراطي الرشيد. وناشد الاتحاد الافريقي تقديم الدعم للسودان في حشد الدعم الاقليمي والدولي في مجالات إعادة البناء والإعمار للمناطق المتأثرة بالنزاعات، وفي عمليات إعادة توطين النازحين واللاجئين والعائدين. وكذلك دعم جهود الحكومة لبرنامج الاصلاحات الاقتصادية وتخفيف عبء الديون.
أمن رئيس وأعضاء المجلس على التطورات الايجابية في الساحة السودانية مؤكدين دعمهم لكل الخطوات المفضية لعملية انتقال ناجحة وسلسة لحكم ديمقراطي. كما وأكد بعض أعضاء المجلس في مداخلاتهم ضرورة تقديم الدعم والمساندة للحكومة السودانية لتجاوز التحديات الماثلة أمامها.