( السفير الامريكي الجديد بالسودان) .. الترفيع الدبلوماسي يكشف حجم المصالح

( السفير الامريكي الجديد بالسودان) .. الترفيع الدبلوماسي يكشف حجم المصالح

تقرير: العهد اونلاين

رحب خبراء اقتصاديون ودبلوماسيون بمصادقة مجلس الشيوخ الأمريكي على تعيين جون غودفري ليكون سفيرًا فوق العادة ومفوضًا للولايات المتحدة الأمريكية لدى جمهورية السودان، وترفيع التمثيل الدبلوماسي بين البلدين الي درجة سفير مفوض لأول مرة منذ العام 1996م.
ويري خبراء دبلوماسيون واقتصاديون ، أن تعيين سفير لواشنطن بالخرطوم يعكس اهتمام أمريكي كبير بالشأن السوداني، وحرص واشنطن على مصالحها في السودان مما سيدفع بملف التعاون بين البلدين في المجالات الاقتصادية، بجانب دعم واشنطن الي الانتقال الديموقراطي بإيجاد تسوية سياسية للأزمة السودانية.
ويري الخبراء، أن هنالك ملفات عديدة علي الطاولة تنتظر تسلم السفير الامريكي بالسودان لمهامه في مقدمتها دعم الانتقال الديموقراطي وإيجاد تسوية سياسية للأزمة السودانية، والعمل على استقرار الأوضاع الأمنية في السودان، وتعزيز التعاون بين البلدين، ورفع تعليق الدعم الأمريكي والدولي للسودان ومعالجة ديونه الخارجية، ودمج الإقتصاد السوداني في الاقتصاد العالمي، وتحقيق المصالح المشتركة بين البلدين في المجالات الاقتصادية والسياسية والأمنية خاصة أمن البحر الأحمر

السيرة الذاتية للسفير الأمريكي

وبعتبر غودفري أول سفير للولايات المتحدة في السودان منذ أكثر من عقدين، حين قطعت الولايات المتحدة علاقتها الدبلوماسية مع السودان في فبراير عام 1996م.
ووفقا للسيرة الذاتية فإن السفير الجديد جودفري هو ضابط رفيع المستوى في السلك الدبلوماسي ، شغل منصب القائم بأعمال منسق وزارة الخارجية الأمريكية لمكافحة الإرهاب والمبعوث الخاص للتحالف العالمي لهزيمة تنظيم الدولة الإسلامية، كما شغل غودفري عدة مناصب في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال إفريقيا خلال فترة عمله في السلك الخارجي ، ومن 2013 إلى 2014 ، شغل منصب رئيس الموظفين لنائب وزير الخارجية آنذاك ويليام بيرنز ، الذي يشغل الآن منصب مدير وكالة المخابرات المركزية في ادارة جو بايدن.

إهتمام أمريكي بالشأن السوداني

ويري دكتور عادل عبد العزيز الخبير الاقتصادي، أن تعيين سفير أمريكي بالسودان يعني أن هناك اهتماماً متزايدا من الإدارة الأمريكية بالسودان، فبعد عقود من التمثيل الدبلوماسي بدرجة قائم بالأعمال يصل دبلوماسي بدرجة سفير وله سابق علاقة بمكافحة الإرهاب فهو من دوائر المخابرات.
واضاف دكتور عادل : بلا شك فإن التطورات الدولية المتعلقة خصوصا بالحرب الروسية الأوكرانية وتشكل محاور جديدة تبدو فيها الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي في جانب وروسيا والصين في جانب آخر من أسباب ارتفاع اهتمام الولايات المتحدة بالسودان في هذه المرحلة.

المصالح الأمريكية في السودان

وتوقع دكتور عادل، أن يعمل السفير المعين على دفع الأطراف السودانية للتوافق على قيام انتخابات تفرز سلطة مدنية سوف تساندها الولايات المتحدة وتعيد توجيه المنظمات المالية الدولية لمساندة الحكومة المنتخبة بالسودان والسير في طريق إعفاء الديون وانسياب معونات التنمية .
لا ترغب الولايات المتحدة في أي اضطرابات بالسودان، وترغب في ابعاد روسيا والصين عن الاستثمار في السودان وترغب في أن ترى السودان مصدرا للحبوب الغذائية الرئيسية لاصدقائها بدول الجوار ولدول الاتحاد الأوروبي.

تطبيع العلاقات السودانية الأمريكية

وفي السياق ذاته وصف دكتور محمد الناير الخبير الاقتصادي، تعيين سفير أمريكي بالخرطوم، بأنه خطوة كبيرة نحو تطبيع العلاقات السودانية الأمريكية.
واضاف دكتور الناير: لابد من ترجمة ترفيع التمثيل الدبلوماسي، فعل علي أرض الواقع وليس علي الورق فقط، كقرارات رفع العقوبات ورفع إسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب والتى ظلت حبر على ورق ولم يستفيد السودان منها شيئا، وما زالت العزلة الدولية مفروضة علي السودان ولايستطيع إجراء المعاملات المالية والبنكية مع العالم.

مراجعة الطريقة الامريكية في التعامل مع السودان

واضاف دكتور الناير: لا أن تراجع امريكا طريقة تعاملها الحالية مع السودان بأن تعامل السودان بحجمه وما يملكه من موارد وموقع جغرافي وسواحل علي البحر الأحمر، وما يملكه من تأثير على المستوى العالمي والإقليمي، ولذلك دولة بهذه الموارد والموقع الجغرافي والتأثير الإقليمي والدولي لابد أن تعامل بطريقة تليق بها، وليست الطريقة السابقة (العصا والجزرة) ، فلابد من النظر للسودان بحجمه وموارده وموقعه وتأثيره في من حوله والعالم الذي يعاني من أزمة غذاء.

أهمية السودان لأمريكا

وفي السياق نفسه يري السفير الرشيد ابوشامة الخبير الدبلوماسي والمحلل السياسي، أن تعيين أمريكا لسفير لها بالسودان يعكس اهتمام أمريكي كبير بالشأن السوداني، وأنه دولة مهمة بالنسبة لأمريكا وحجم المصالح الأمريكية بالسودان.
واضاف السفير الرشيد ابوشامة: تحقيق المصالح الأمريكية في السودان يقتضي تعيين سفير مفوض للولايات المتحدة الأمريكية، بحيث يمكنه التواصل مباشرة مع قيادة السودان وقيادة بلاده لتحقيق المصالح المشتركة والتى في مقدمتها استقرار الأوضاع بالسودان وتحقيق الإنتقال الديموقراطي بالسودان وإيجاد تسوية سياسية للأزمة السودانية، وتحقيق المصالح الأمريكية الاستراتيجية وفي مقدمتها أمن البحر الأحمر ومنع قيام قاعدة روسية بالبحر الأحمر، ومكافحة الإرهاب وتعزيز التعاون الاقتصادي بين السودان وامريكا.