الركابي حسن يعقوب يكتب: مأساة الفاشر وملهاة الشيخ الصرمان

الركابي حسن يعقوب يكتب: مأساة الفاشر وملهاة الشيخ الصرمان
حصيلة أداء حكومة ميليشيا الدعم السريع الإرهابية المسماة (تأسيس) في غضون أسبوعين فقط هي فترة دخول الميليشيا الإرهابية مدينة الفاشر وهي ترفع شعار “مهمتنا هي القتل فقط”، حتى الآن خمسة آلاف قتيل، و 70 ألف نازح فروا صوب المناطق التي يسيطر عليها الجيش وإتجه معظمهم نحو الولاية الشمالية حيث الدفء والأمن والأمان، وهناك عشرات الآلاف من سكان الفاشر ما يزالون محاصرين من قبل الميليشيا الإرهابية، علماََ بأن عدد من كانوا بالمدينة قبل دخول الميليشيا الإرهابية إليها بلغ 260 ألفاََ.
ومنذ أن وطئت أقدام أفراد الميليشيا الإرهابية النجسة أرض الفاشر الطاهرة أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة كدأبهم في كل مرة يدخلون فيها مدينة أو قرية يسفكون فيها الدماء وينهبون الأموال والممتلكات ويهلكون الحرث والنسل ويرتكبون جرائم يندى لها الجبين ثم يتباهون بها ويوثقونها بهواتفهم (فالمنكر) عندهم (معروف) ففي أخلاقهم وقيمهم وعاداتهم (الشينة مذكورة) خلافاََ لما عليه أخلاق وقيم السودانيين النبيلة بأن (الشينة منكورة).
وكل يوم يتنفس الصبح فيه في الفاشر المكلومة تنفث الميليشيا الإرهابية سمومها وجرائمها وبوائقها لتبثها في الأسافير ولا تبالي بردود الفعل، فهي قد رفعت شعار القتل ولا شيء غير القتل إلا توابعه ومشتقاته، من تمثيل بجثث الموتى، وحرقها بعد تجميعها في أكوام، وقتل الجرحى والمصابين في الطرقات وداخل المستشفيات وغيرها من صور البشاعة والقساوة التي ما سبقهم بها من أحد من العالمين.
وفي خضم هذه المأساة العظيمة، تبرز ملهاة الشيخ (الصرمان) الذي لم يتمالك نفسه وعجز عن كبح جماح (صرمته) ليقف دون أن يهتز له طرف حياءاََ وهو يعتلي المنبر يطلب فيه من ولي نعمته وزعيم عصابته أن يزوجه تسابيح مبارك (على كتاب الله وسنة رسوله) رغم أن المطلوبة محصنة وفي ذمة رجل هو زوجها إبراهيم الميرغني الوزير السابق وأحد أقطاب تنظيم (صمود) الحليف والجناح السياسي لميليشيا الدعم السريع الإرهابية التي ينتمي إليها الشيخ الصرمان، ورغم تفاهة الحدث وتفاهة الطالب والمطلوب، إلا أنه لفت الانتباه إلى عمق جهالة وجهل هؤلاء القوم بالدين والقيم والأخلاق والأعراف وقواعد اللياقة والكياسة والذوق والأدب، لتضاف إلى السجل الأسود لهؤلاء الأوباش الذين برهنوا بأفعالهم السيئة أنهم لا يجمعهم ببني البشر إلا صورة اللحم والدم.
هؤلاء الجهلاء القساة الظالمين الأوباش الذين فاقوا فرعون في الطغيان والجهل والقسوة يطرحون أنفسهم لحكم السودان بديلاََ عن الحكومة الشرعية المسنودة من الشعب ويدّعون كذباََ وزوراََ أنهم حماة للديمقراطية والمدنية والحكم الرشيد!!
نعم هم فاقوا فرعون في كل شيء فقد ادعوا الربوبية بلسان الحال وبعض قادتهم قالها بلسان المقال..
كان فرعون يقتل أبناء بني إسرائيل الذكور ويستحي نساءهم أي يستثنيهن من القتل ويبقيهن أحياء وهؤلاء الأوباش لم يستثنوا النساء كما كان فرعون يفعل بل بدأوا بهن وقتّلوهن شر تقتيل لم يرحموا ضعفهن وتوسلاتهن التي تهز الضمائر الحية وتوقظ نخوة الرجولة وقد كان العرب في جاهليتهم لا يقتلون النساء في الحروب وهؤلاء الأوباش قد قتلوا النساء والأطفال والمسنين والعجزة وأصحاب الاحتياجات الخاصة لم يستثنوا أحداً من القتل ومع ذلك فهم يكبرون ويهللون ويحسبون الهالك فيهم شهيداً فمن أي بطن من بطون العرب خرج هؤلاء، وإلى أي دين ينتمون..





