مقالات

الركابي حسن يعقوب يكتب: مجزرة زمزم..الغطاء المكشوف

 الركابي حسن يعقوب يكتب: مجزرة زمزم..الغطاء المكشوف

 

 

قرابة 400 قتيل من سكان معسكر ” زمزم” للنازحين حصيلة العدوان الغاشم الذي نفذته ميليشيا آل دقلو الإرهابية على المعسكر حتى الآن.

كعادتها ودأبها تستأسد ميليشيا آل دقلو الإرهابية على المواطنين المدنيين الأبرياء العزل قاطني معسكر زمزم النازحين ومعظمهم من الفئات الضعيفة، نساء وأطفال وكبار سن ومعاقين ومرضى.

استطاعت الميليشيا الإرهابية المدعومة من دويلة الشر أن تقتحم المعسكر بعد أن كانت تقوم بالقصف المدفعي العشوائي عليه منذ أسابيع ووجهوا نيران أسلحتهم الثقيلة مباشرة نحو أجساد أهالي زمزم النحيلة الضعيفة التي نال منها الجوع والظمأ والمرض بسبب الحصار الذي فرضته الميليشيا الإرهابية منذ أشهر على المعسكر بلا رحمة وبقلوب هي أشد قسوة من الحجارة وإن من الحجارة لما يتفجر منه الماء.

هجمت الميليشيا الإرهابية على الأبرياء بعد أن هرب أفرادها وقادتها أمام أبطال وفرسان القوات المسلحة والقوات المساندة لها بعد هزيمتهم في محور ولاية الخرطوم شر هزيمة.

هجوم الميليشيا الإرهابية على معسكر زمزم وارتكابهم لهذه المجزرة الكبرى هو أمر مقصود ومتعمد ومدبر من قبل القوى الإقليمية والدولية التي تقف داعمة ومساندة للميليشيا الإرهابية وهو عمل يائس بائس والغرض منه هو خلق أزمة إنسانية تستدعي تدخل عاجل من ما يسمى بالمجتمع الدولي تحت ذريعة (إنقاذ الوضع الإنساني

المأزوم)، وهو غطاء (مكشوف) لإنقاذ الميليشيا والتمهيد لفرض واقع جديد ومشروع لطالما سعت قوى الشر الداعمة للميليشيا لتنفيذه طوال عامين كاملين لكنها فشلت فيه فشلاََ ذريعاََ، وها هي الآن تريد بكل ما أوتيت من قوة ومن مكر لإنجاحه عبر هذه المكيدة المكشوفة وهي آخر ورقة في يدها.

تريد قوى الشر تدخل ما يسمى بالمجتمع الدولي لفرض واقع جديد يقوم على دعم مشروع فصل دارفور بعد الإعلان عن تشكيل حكومة موازية فيه، وتغل فيه يد الحكومة والجيش السوداني عبر تدابير أممية تحول دون قيام الجيش بواجبه الدستوري بالدفاع وصد العدوان وإنهاء التمرد، تدابير تعيق مباشرة الحكومة الشرعية لمهامها وبسط سلطتها ونفوذها على كافة أراضي الدولة.

هذا هو السيناريو الذي تريد الميليشيا وداعميها تنفيذه بهذا الهجوم الغاشم على المواطنين العزل، وهو سيناريو لن يجد طريقه إلى التنفيذ بإذن الله، ثم ببسالة القوات المسلحة والقوات المشتركة والمستنفرين والمتطوعين الذين لبوا نداء الاستنفار من كل بقاع السودان للدفاع عن الأرض والعرض وللقضاء على شرذمة الميليشيا الإرهابية.

إن الجيش والقوات المساندة له لن يعجزهم إلحاق الهزيمة بهذه الميليشيا الإرهابية، فقد استطاعوا هزيمتهم عنوة واقتداراََ في كل محاور القتال السابقة في الخرطوم والجزيرة وسنار والنيل الأزرق والنيل الأبيض وهي محاور طبيعة القتال فيها تتسم بالصعوبة والتعقيد الشديد مقارنة بمحور دارفور الذي هو صعب بالنسبة للميليشيا الإرهابية، وسهل بالنسبة للجيش والقوات المساندة له.

لن تستطيع الميليشيا تحقيق نصر في محور دارفور بإذن الله مهما حشدت له من مرتزقة ومن سلاح وعتاد، ومهما تناصرت معها قوى الشر والبغي لأن الباطل زاهق والحق منتصر..
إن الرعب الذي ملأ قلوب قادة وأفراد الميليشيا سيعجل بهزيمتهم، وإن ما بقي في أيديهم من عتاد وسلاح لن يكفيهم لخوض المعركة المصيرية بالنسبة لهم فقد تركوا عتادهم خلفهم في رحلة هروبهم من الميدان ليقع غنيمة في يد الجيش.

لقد حان الوقت لكي يستخدم الجيش والقوات المساندة له القوة المميتة لسحق هؤلاء الأوباش المعتدين الظالمين وكسر شوكتهم وتخليص البلاد من رجسهم ودنسهم وفسادهم إلى الأبد.

إنها المعركة الأخيرة من معارك حرب الكرامة نريدها يا قادة الجيش والقوات المساندة وأنتم لها وأهلها أن تكون الفاصلة والقاصمة لظهر الميليشيا وسادتها وداعميها محلياََ واقليمياََ ودولياََ فخذوهم واقتلوهم حيث ثقفتموهم واقعدوا لهم كل مرصد، ميلوا عليهم ميلة واحدة وليجدوا فيكم غلظة ما خبروها من قبل، وليذوقوا على أيديكم وبال أمرهم وجزاء عدوانهم ولا تقوم لهم قائمة ولا ترتفع لهم راية بعدها .

وعلى صعيد آخر يجب إغلاق كل المنافذ في وجه أي صيغة أو شكل من أشكال التسوية مهما كان مصدرها ومهما بدا عليها من مكاسب فلا مكسب أكبر من سحق الميليشيا في الميدان، إنه المكسب الوحيد الذي سيحقق لهذا البلد الأمن والإستقرار، إنه البلسم الأوحد الذي ستطيب به الجراح ويتعافى به الوطن.

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى