مقالات

 الركابي حسن يعقوب يكتب: مظاهرات القحاطة.. رب ضارة نافعة

 الركابي حسن يعقوب يكتب: مظاهرات القحاطة.. رب ضارة نافعة

 

رب ضارة نافعة مثل ينطبق على ما حدث ضحى السبت في العاصمة الخرطوم حين خرجت عقارب قحت الظهير السياسي لميليشيا الدعم السريع الإرهابية من جحورها ومن بين الشقوق لتهتف ضد الجيش بنفس الهتافات القميئة التي كانت تهتف بها ضده قبل ستة أعوام خلت في الثورة المصنوعة المشؤومة والتي وصفها الفنان الكوميدي المبدع (فضيل) بأنها أسوأ ثورة في التاريخ.

هتفت ضفادع قحت وعلت أصوات نقيقها الأجش المزعج وهي خارجة من بياتها للتو ضد الشرطة وأساءوا إليها بعبارات لا تخرج إلا من أفواه وحلاقيم مأجورة لجهات خارجية. رددوا عبارات عدائية غير عابئين بما جرى من حرب ابتدرتها ذراعهم العسكرية مليشيا الدعم السريع الإرهابية دخلت عامها الثالث وما حدث فيها من دمار وخراب وتنكيل بالمواطنين العزل وجرائم حرب ما سبقهم إليها من أحد من العالمين.

لا شك أن ما حدث يوم السبت قد أصاب السودانيين بالذهول والحيرة والغضب.. كيف يجرؤ هؤلاء الخونة المناصرين للميليشيا الإرهابية على الخروج وأن تعلو أصواتهم بالهتاف ضد الجيش حامي حمى الوطن وضد الشرطة والأجهزة الأمنية العين الساهرة على أمن البلاد والعباد.

ومن بين هذا الخضم من الحيرة والذهول تبرز أسئلة عديدة تحتاج لإجابات ، كيف خرج هؤلاء، ومن سمح لهم بالخروج، وأين كانوا طيلة أشهر الحرب، ولماذا خرجوا الآن في هذا التوقيت، هل خروجهم هذا تدشين لخطة تهدف لدعم وإسناد علني لمشروع الميليشيا الإرهابيةَ السياسي، أم هو عودة لذلك الحراك الفوضوي الذي مارسته قحت خلال سنوات نفوذها المتمثل في المظاهرات اليومية ومظاهر تعطيل الحياة اليومية وشل حركة الإنتاج وما عرف بالتتريس سيء الذكر، وقنص المتظاهرين وإلصاق التهمة على الأجهزة الأمنية، وحرق المرافق الخدمية الحيوية.. إلخ من مظاهر التخريب التي مارستها نفس هذه الفئة التي خرجت يوم السبت عندما كانت متنفذة ومتدثرة بدثار الثورة المصنوعة في تلك الفترة السوداء البئيسة!!!

لكن إن كان ما حدث هو (الضارة) والنصف الفارغ من الكوب، فإن (النافعة) والنصف الممتليء من الكوب هو أن ما حدث في مجمله يعتبر درساََ مفيداََ مليئاََ بالعبر وناقوس نبه الجميع لأخذ الحيطة واتخاذ التدابير اللازمة للقضاء على هذا الخطر ووأده في مهده قبل أن يستفحل ويتمدد، لقد كشف هؤلاء عن أنفسهم بعد أن كانوا يستخفون
من الناس، لقد أظهروا بصورة علنية مساندتهم وانحيازهم للميليشيا الإرهابية بعد أن كانوا يدّعون الحياد ويدْعون زوراََ وكذباََ لوقف الحرب عبر الشعار الزائف المهتريء (لا للحرب).

كذلك فإن هذا الظهور العلني سيسهل على الأجهزة الأمنية القيام بدورها بما يلزم وبما هو ضروري إزاء هذا العمل المعادي وفق آلياتها ووسائلها المستندة إلى القانون العام وقانون الطواريء ونصوص قانون الجرائم الموجهة ضد الدولة وهو قانون يحمي أمن الدولة وسيادتها من أن تُنتهك عبر جرائم تهديد الأمن العام والخيانة والتآمر والتجسس وإهانة رموز ومؤسسات الدولة الدستورية وتخريب منشآت الدولة الحيوية والمنظومات الدفاعية بها.

ولا ينبغي للحكومة أن تتساهل مع مرتكبي هذه الجرائم أبداََ ولا أن تتراخى في القيام بمسؤولياتها في حماية الوطن والمواطن وأن تضرب بكل قوة وحزم وصرامة على هذه الفئة المارقة الموالية للميليشيا الإرهابية فهم جزء لا يتجزأ من الميليشيا هي طابور من طوابيرها مهمته الطعن في الظهر والتخذيل ومد الميليشيا بالمعلومات ورفع إحداثيات المنشآت والمرافق الحيوية والأعيان المدنية لضربها وتدميرها خدمة لأهداف الجهات الأجنبية التي تقف خلف الميليشيا الإرهابية بالدعم المالي واللوجستي والدعائي.

إن أي تراخي أو إبطاء في القضاء على هؤلاء الأوباش ستكون نتائجه كارثية على البلاد التي بدأت تتعافى، ستكون عودة غير محمودة إلى مربع تلك السنوات الكالحات البائسات من سلطة قحت وتسلط الميليشيا الإرهابية وستكون خيانة للشهداء والمصابين، وخذلان لمن شُردوا من ديارهم ونزحوا من مواطنهم ولمن لجأوا لخارج الحدود يعيشون ظروفاََ سيئة ولمن فقدوا أموالهم وممتلكاتهم ومن انتهكت اعراضهم.

أضربوهم ولا تأخذكم بهم رأفة.

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى